برّان برس:
كشفت تقارير دولية، الاثنين 22 يوليو/تموز 2024، عن أضرار الغارات التي شنّها الاحتلال الإسرائيلي، السبت الماضي، على ميناء الحديدة الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة عالميًا على قوائم الإرهاب (غرب اليمن).
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية “فرانس برس”، إنها حصلت على صور تظهر ألسنة اللهب الكثيفة والدخان الأسود يتصاعد نتيجة احتراق خزانات النفط في الميناء. وغطى الحطام الرصيف حيث تضررت المعدات.
كما حصلت على “صور أقمار اصطناعية عالية الدقة”، التقطتها شركة “ماكسار تكنولوجيز”، وتظهر ألسنة اللهب وهي تلتهم منطقة تخزين الوقود المتضررة بشدة في الميناء، والتي يبدو أنها لا تزال مشتعلة الاثنين.
وحول منشآت التخزين، نقلت الوكالة عن موظف في ميناء الحديدة، كان في الميناء يوم الهجوم الإسرائيلي، قوله إن “خزانات عدة انفجرت توالياً”.
وأضافت نقلًا عن الموظف الذي قالت إنه طلب “عدم كشف هويته بسبب مخاوف أمنية”، أن “الميناء برصيفه وحاوياته وسفنه سليم”.
وأظهرت صور أقمار اصطناعية من شركة “بلانيت” لتصوير الأرض والتي حللتها منظمة “باكس” الهولندية للسلام، ما لا يقل عن 33 منشأة تخزين نفط مدمرة، بحسب ما نقلته الوكالة عن “ويم زفيننبرغ”، مدير أحد المشاريع في المنظمة.
وقال “زفيننبرغ”، لفرانس برس، “نتوقع المزيد من الأضرار، إذ لا يمكن رؤية كل صهاريج التخزين بسبب الدخان الكثيف الناتج عن الحريق”.
وبشأن الرافعات والسفن، أوضح “زفيننبرغ”، أن القصف أدى إلى “حرق ما لا يقل عن عشرات الآلاف من اللترات من النفط”.
وتوقع الخبير المتخصص في التأثيرات البيئية للحروب “حدوث تلوث ساحلي محلي نتيجة المياه الملوثة وتسرب الوقود”.
من جهتها، قالت وكالة شركة الأمن البحري البريطانية “أمبري”، إن صور الأقمار الاصطناعية التي أعقبت الضربات أظهرت “أضراراً جسيمة لحقت بمنشآت تخزين المنتجات النفطية”.
فيما ذكرت مجموعة “نافانتي”، ومقرها الولايات المتحدة، نقلاً عن تجار، أن غارات السبت دمّرت خمس رافعات ومعظم سعة تخزين الوقود بالميناء البالغة 150 ألف طن، ما ترك محافظة الحديدة بسعة إجمالية تبلغ 50 ألفاً.
وفي حين، نشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مقطع فيديو يظهر فيه استهداف رافعتين للحاويات في الميناء، ذكرت “أمبري”، أنه سفينتان تجاريتان كانتا هناك وقت إصابة الرافعات، لكنها لم تحدد إن تعرضتا لأضرار.
ورصدت الشركة البريطانية أربع سفن تجارية في الميناء وقت الغارات، وثمان أخرى في المرسى، مشيرة إلى أنه “لم تصل أو تغادر أي سفينة منذ الهجوم الإسرائيلي على الحديدة”.
إلى ذلك، قال برنامج الأغذية العالمي، الاثنين، لفرانس برس، إن “سفينة تابعة للبرنامج تحمل مواد غذائية ومنشأة لتخزين الوقود في الميناء … تعرضت لأضرار طفيفة في الرافعة” خلال الغارات.
وأوضح “بيير أونورا”، مدير برنامج الأغذية العالمي في اليمن، إن السفينة “لا تزال تعمل”، ولكن “من المحتمل أن يكون كل مخزون الوقود البالغ 780 ألف لتر تم تدميره”، مضيفاً أن جميع موظفي الوكالة بخير وتم تحديد مكانهم، وفق الوكالة.
وأضاف: “سيوفر برنامج الأغذية العالمي ما يكفي من إمدادات الوقود لضمان ألا يكون لهذه الخسارة تأثير كبير على عملياتنا”.
بدورها، قالت سلطات الحوثي إن ميناء الحديدة “يعمل بكامل طاقته الاستيعابية”، بحسب وكالة الأنباء اليمنية سبأ (النسخة الخاضعة لسيطرة الحوثيين).
ونقلت الوكالةـ عن مسؤول الميناء، نصر النصيري، قوله الأحد، “نعمل على مدار الساعة على استقبال كافة السفن ولا قلق على سلسلة التوريدات وإمدادات الغذاء والدواء والمشتقات النفطية”.
فيما قال وزير النقل في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، عبد الوهاب الدرة، الاثنين، إن “العمل جارٍ لاستقبال وتفريغ سفن المواد الغذائية والمشتقات النفطية خلال 24 ساعة”.
ويعد ميناء الحديدة نقطة دخول رئيسية للوقود والمساعدات الإنسانية إلى اليمن حيث يعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات الإنسانية بحسب الأمم المتحدة.
ومساء السبت 20 يوليو/ تموز، شنت طائرات الاحتلال الإسرائيلي، غارات على ميناء الحديدة (غربي اليمن) مستهدفة خزانات للوقود ومحطة للكهرباء ومنشآت أخرى.
وبحسب إحصائية حوثية، بلغت الخسائر جراء القصف الإسرائيلي 9 قتلى وإصابة 80 آخرين من المدنيين، في هجوم عدّه الكثيرون الأول من نوعه منذ انخراط الحوثيين في عمليات عسكرية ضد إسرائيل بحجة نصرة غزة، وذلك في 21 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام الماضي.
وفي وقت لاحق، تبنى الاحتلال الإسرائيلي هذه الغارات. وقال متحدث الجيش الإسرائيلي: “طائراتنا الحربية شنت غارات على أهداف لنظام الحوثي بمنطقة ميناء الحديدة في اليمن”، مشيرًا إلى أن الغارات هي “رد على الهجمات الحوثية طيلة الأشهر الماضية”.
وفجر الجمعة الماضية، أعلنت هيئة البث العبرية، مقتل إسرائيلي وإصابة 10 آخرين إثر سقوط طائرة بدون طيار وسط تل أبيب، فيما أعلنت جماعة الحوثي مسؤوليتها عن هذا الهجوم الذي وصفته بأنه "الأول من نوعه".