بران برس:
أفادت مصادر محلية بمحافظة الحديدة (غربي اليمن)، الخميس 8 أغسطس/آب 2024، بأن سيول الأمطار التي تشهدها المحافظة حاليًا، جرفت الكثير من الألغام الأرضية التي سبق وأن زرعتها جماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب، وقذفت بها إلى السطح في الطرقات والشوارع ومحيط المرافق العامة، وكل مناحي الحياة.
وقالت المصادر لـ“بران برس”، إن عشرات الألغام والعبوات الناسفة المصنعة محلياً جرفتها السيول في الأودية بمحافظة الحديدة، ونشرتها على نطاق واسع في الوديان والمزارع ومناطق الرعي، والطرقات والمناطق المأهولة.
وأضافت أن الأهالي جنوب الحديدة، عثروا على عبوات ناسفة محلية الصنع، وألغام مضادة للمركبات، متناثرة على ضفاف الأودية، وفي مناطق زراعية بعد انحسار مياه السيول منها.
وذكرت أن ظهور هذه الألغام أثارت قلق الأهالي الذين يخشون مخاطرها على حياتهم وحياة أطفالهم، في ظل استمرار الأمطار وتدفق السيول في موسم الأمطار الذي تشهده البلاد.
وعبرت المصادر عن مخاوفها من مخاطر انجراف الألغام، لافتة إلى كمية العبوات والألغام الأرضية التي زرعتها جماعة الحوثي في أنحاء محافظة الحديدة، والتي قدرتها بالآلاف، وشملت مساحات واسعة من المناطق الزراعية والسكنية ومناطق الرعي.
وتضاف مخاوف الألغام المنجرفة، إلى المعاناة التي يقاسيها أبناء الحديدة، وسهل تهامة عمومًا جراء كارثة السيول المميتة، والتي تسببت بغرق وجرف وهدم العديد من المنازل والمرافق الخدمية في المحافظة.
وشدد نشطاء حقوقيون على أهمية أن يحتاط السكان في المناطق المتضررة، خصوصًا عند تنقلهم بين مساكنهم ومزارعهم، وناشدو السكان اتخاذ الحيطة والحذر والبقاء في منازلهم حفاظاً على أرواحهم من الألغام التي زرعتها الجماعة المدعومة إيرانيًا، وتسببت السيول بجرفها من حقول الألغام إلى الطرقات والمزارع والمراعي.
وأظهرت صور ومقاطع فيديو انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي عشرات الألغام التي سحبتها السيول في طريقها بعد أن ظلت مدفونة في حقول رفضت الجماعة الحوثية الكشف عنها خلال السنوات الماضية، ومثلت خطراً يتهدد حياة وسلامة السكان ومواشيهم.
ومساء الثلاثاء، شهدت محافظة الحديدة، أمطارًا غزيرة استمرت نحو 5 ساعات أعقبها سيولًا جارفة تدفقت بشكل كبير وغير معهود، مخلفة ضحايا وأضرار جسيمة.
في السياق، أعلن المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن “مسام”، عن تمكّن فريقه 20 مسام من تأمين وانتشال 4 ألغام مضادة للدبابات من قريتي هيجة عبيد، والضريبة، في مركز ربع السوق، بمديرية حيس، التابعة لمحافظة الحديدة غرب اليمن.
وقال قائد الفريق 20 مسام، المهندس عثمان الجهوري، في تصريح نشره الموقع الرسمي لمسام، اطلع عليه “برّان برس”، إن فريقه تلقى بلاغاً من إدارة أمن مديرية حيس، والسكان، يفيد بتواجد ألغام ومخلفات حرب قامت بجرفها سيول الأمطار من أعلى وادي المرير، الى مساكن المواطنين ومزارعهم، في قريتي هيجة عبيد، والضريبة.
وأضاف أن الفريق 20 مسام قام بعمل طوارئ في منطقة ربع السوق، لفحص مساكن السكان ألمتضررة من الأمطار، وتأمينها من الألغام ومخلفات الحرب الأخرى، مبينًا أن الفريق تمكن خلال عمله من انتشال وتأمين لغمين مضادين للدبابات من قرية هيجة عبيد، وآخرين من قرية الضريبة، التابعة لمديرية حيس.
وتحدث عن صعوبة يواجهها الفريق في الدخول إلى المناطق المتضررة من الأمطار، كونها مليئة بمياه الأمطار، والتربة مشبعة بالمياه بشكل يعيق عمل النازعين، ويتسبب بانزلاقهم في التربة.
وفي وقت سابق، قال “مسام”، إن الفريق 26 مسام التابع له، نجح في إزالة عدد من الألغام والعبوات الناسفة التي جرفتها السيول الأخيرة من مديريتي مقبنة وحيس في محافظتي تعز والحديدة.
وأضاف بيان نشره مكتب مسام الإعلام، أن الفريق تمكن من نزع عبوتين ناسفتين ولغم. مبينًا أنه “تم انتزاع إحدى العبوات من منطقة مقبنة التابعة لتعز، فيما تم استخراج العبوة الأخرى واللغم من وادي ضمي بمديرية حيس في محافظة الحديدة”.
وأوضح قائد الفريق 26 الهندسي، في تصريح نقله مكتب مسام الإعلامي، أن “تلك الألغام، وخاصة المزودة بكاميرات حرارية، شكلت تهديداً حقيقياً لحياة المدنيين في القرى المتضررة مثل السويهرة وضمين والمصيبر”.
وقال إنه بفضل بلاغات المواطنين والتعاون مع شرطة المنطقة، تمكن الفريق 26 من تحديد مواقع هذه الألغام الخطيرة وإزالتها بنجاح. مضيفًا أن الفريق نفذ حملات توعية مكثفة للأطفال والبالغين حول مخاطر الألغام وكيفية التعامل معها في حال العثور عليها.
وتتزايد مخاوف السكان من مخاطر الألغام التي تجرفها السيول خلال موسم الأمطار، في حين تشير التقديرات إلى أن جماعة الحوثي زرعت نحو 2 مليون لغم وعبوة ناسفة في أنحاء البلاد، ما جعلها أكبر دولة ملغومة بعد الحرب العالمية الثانية.
وخلفت حوادث الألغام خلال سنوات الحرب المستمرة منذ 9 سنوات، آلاف الضحايا من المدنيين، غالبيتهم من النساء والأطفال أثناء تنقلاتهم من وإلى المنازل، وبين المزارع والمراعي، وغالبًا ما تكون الألغام مموهة في أشكال مألوفة وخادعة يصعب اكتشافها أو التعرف عليها ما جعلها أشبه بمصائد “قاتلة”.
وتقول تقارير أممية إن نحو مليوني لغم زرعتها جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب بمختلف المناطق التي سيطرت عليها، أدت إلى مقتل وإصابة أكثر من 20 ألف مدني، غالبيتهم من النساء والأطفال.
وفي حين تتهم تقارير حقوقية الحوثيين بـ“تحويل اليمن إلى أكبر حقل ألغام على الإطلاق، بعد قيامها بزراعة أكثر من مليوني لغم”، تطالب منظمات حقوقية، الجماعة الحوثية مرارًا بتسليم خرائط الألغام الأرضية التي زرعتها، للمنظمات العاملة في مجال نزع الألغام.