برّان برس- خاص:
روى الدكتور المصري، سيد علي رضوان، في الحلقة الرابعة من “بودكاست برّان”، قصة الحوار الذي أجراه مع نائب رئيس مجلس قيادة الثورة اليمنية، نائب رئيس الجمهورية اليمنية، رئيس وزراء اليمن سابقاً، عبدالرحمن البيضاني، لصالح صحيفة الجمهورية.
تأتي الحكاية ضمن حديثه عن رحلته للدراسة والحياة في اليمن، وتجربته في العمل الصحفي كمدير وكالة سبأ بالعاصمة المصرية القاهرة، في الحلقة التي بثت الأربعاء الماضي 7 أغسطس/آب 2024.
وكان “البيضاني” قد أعلن حينها نيته الترشح لرئاسة الجمهورية كمنافس للرئيس علي عبدالله صالح.
وعن بداية تجربته في مجال الصحافة، قال المصري سيد علي، إنه بدأ يعمل في صحيفة 14 أكتوبر، كمراسل للصحيفة في القاهرة، بعد أن أخذ الدبلوم الأولى من جامعة عدن، وعاد إلى القاهرة.
وأضاف: “اشتغلت وقتها براتب 150 دولار، وهذا كان بالنسبة لي مبلغ كبير خصوصاً أن بيتي في القاهرة تمليك مش إجار، ولكن استمريت في 14 أكتوبر، وقتها كان الأستاذ عباس غالب، نائب رئيس مجلس إدارة، وعلي حسين كان مدير التحرير”.
وحينها، قال “سيد علي” إنه انتقل لصحيفة الجمهورية أيضًا كنائب رئيس مجلس الإدارة، وطلع الأستاذ سمير اليوسفي، رئيسًا لمجلس إدارة صحفية الجمهورية”، مضيفًا أن “سمير اليوسفي كان شاب، وأراد يختار بعض الكوادر الشبابية، فوقع علي الاختيار بترشيح بعض الزملاء والأصدقاء”، وانتقلت من صحيفة 14 أكتوبر إلى صحفية الجمهورية بثلاثة أضعاف الراتب، كان 500 دولار”.
وبعد انتقاله إلى صحيفة الجمهورية، قال: “بدأنا الشغل بالأخبار، والتقارير، والتحقيقات بشكل فعّال”.
وتحدث عن “الإشكالية” التي أحدثت له صدى لدى القارئ اليمني، هي إجراءه حوارًا صحفيًا مع الدكتور عبدالرحمن البيضاني، والذي كان “مرشح نفسه ضد الرئيس علي عبدالله صالح قبل ما تجي قصة بن شملان”.
يقول سيد علي: “وقتها طلبوا مني أعمل حوار معه، وأنا كنت حينها صحفي صغير، وغير مدرك للأوضاع في اليمن بشكل عام.. حينها كنت أمارس عملي من الجامعة العربية، والأخبار الخاصة بين مصر واليمن أو بالسفارة أو بالعمل العربي المشترك، والآن مطلوب أعمل حوار مع نائب رئيس قيادة الثورة”.
ويضيف: “عملت الأسئلة وجهزت لها كويس.. ذاكرت كويس، ورسلت لهم الأسئلة (صحيفة الجمهورية).. فقالوا: الأسئلة تمام جداً بس إحنا عاوزين تضيف فيها كذا سؤال ولا سؤالين”.
وقتها يقول إنه لم يكن قد احترف ما أسماه “الخبث الصحفي”، وقال: “فأنا جيت وشفت الأسئلة، فقالوا أسئلة حول إنه طاعن في العمر.. وهل أنت قادر على أعباء العمل السياسي وكذا..”. مضيفًا: “رجعت للأستاذ سمير وقتها، وقلت له يا أستاذ سمير السؤال دا شوي يعني أقول للراجل أنت كبير أنته شخت.. كبرت في السن وطاعن في السن وكذا يعني ممكن ألاقي رد؟ فقال لي لا لا هذا سؤال مهم!”.
وتابع أنه لم يدرك تأثير هذا السؤال ومضى في عمله “بحسن نية، وقلّة الخبرة، وصغر السن”. وعن سمير اليوسفي، قال: “أنا بعتبره من أمهر الصحفيين اليمنيين الشباب وقتها، وكان حقيقة الأمر له تأثير كبير في هذا المجال”. مضيفًا: أخذت الأسئلة وأخذت الأشرطة.. وقتها كان معي أشرطة ومسجلات وكذا.. فاستغربت أنه رحب بي وبالصحيفة، وعملت الحوار”.
وعن الحوار، قال: كان أطول حوار في حياتي، لأنه استمر 10 ساعات.. أنا كان معي شريطين.. وبعث البيضاني، الحراسة لجلب أشرطة أخرى لنكمل الحوار. مضيفًا أن البيضاني، “كان موسوعة، كان يوفق بشكل غير عادي، وكان عنده السرد بشكل مهول”.
وحول مجريات اللقاء والأسئلة، قال: سألته من ضمنها السؤالين اللي جابوا لي... وجاوب على السؤال الأول ورفض الإجابة على السؤال الثاني.. السؤال الأول الخاص بالعمر والسن.. أعطاني بعض الأمثلة زي إيزنهاور الذي حكم وعنده 80 سنة (الرئيس الـ34 للولايات المتحدة)، وأعطاني بعض الأمثلة، وأنا سردتها بكل أمانة، وعملت الحوار وفرغته، ورسلته في 40 صفحة”.
