برّان برس - خاص:
أفادت مصادر قبلية بمحافظة شبوة (جنوبي شرق اليمن)، بتوتر الأوضاع في مديرية الصعيد، جنوبي المحافظة، إثر رفض شيخ قبلي تسليم “قوات العمالقة” التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، “رهائن” في إطار مساعيها لمنع تجدد المواجهات التي تشهدها المديرية.
ومنذ يوليو/تموز الماضي، تشهد مديرية الصعيد جنوبي مدينة عتق، عاصمة محافظة شبوة، نزاعاً مسلحًا بين أسرتي “آل أبو بكر بن فريد” و“آل أحمد بن فريد” من قبيلة “العوالق”، على إثر قضية ثأر.
وقالت المصادر لـ“بران برس”، مفضلة عدم كشف هويتها، إن “قوات العمالقة” حشدت تعزيزات عسكرية إضافية إلى المديرية، بعد رفض الشيخ أبوبكر فريد العولقي، مدير عام مديرية الصعيد، تسليمها عدد من أفراد قبيلته كرهائن لضمان الالتزام بوقف إطلاق النار بين الأسرتين.
وأوضحت المصادر أن الشيخ أبوبكر، وافق على تسليم الرهائن، مشترطًا أن يتسلمهم محافظ محافظة شبوة، الشيخ عوض ابن الوزير العولقي، الذي وجه بدخول العمالقة إلى المديرية لوقف الاقتتال، فيما تصر “العمالقة” على تسليم الرهائن إليها.
ووفق المصادر فإن قوات العمالقة تهدد باقتحام منزل الشيخ أبوبكر، في حال إصراره على رفض تسليمها الرهائن، أسوة بالطرف الآخر (آل أحمد بن فريد).
وفي المقابل، ذكرت المصادر أن حشودًا كبيرة من قبائل شبوة توافدت إلى منزل الشيخ أبوبكر، للوقوف إلى جانبه، وللتوسط لمنع انفجار الموقف بينه وقوات العمالقة.
وكانت قوات من “ألوية العمالقة الجنوبية”، قد وصلت أمس الجمعة، إلى مديرية “الصعيد”، وبدأت بالانتشار لوقف الاقتتال الدائر بين الأسرتي منذ الشهر الماضي، بعد فشل كل الوساطات والجهود القبلية في احتواء الموقف.
وذكرت مصادر “بران برس” أن قوات العمالقة نصبت نقاطًا عسكرية في طرق ومداخل مركز وعزل مديرية الصعيد، في إطار تحركاتها لوقف النزاع المسلحة من خلال فرض القوة العسكرية، بعد رفض طرفي النزاع كافة المبادرات والحلول التي قدمتها وساطات قبلية خلال الشهر الجاري، وقادها الشيخ "ناصر بن حسين الدياني" والشيخ "سالم بن ناصر المرزوقي".
وأوضحت أن تحرك “العمالقة” جاء بتوجيهات من محافظ شبوة الشيخ عوض ابن الوزير العولقي، بعد فشل جهود الوساطات القبلية، نتيجة تعنت طرفي النزاع، ورفضهما كافة الحلول المقترحة من قبل الوساطة القبلية.
وتجددت المواجهات بين الأسرتين، الأربعاء الماضي، بعد كمين مسلح تعرض له مدير عام مديرية الصعيد، الشيخ أبو بكر بن فريد بن أبو بكر العولقي، في منطقة "المسحاء" أثناء عودته من مدينة عتق مركز المحافظة، في 7 أغسطس/آب 2024، وأسفر عن مقتل أحد مرافقيه، وإصابة اثنين آخرين.
وكانت المواجهات قد اندلعت بين الأسرتين، مطلع يوليو/تموز المنصرم، واستخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة، ما دفع قوات العمالقة الجنوبية وقوات دفاع شبوة حينها إلى إرسال قوة مشتركة من مدينة عتق لوقفها، قبل أن تنسحب لاحقًا بعد تهدئة النزاع، وقبل أن تندلع المواجهات مجددًا إثر الكمين المشار إليه آنفًا.
وتشهد محافظة شبوة فوضى أمنية غير مسبوقة، إثر النزاعات المتوالية بين القبائل، والصراعات بين الفصائل المسلّحة في المحافظة، والتي خلفت عشرات الضحايا، وألقت بظلالها على الأمن والسلام المجتمعي بالمحافظة.