برّان برس:
أفادت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، الثلاثاء 11 يونيو/حزيران 2024، بمقتل 49 شخصاً على الأقل، فيما لا يزال 140 آخرون في عداد المفقودين، بعد غرق قارب كان يقل أكثر من 200 مهاجر قبالة السواحل اليمنية.
ووفقا لبيان للمنظمة الدولية، فإن القارب الذي كان يحمل على متنه 260 مهاجراً انقلاب ( الاثنين 10 يونيو/حزيران) بالقرب من نقطة الغريف في محافظة شبوة.
وأوضح البيان، الذي اطلع عليه “بران برس”، أن من بين الذين فقدوا أرواحهم في هذه المأساة التي وصفها بـ”المؤلمة” 31 امرأة وستة أطفال.
وأشار البيان إلى أن عمليات البحث والإنقاذ ما تزال “مستمرة رغم من التحديات الكبيرة الناجمة عن نقص زوارق الدوريات العاملة، وهو الوضع الذي زاد تعقيداً بسبب الصراع مؤخراً”.
وذكرت المنظمة الدولية، في البيان، أن أفراد المجتمع المحلي، بما في ذلك الصيادون، لعبوا “دوراً حاسماً عقب الحادث من خلال المساعدة في جهود الإنقاذ والمساعدة في دفن المتوفين في مقبرة عين بامعبد”.
وقالت إنه “رغم هذه الجهود، ما يزال 140 شخصاً في عداد المفقودين، في ظل استمرار الجهود لاستكشاف خيارات إضافية للبحث والإنقاذ مع تواصل انجراف المزيد من الجثث إلى الشاطئ في مواقع مختلفة“.
وتأتي هذه “المأساة”، وفق المنظمة الدولية، في أعقاب حادثتي غرق منفصلتين على نفس الطريق على طول ساحل جيبوتي، مما أسفر عن وفاة 62 مهاجراً على الأقل.
وقالت إنه “منذ عام 2014، سجل مشروع المهاجرين المفقودين التابع للمنظمة الدولية للهجرة 1,860 حالة وفاة واختفاء لمهاجرين على طول الطريق الشرقي من شرق أفريقيا والقرن الأفريقي إلى دول الخليج، وشمل ذلك 480 حالة غرق”.
واعتبرت هذه الواقعة هي الأحدث ضمن سلسلة الحوادث المميتة، فيما يعرف بـ“طريق الهجرة الشرقي”. فكل عام، يخوض عشرات آلاف المهاجرين الأفارقة رحلة محفوفة بالمخاطر عبر البحر الأحمر واليمن للوصول إلى السعودية، هربا من النزاعات أو الكوارث الطبيعية، أو سعيا لفرص اقتصادية أفضل.
ويحاول العديد من هؤلاء المهاجرين الوصول إلى السعودية ودول الخليج الأخرى، بحثا عن فرص عمل.
والاثنين 10 يونيو/ حزيران 2024، أفادت مصادر محلية وسكان، بوفاة عشرات المهاجرين الأفارقة، إثر غرق قارب كانوا يستقلونه قبالة سواحل محافظة شبوة (شرقي اليمن).
وطبقًا لمنصة “منبر شبوة” المحلية، فإن المركب الذي كان يقل المهاجرين الأفارقة تعرّض للغرق ما تسبب بوفاتهم غرقًا قبالة سواحل منطقة “عين بامعبد” بمديرية “رضوم“ جنوب محافظة شبوة.
وتداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا لجثث محملة على شاحنة قالوا إنها للمهاجرين الأفارقة الذين تعرضوا للغرق صباح اليوم.
وفي 21 مارس/آذار الماضي، تم العثور على 6 جثث مرمية في سواحل الخوخة التابعة لمحافظة الحديدة (غربي اليمن)، تعود لمهاجرين من القرن الأفريقي غرق قاربهم في عرض البحر.
ورغم المخاطر العديدة للطريق الشرقي، قالت المنظمة الدولية للهجرة الشهر الماضي، إن عدد المهاجرين الذين يصلون كل عام إلى اليمن "تضاعف 3 مرات بين عامي 2021 و2023، إذ “ارتفع من نحو 27 ألف شخص إلى أكثر من 90 ألفاً”.
ووفق البيانات الشهرية لمنظمة الهجرة الدولية، فإن 5,411 مهاجرًا أفريقيًا دخلوا اليمن بين يناير ومارس 2024، وهو ما يساوي تقريباً عدد الوافدين في نفس الفترة من العام 2021، التي سجلت 5,113 مهاجرًا فقط.
وفي فبراير/ شباط الماضي، قالت المنظمة الدولية للهجرة، إن سواحل محافظة شبوة أصبحت نقطة رئيسة لعبور الآلاف من المهاجرين غير الشرعيين القادمين من القرن الإفريقي.
وأوضحت المنظمة الدولية في تقرير لها حول تتبع حركة النزوح، أن عدد المهاجرين الأفارقة الذين وصلوا خلال شهر يناير/ تشرين الأول بلغ 1737 مهاجرًا غير شرعي، بنسـبة زيادة 11% عبر سواحل منطقة بئر على وعين بامعبد في المحافظة.
ووفق المنظمة الدولية، فإن الطريق من القرن الأفريقي إلى اليمن يشكل أحد أكثر طرق الهجرة المختلطة “ازدحاماً وخطورة في العالم“، حيث يرتادها مئات الآلاف من المهاجرين، ومعظمهم يقومون برحلات غير نظامية.
ويعتمد المهاجرون في كثير من الأحيان على المهربين للتنقل عبر الطريق الشرقي، وكثيراً ما يكونون معرضين لخطر متزايد– بما في ذلك الاتجار بالبشر– أثناء قيامهم برحلات القوارب المحفوفة بالمخاطر إلى شواطئ اليمن، وفق المنظمة الدولية للهجرة.