برّان برس- ترجمة خاصة:
اتهمت ندوة دولية نظمها مشروع مكافحة التطرف (CEP)، الخميس 20 يونيو/حزيران 2024، جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، بإنشاء “هيكلية متطورة لاستغلال المساعدات الإنسانية لتحقيق أهدافهم الخاصة”.
وجرى خلال الندوة، التي استضافها ”المجلس الانتخابي المؤقت” عبر الانترنت، تقديم تقرير “جديد ومتعمق” أصدره المشروع حول “تحويل الحوثيين للمساعدات الإنسانية في اليمن”.
وقالت الندوة إنه “رغم من تلقي أكثر من 20 مليار دولار من المساعدات الإنسانية الدولية على مدى العقد الماضي، إلا أن الوضع الإنساني في اليمن لا يزال محفوفًا بالمخاطر”. معتبرة أن “أحد أسباب الأزمة الإنسانية في اليمن، التي طال أمدها، هو التحويل المنهجي للمساعدات من قبل الحوثيين على نطاق واسع”.
وخلال الندوة، قدم السفير البريطاني الأسبق لدى اليمن، “إدموند فيتون براون”، ورقة عمل بعنوان "هل المساعدات الإنسانية تساعد اليمن؟”.
وانتقد السفير “براون”، وهو مستشار أول مشروع مكافحة التطرف (CEP)، موقف المنظمات والوكالات الدولية تجاه تدخلات الحوثيين قائلاً: لسوء الحظ، لم يواجهوا سوى مقاومة محدودة من المنظمات التي يتم تمويلها لغرض صريح وهو مساعدة الفئات الأكثر ضعفاً في اليمن”.
وقال إن “التقارير المتعلقة بتسليم المساعدات من قبل المنظمات الإنسانية ليست شفافة، مما يعقد ويحبط الجهود المبذولة لمواجهة تحويل الحوثيين للمساعدات الإنسانية“.
وعبر السفير “براون”، في المشاركة التي ترجمها إلى العربية “بران برس”، عن قلقه من أن “فشل العاملين في المجال الإنساني في بذل العناية الواجبة، أو معالجة التدخل، أو الترحيب بالتدقيق قد يؤدي إلى تقويض المشروع بأكمله“.
وما يثير القلق بنفس القدر، وفق السفير، هو “الافتقار إلى الشفافية العلمية والصدق في تقييم عملية تسليم المساعدات من قبل الدول الأعضاء مثل المملكة المتحدة”.
وقال “براون”، إنه شهد بنفسه، خلال فترة عمله كسفير للمملكة المتحدة في اليمن، من عام 2015 إلى عام 2017، “فشل العديد من العاملين في المجال الإنساني”.
وأضاف: يبدو أن تركيز مجتمع المعونة في المملكة المتحدة ينصب أكثر على تحقيق الأهداف واستخدام الميزانيات لتجنب التخفيضات في السنوات اللاحقة، بدلاً من ضمان التسليم الفعال والمتحقق منه لمن هم في أمس الحاجة إليها”.
وتابع: لقد كشفت تجربتي في الأمم المتحدة عن روح التنمر والتهرب من التدقيق أو المساءلة. ويؤكد النهج السائد على أن تسليم المساعدات الإنسانية لابد أن يكون له الأولوية على كل المخاوف الأخرى.
وشدد “براون”، على ضرورة “تجنب المبالغة”. وقال: أثناء عملنا في اليمن، قيل لنا مراراً وتكراراً إنها الأزمة الإنسانية الأكثر حدة في العالم، مع ادعاءات بأن ما يصل إلى نصف سكان البلاد كانوا على حافة المجاعة. ومع ذلك، فإن مثل هذه التوقعات الرهيبة لم تتحقق أبدا.
وأكد أهمية الشفافية والتدقيق والتقييم الفعال باعتبارها “أمرًا ضروريًا للحفاظ على ثقة الجمهور وضمان نجاح الجهود الإنسانية“. وكذا “معالجة أوجه القصور في عمليات العناية الواجبة وتعزيز المساءلة داخل المجتمع الإنساني والمنظمات الدولية”.
ووفق الديبلوماسي البريطاني، فإن “النقاش حول المجاعة المحتملة لـ20 مليون يمني، مدفوعًا بالأمية الإحصائية والميلودراما الساخرة، يساهم في إرهاق المانحين. كما أنه يؤدي إلى جدال مهم، وإن كان مؤلما، حول ما إذا كانت الجماعات الاستبدادية مثل الحوثيين وطالبان قد تعلمت كيفية التلاعب بالمجتمع الدولي لدعم أنظمتها البغيضة”.
وقال إن الحوثيين “ليسوا حركة تحرير، بل مجموعة شرسة وعنيفة بشكل استثنائي من المجرمين واللصوص”.
ودعا إلى “زيادة كبيرة في استخدام العقوبات ضد منتهكي المساعدات الإنسانية والسكان اليمنيين ككل“. مشددًا على ضرورة “إعطاء الأولوية لردع عدوان الحوثيين” لتحقيق تقدم نحو السلام.
كما دعا إلى “إعادة توجيه المساعدات الإنسانية إلى الموانئ التي تسيطر عليها الحكومة اليمنية، حيث أن الاقتراب من الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون غير آمن”.
وقال إنه “على عكس الحوثيين، لا يرغب الناس في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة في رؤية مواطنيهم يتضورون جوعا في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون. ولذلك، يجب النظر بعناية في هذا النهج”.
ومشروع مكافحة التطرف (CEP)، هو منظمة سياسية دولية غير ربحية وغير حزبية تم تشكيلها لمكافحة التهديد المتزايد من الأيديولوجيات المتطرفة، وفق تعريف المنظمة.