بران برس- خاص:
أفادت مصادر طبية، الجمعة 5 يوليو/تموز 2024، باستقبال مستشفيات مركز محافظة حجة (شمالي اليمن)، لأعداد كبيرة من المواطنين المصابين بالإسهال الحاد (الكوليرا).
وأوضحت المصادر لـ“بران برس”، مفضلة عدم كشف هويّتها لأسباب أمنية، أن “أغلب الحالات المرضية قادمة من مديرية قفل شمر التابعة إداريا لمحافظة حجة”، مؤكدة أن “مديرية قفل شمر تفشى فيها الوباء بصورة كبيرة، وغير مسبوقة”.
وعن وضع المستشفيات بمحافظة حجة، قالت المصادر إنها “تعاني من عجز تام عن استقبال الحالات الطارئة؛ نتيجة نقص الأدوية والمستلزمات الطبية الخاصة بالتعامل مع، مثل هذه الحالات”.
وحذّرت المصادر من “كارثة إنسانية حقيقية لا يمكن وصفها، إذا أصرت جماعة الحوثي على التكتم وتجاهل حجم الكارثة”، مبينة أن “الوباء أصبح يتفشى باستمرار في مديريات المحافظة، وليس لدى الطواقم الطبية أي إمكانيات لمواجهة هذه المعضلة”.
واشتكت المصادر الطبية من تحويل جماعة الحوثي المستشفيات الحكومية إلى “مستشفيات خاصة بعناصرها دون أن تولي أي اهتمام بما يخص الحالات المرضية من المواطنين”. مضيفة أن الجماعة “فرضت مندوبين لمنح عناصرها قسائم تعفيها عن دفع أي تكاليف علاجية بحجة أنهم من المرابطين في جبهات القتال”.
وناشدت المصادر، الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا والمجتمع الدولي باتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه معاناة المواطنين في محافظة حجة جراء هذا الوباء، والذي بات يجتاح كافة المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين.
وفي 21 يونيو/حزيران 2024، قالت المنظمة الدولية للهجرة (IOM)، إن حالات الإسهال المائي الحاد تصاعد بسرعة وتفشى في أنحاء اليمن، وقالت إنه “شهد بالفعل أكثر من 30,000 حالة مشتبه بها منذ بداية العام”.
وأضافت المنظمة الأممية، في تقريرها عن الوضع الإنساني في اليمن من 1- يناير إلى مارس 2024”، ترجمه إلى العربية “بران برس” أنه “في 14 مارس، حدثت زيادة في حالات الإسهال المائي الحاد/الكوليرا في المحافظات الشمالية بعد ملاحظة زيادة كبيرة في الحالات بدءًا من الأسبوع 11 من عام 2024.
وفي الفترة من 14 إلى 31 مارس 2024، قالت إنه “تم الإبلاغ عن أكثر من 6,029 حالة من حالات الإصابة بالإسهال المائي الحاد/الكوليرا، مع 56 حالة وفاة (معدل إماتة الحالات 0.9%)، و47% من الحالات شديدة سريريًا”.
وتوقعت “اليونيسف” أن تصل الاحتياجات إلى ذروتها السنوية في سبتمبر/أيلول 2024، قبل موسم الحصاد الرئيسي الذي يبدأ في أكتوبر/تشرين الأول.
كما توقعت “حدوث حالة الطوارئ (المرحلة الرابعة من التصنيف المرحلي المتكامل)” في المحافظات في المناطق التي تسيطر عليها السلطات في صنعاء، والتي كانت غالبية الأسر فيها تعتمد سابقًا على المساعدات الغذائية من برنامج الأغذية العالمي منذ ديسمبر 2023.
وشهدت اليمن، وفق ”اليونيسف”، أكبر انتشار للكوليرا في التاريخ الحديث (2016-2022)، مما أدى إلى أكثر من 2.5 مليون حالة مشتبه بها و4000 حالة وفاة.