بران برس - وحدة الرصد:
مع إعلان منظمة الصحة العالمية في 14 أغسطس/ آب الجاري، بدء انتشار "جدري القردة خارج قارة أفريقيا، واعتباره “طارئة صحية عالمية”، استنفرت الحكومة اليمنية المعترف بها قطاعات الصحة لمواجهة الوباء، الذي وضعته منظمة الصحة في أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه.
وعقب ساعات من إعلان منظمة الصحة العالمية، سارع وزير الصحة في الحكومة اليمنية للقاء ممثل منظمة الصحة العالمية في اليمن "الدكتور ارتورو بيسيغان" لمناقشة التنسيق المشترك والاستعداد للطوارئ الصحية المختلفة ومنها إعلان مرض جدري القردة حالة طوارئ عالمية.
وناقش الوزير اليمني مع ممثل منظمة الصحة العالمية سبل تعزيز المنافذ الصحية، وتوفير محاليل فحوصات لهذا المرض بالمختبرات المركزية وتعزيز الترصد والتوعية والمعرفة حوله”.
وأمس الإثنين 19 أغسطس/آب، شهدت مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة لليمن، اجتماعين صحيين، ناقش الأول مخاطر تدفق المهاجرين إلى اليمن على الوضع الصحي بنقل عدد من الأمراض والوبائيات المهددة للصحة العامة.
وأظهر الاجتماع الذي ضم ممثلين عن عدد من القطاعات الحكومية المعنية بقضايا الهجرة وترأسه وزير الصحة العامة والسكان "الدكتور قاسم بحيبح"، أظهر استنفار القطاع الصحي، وناقش قضايا الهجرة الدولية وأثرها على الأمن الصحي والقومي، وآلية التنسيق المشترك ووضع التحديات والفجوات والتوصيات والحلول.
وخُلص الاجتماع بتوجيه وزير الصحة إلى إيجاد خطة وطنية قطاعية لمعالجة مجمل القضايا الناجمة عن الهجرة غير الشرعية، منبها إلى خطورة الهجرة على الوضع الصحي ومخاطر نقل عدد من الأمراض والوبائيات.
وأوصى المجتمعون بتعزيز العمل المشترك بين القطاعات المتعددة وتفعيل الدور المناط باللجنة الوطنية لشؤون اللاجئين والهجرة.
وعقب الإجتماع بساعات، أعلنت الحكومة اليمنية، خلال اجتماع صحي موسع ترأسه، وكيل وزارة الصحة العامة والسكان لقطاع الرعاية الصحية الأولية "علي الوليدي"، أعلنت رفع وتيرة الاستعداد لمنع انتقال فيروس جدري القردة إلى البلد الذي يواجه صعوبات صحية كبيرة.
الاجتماع الذي ناقش مستجدات مرض جدري القردة والمخاوف والمحاذير من وصول الوباء إلى البلاد، أقرّ الاستعداد من خلال أقسام العزل وتكثيف الترصد الوبائي ورفع جاهزية واستعداد المختبرات المركزية، وتفعيل عمل الترصد في المنافذ وبين المهاجرين غير الشرعيين لاحتمالية نقلهم للوباء".
وطبقاً لوكالة “سبأ” الرسمية، دعا الوكيل الوليدي إلى "توحيد الجهود والطاقات، لرفع وتيرة الاستعداد واليقظة الصحية تجاه المخاطر المحتملة لجدري القردة"، حاثًا على "ضرورة إعداد خطة مشتركة من جميع الجهات ذات العلاقة في وزارة الصحة العامة والسكان"، وفق الوكالة.
واليوم الثلاثاء، شدد اجتماع صحي موسع لشركاء القطاع الصحي، عُقد في عدن، على ضرورة “العمل على تعريف حالات جدري القرود وعمل المعايير الخاصة بالتعامل مع الحالات وفقاً للبروتوكولات الدقيقة بهذا الصدد”، وفقا لوكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية).
كما أكد الإجتماع الذي ضم وكيلا وزارة الصحة لقطاع الرعاية الصحية الأولية الدكتور علي الوليدي، وقطاع السكان الدكتور سالم الشبحي، ومدير عام المركز الوطني للتثقيف والإعلام الصحي والسكاني الدكتور عارف الحوشبي، على “ضرورة تكريس دور الرسالة التوعوية والتثقيفية والاهتمام بها وتعزيز عمل المختبرات الطبية”.
وحتى اليوم الثلاثاء، لم تعلن اليمن رصد أي إصابة بمرض جدري القردة، لكن ثمة مخاوف من انتقال المرض إلى البلاد نتيجة الضعف الكبير في القطاع الصحي المتضرر من تداعيات الحرب.
وفي 14 أغسطس/آب، أعلنت منظمة الصحة العالمية، بأن انتشار جدري القردة في إفريقيا بات الآن طارئة صحية عالمية، وهو أعلى مستوى تحذير يمكن أن تطلقه الهيئة.
وأودى جدري القردة بحياة 548 شخصا في جمهورية الكونغو الديموقراطية منذ مطلع العام وهو منتشر الآن في كل مقاطعاتها، وفق ما أعلن وزير الصحة سامويل-روجيه كامبا الخميس.
وأفاد آخر تقرير بتسجيل البلاد "15664 إصابة محتملة و548 وفاة منذ مطلع العام".
وفي 3 أغسطس/آب، أفادت المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها عن تسجيل 455 وفاة و14479 إصابة في 25 مقاطعة من مقاطعات البلاد البالغ عددها 26.
وينتقل جدري القردة في الغالب عن طريق الاتصال الجنسي والتلامس الجلدي، وكذلك مشاركة الفراش والمناشف والملابس، وتشمل أعراض الفيروس طفحا جلديا وتوعكا وحمى وتضخما في الغدد الليمفاوية، بالإضافة إلى قشعريرة وصداع وألم عضلي.