|    English   |    [email protected]

كيف علّق اليمنيون على "مسارعة" السلطات الشرعية إلى فتح طريق مأرب - البيضاء؟

الأحد 9 يونيو 2024 |منذ 5 أشهر

برّان برس - وحدة الرصد:

فُتحت طريق (مأرب - البيضاء - صنعاء)، وباتت مفتوحة أمام المسافرين، بعد نحو 3 أعوام من الإغلاق بفعل المواجهات بين قوات الجيش اليمني، ومسلحي جماعة الحوثي المصنفة دوليا في قوائم الإرهاب، في مديريات جنوب محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن).

وفي وقت سابق اليوم، أعلن عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة عن فتح طريق (مأرب - البيضاء - صنعاء) اعتباراً من تمام الساعة الثانية عشرة من، ظهر اليوم الأحد 9 يونيو 2024م، بعد استكمال الترتيبات اللازمة.

وأكد "العرادة" خلال لقائه بممثلي مبادرة مجتمعية، أهمية تفعيل دور المجتمع لدعم كافة الجهود الإنسانية، وإنجاح مساعي فتح الطرقات المغلقة بين المدن اليمنية بما ينهي المعاناة والمخاطر التي تواجه المسافرين أثناء تنقلهم عبر الصحراء والطرق البديلة والمرهقة.

وتطرق إلى المبادرة المعلنة يوم الخميس 22 فبراير/ شباط الماضي وتدشين فتح طريق (مأرب - فرضة نهم - صنعاء) حيث تم التأكيد في حينه على الاستعداد التام لفتح جميع الطرق التي تربط محافظة مأرب بالمحافظات الأخرى.

وطبقاً لما أعلن عنه عضو مجلس القيادة الرئاسي، فعند الساعة 12 من ظهراً، بدأت طلائع السيارات والمركبات بالتحرك عبر طريق مأرب البيضاء، بعد نحو 3 أعوام من توقفه واستبداله بطريق الجوف الصحراوي.

وبهذا الخصوص تتابعت الصور التي نقلت حركة السير في الطريق، والذي تداولها رواد التواصل الاجتماعي على نحو كبير، في خطوة عكست مدى الاهتمام الرسمي والشعبي ومدى الجدية من قبل السلطات الشرعية لإنهاء معاناة المواطنين، على الرغم من التعنت الذي طالما تعاملت به جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب مع هذا الملف، إضافة إلى كونها هي المتسببة بقطع الطرقات في مختلف محافظات الجمهورية.

ورصد "برّان برس"، ردود أفعال اليمنيين لفتح طريق (مأرب- البيضاء- صنعاء)، من قبل السلطات المحلية في المحافظة التي استجابت لمبادرة مجتمعية هدفت إلى تخفيف معاناة المسافرين.

وقال وزير الأوقاف والإرشاد في الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً الشيخ "محمد بن عيضة شبيبة" "لم تألُ الحكومة والسلطات المحلية في مأرب وتعز جهدًا في العمل على رفع المشقة عن شعبنا اليمني والتخفيف من معاناته واتخاذ التدابير المطلوبة في هذا السياق، آخرها فتح طريق "مأرب البيضاء" بعد تعنت المليشيات الحوثية ورفضها فتح طريق "الفرضة".

وأضاف "شبيبة" في تدوينة على منصة "اكس" تابعها "برّان برس" "كل الشكر والتقدير للجهود التي يبذلها رجال الدولة كل من موقعه ومسؤولياته، وعلى رأسهم القيادة السياسية ممثلة بمجلس القيادة ومتابعتهم المستمرة لفتح الطرقات ونزع الألغام التي خلفتها المليشيا، والشكر موصول للأخ عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مأرب اللواء سلطان العرادة على جهوده ومبادراته".

"شبيبة" في تدوينته شكر كذلك "الإخوة أصحاب مبادرة الرايات البيضاء على جهودهم ومتابعتهم التي كللت بالنجاح، بما من شأنه التخفيف من مشقة سفر الحجاج والمعتمرين وسائر المواطنين، نسأل الله التوفيق والسداد للجميع والأمن والسلام ليمننا العزيز".

من جانبه قال وكيل وزارة الإعلام "عبدالباسط القاعدي" "إقدام مليشيا الحوثي على فتح الطرق يثبت عملياً أنها وحدها من كانت تغلق الطرق وتحاصر المواطنين، وأن تأكيد الشرعية الدائم أن الطرق مفتوحة من جهتها هي حقيقة ثابتة".