وأضاف: “كان وقتها ما فيش لا إيميل ولا نت، وكنا نرسل بالفاكس. ووقتها صحيفة الجمهورية لم يكن لديها موقع إلكتروني. وبعدها قال: سافرت على سوهاج (مدينة على الضفة الغربية لنهر النيل في مصر)، كان وقتها الإجازة بعد ما خلصت الشغل”.
وبعد وصوله سوهاج، قال إنه تفاجأ بـ“اتصال من الأستاذ عبدالرحمن البيضاني، قال لي ايه اللي أنتو عملتو ده؟! قلت له خير يا فندم في ايه؟! قال لي: إيه الحوار اللي انتوا طلعتوه بشكل مغلوط دا.. قلت له يا فندم أنا ما شفت الحوار، لأن الصحيفة مش موجودة على الإنترنت.. قال لي هم بعتوها لي الآن بالفاكس، والآن تجيني فوراً”.
وحينما حاول سيد علي، أن يوضح للبيضاني، أنه وصل توًا إلى سوهاج عبر القطار، وأنه لا يمتلك سيارة للعودة فورًا، قال له البيضاني: “أنا بقولك تجي لي دا الوقت ولا أجيبك بطريقتي”. مضيفًا: قلت له خلاص أنا أجي لحضرتك بس بقولك من الآن.. في نص الدستور الذي أنت وضعته لك حرية الرد”.
وأضاف: أخذت شنطتي زي ماهي، وكلمت أهلي إذا حصل لي حاجة ثأري عند عبدالرحمن البيضاني”. ووقتها، قال: كانت مصر موفره له (للبيضاني) حراسة وأمن من الحرس الجمهوري بشكل كامل، ولقيتهم منتظرين لي اثنين على محطة القطار، أخذوني عند الاستاذ عبدالرحمن البيضاني.. بيته كان في منطقة المعادي”.
وتابع: “لما نزلوني على الصالة أنا شايف إن فيه حاجة مكتوبة صحيفة الجمهورية، وأشياء كذا مكتوبة على طربيزة القهوة.. بس أنا من خوفي ورعبي من الموقف، وقتها كان عمري و21 سنة، والتصادم مع نائب رئيس جمهورية، وأنا شايف عدد الحراسات الموجود في الخارج”.
وعن اللقاء الطارئ بالبيضاني، قال: “أول ما نزل بدون أي مقدمات، قال لي اختار لك رد من الاثنين (مشيرًا بيده إلى الورقتين على طاولة القهوة)، فبصيت على الردين.. فلقيت من العنوان الرئيسي: "بلغ من العمر أرذلهُ، ويحلم بحكم اليمن" العنوان جاي على مساحة 8 أعمدة. والمنشيت الثاني: البيضاني: أنا تشرشل وايزنهاور ورزفلت".
وأضاف: “لقيت الرد الأول العنوان: من أرذل العمر إلى أرذل صحيفة. وأوضح في الرد أنه حاصل على درجة الدكتوراه من الأزهر الشريف، وكيف تقول كذا وأنا فعلت في اليمن كذا وكذا وكذا وانا ما قلتش كذا.. يحاول يوضح الصورة. والرد الثاني بعنوان: من أرذل العمر إلى أرذل رئيس تحرير. والمضمون نفس الرد السابق".
وتابع سيد علي: “فقلت له أنا أفضل آخذ الرد الثاني، لأني وقتها كنت متضايق من سمير اليوسفي. المهم أخذت الرد الثاني، وخرجت شبه مطرود.. بعثت بالفاكس الرد لسمير، وقلت له يا أستاذ سمير، الآن هو خيرني بين أمرين وأنا أخترت الثاني.. فضحك وقتها.. وعمل رد الأستاذ عبدالرحمن البيضاني، وعمل موازاته رد آخر (من الصحيفة)، وأنا ما كنت متوقع إنه سينزل رد البيضاني، ونزله في صفحه الأخير.
وأردف: على ما أتذكر كتب في الصحيفة: البيضاني يخرف في القاهرة ويسب الجمهورية.. أغلى اسم ضحى من أجله الآباء والأبناء. مضيفًا أن سمير كبّر الحدث برده على رد البيضاني”.
وحينها، قال إن البيضاني رد وقال له: “أنا تأكدت أن الصحيفة وسخه، وأن رئيس التحرير، وسخ وأن انته أوسخ من الاثنين”.
والأربعاء 7 أغسطس/آب 2024، بثت مؤسسة بران الإعلامية، الحلقة الرابعة من “بودكاست برّان”، مع محمد الصالحي، والذي يستضيف فيها، الدكتور المصري سيد علي رضوان، الذي عاش ودرس في اليمن فترة زمنية، حتى أصبحت اليمن في وجدانه ويعتبرها بلده الثاني.
وفي الحلقة التي تحمل عنوان (الدكتور سيد علي.. مصري الجنسية بروح يمنية)، تحدث “علي” عن حكايته مع اليمن كمبتعث مصري للدراسة فيها، ومن ثم تجربته في العمل الصحفي كمدير وكالة سبأ بالعاصمة المصرية القاهرة.
وروى في الحلقة التي تناولته كتجربة فريدة لمصري عاش في اليمن، قصصًا شيقة عن تجربته في الدراسة والحياة في اليمن السعيدة. كما تحدث عن مواقف مع الرئيس الراحل “علي عبدالله صالح”، وتفاصيل عن القمة العربية بمدينة سرت الليبية التي رفض “صالح” حينها الهبوط من الطائرة.
الحلقة الأولى من بودكاست برّان | “علوي الباشا”.. نظرة مأربية للمشهد اليمني ومعركة استعادة الدولة
الحلقة الثالثة من بودكاست برّان | “محمد اليوسفي”.. ذاكرة السياسية والحرب