وذكر القاعدي" أن "قيام الشيخ سلطان العرادة عضو مجلس القيادة الرئاسي بتدشين تجهيز الطريق الرابط بين مأرب وصنعاء عبر منطقة نهم لامس اهتمام واحتياج المواطنين وشكل ضغطا هائلا على عصابة الحوثي السلالية التي حاولت التهرب من الاستجابة لهذه المبادرة".

واستدرك بالقول "لكنها تعرت مجدداً أمام المواطنين وظهرت على حقيقتها، ولذلك وبعد أشهر من مبادرة الشيخ سلطان العرادة رضخت للضغوط الشعبية بفتح طريق مأرب البيضاء وكانت تعتقد أنها ستسجل هدفا في مرمى الشرعية وتراهن على رفض هذه المبادرة لكنها خسرت الرهان".

ويرى "القاعدي" بأن "الحوثيين لا يمكن أن يقدموا على عمل مثل فتح الطرق إلا تحت ضغط هائل" وقال "هذا يضع الكثير من علامات الاستفهام خاصة وأن فتح الطرقات تزامن مع حملة الاعتقالات الواسعة لموظفي المنظمات العاملة في من مناطق سيطرته".

وأضاف "الواضح أن خطوة البنك المركزي اليمني أصابت مليشيا الحوثي في مقتل، وأن السلاح الاقتصادي موجع ومدمر وبإمكانه شل قدرات عصابة الحوثي وهزيمتها، ولذا لجأت لخفض التصعيد من خلال الإقدام على فتح الطرق كخطوة لتسهيل الحركة ربما لسحب العملة الصعبة والتخفيف من وطأة الاجراءات الاقتصادية".

وتابع "نحن مع أي إجراء يخفف عن كاهل المواطن لكن على الأبطال أن يظلوا مستيقظين واليد على الزناد".

أما الكاتب والباحث "مصطفى ناجي" ربط بين فتح طريق في تعز وفتح طريق مأرب البيضاء، فقال "‏تحت تأثير المفاجأة وضغط المتفائلين والكرة الآن في ملعب الشرعية في تعز" والشاكرين للحوثيين الناسين لما يفعلوه وفعلوه في طريق البيضاء مأرب".

وأضاف "في أول أربع وعشرين ساعة تصريحات وردود أفعال السلطة المحلية في تعز ومختلف الهيئات المعنية تجاه ما يقال إنه مبادرة فتح طريق من طرف الحوثي، كانت تتسم بالإرباك والعشوائية ونابعة من هواة عمل عام وتعامل سياسي".

وأشار إلى "تصريح وزير الدفاع بخصوص مبادرات فتح الطريق" بأنه إعادة ضبط للتعامل مع قضايا السلام والحرب" مضيفاً "وينطبق هذا على تعز والبيضاء ومأرب وحيس".

وأضاف "الجبزي" "الحوثي يخوض حربه ضد الشعب كل الشعب ويخوضها بالدرجة الأساس لهدم كيان الدولة والمؤسسات، إذا تمكن الحوثي بمسرحيّاته هذه من اختراق جبهة جديدة وتغيير معادلة القوة لن تنفع النوايا الحسنة والتفاؤل بل ستكون الشرعية هي المسؤولة وتوجه اليها الأنظار الاتهامات والنقد".

وأردف "مبادرات فك الطرق الشعبية عمل حميد. وضروري لتخفيف المعاناة. لكن لتثبيت حالة السلم يجب توفير إطار مؤسسي واتخاذ إجراءات سلامة وضمانات امنية وهذا شأن السلطة المحلية والسلطة المركزية".

وقال "المسؤولية تقتضي عدم دغدغة مشاعر الناس واستحنان المحاصِر لأنه الحرب ليست مضاربة اطفال حواري يمكن فصلها بالزجر" لافتاً إلى أن "هذه مناطق اقتتال فيها قناصة واستعدادات قتالية والغام وتأمين الطريق واجب قبل فتحه".

وأضاف "لا يليق بالمتفائل تجريم سلطات تعز ونسيان أفعال الحوثي في تلك المنطقة والحي تحديداً بيوم وليلة ومهادنته بتسمتيه "أنصار الله" وتجميل إنتاجه التلفزيوني".

إلى ذلك علّق الصحفي "عدنان الجبرني" بالقول: "الحوثي وجد نفسه مجبراً على فتح بعض الطرق، وأساساً منذ ثلاثة أشهر يحاول إخراج الموضوع بعد مبادرة الشرعية في مأرب وتعز".

وأضاف "لا علاقة لإجراءات البنك أو المنظمات بالملف، ما حدث هو انتصار للدولة من أجل الناس، كما أن المبالغة في تفسير رضوخ الحوثي بافتراضات خيالية هو نوع من التيه والتخبط".

 

مواضيع ذات صلة