برّان برس - تغطية خاصة:
شهدت مدينة مأرب (شمالي شرق اليمن)، السبت 24 أغسطس/آب 2024، حفلًا خطابيًا وجماهيريًا بمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وسط حضور جماهيري كبير من مختلف المكونات السياسية والفئات الاجتماعية.
كل أطياف الشعب اليمني بكل مكوناته واتجاهاته وانتماءته، حيث كانت ولا زالت المدينة التي حملت قيّم الوحدة الوطنية، وحافظت على مشروع التعددية السياسية، فقد أصبحت اليمن المصغر تجمع كل فئات الشعب ومكوناته السياسية، خاصةً بعد انقلاب جماعة الحوثي المصنفة دولياً في قوائم الإرهاب.
الفعالية التي حضرها مراسل “برّان برس”، نظمها فرع حزب المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، صباح اليوم، وحضرها قيادات السلطة المحلية، وقيادات عسكرية وأمنية، وعدد من محافظي المحافظات، وممثلي الأحزاب السياسية، وبمشاركة العديد من المشائخ والشخصيات الإجتماعية، وقيادات نسائية من كافة القوى السياسية، وجمع غفير من المواطنين وأعضاء المؤتمر الشعبي العام.
شاهد البوم صور هنـــــــــــــا
وألقي في الفعالية العديد من الكلمات الخطابية والقصائد الشعرية، احتفاء بذكرى تأسيس حزب المؤتمر الشعبي العام، وهو تنظيم سياسي يمني تأسس بقيادة الرئيس اليمني الأسبق علي عبدالله صالح، في 24 أغسطس/آب 1982.
وعلى هامش الإحتفائية، التقى مراسل “برّان برس”، عدد من قيادات حزب المؤتمر في محافظة مأرب، والبداية مع وكيل محافظة مأرب، الشيخ علي الفاطمي، الذي هنأ الشعب اليمني “العظيم” بالذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام.
وأكد “الفاطمي” في تصريحه لـ“بران برس”، التلاحم الوطني لكل القوى السياسية ووقوفها اليوم “صفاً واحداً لدحر الإنقلاب الحوثي، وعودة المؤسسات الدستورية”.
حضور مشرّف
من جانبه، عضو اللجنة الدائمة للمؤتمر الشعبي العام الشيخ محمد عبدالوهاب معوضة، عبّر في تصريح لـ“بران برس”، عن فخره بمشاركة “كل أبناء الشعب اليمني” لحزب المؤتمر احتفالاته بالذكرى الـ42 لتأسيسه، وقال إن هذا الحضور الجماهيري “فخر لكل قيادات المؤتمر”.
وقال: “نحن اليوم في محافظة مأرب مع كل الشرفاء، والمناضلين، من مختلف القوى السياسية، نحتفل بهذه الذكرى، وبقرار رفع العقوبات عن الشهيد علي عبد الله صالح، ونجله السفير أحمد علي عبدالله صالح”.
ودعا “معوضة” كل القوى السياسية إلى “توحيد الصف الجمهوري في مواجهة المليشيا الحوثية الباغية الإنقلابية الإرهابية”.
وعن دلالة إقامة هذه الفعالية بمحافظة مأرب، أوضح القيادي المؤتمري “معوضة”، أن إقامة الفعاليات السياسية في محافظة مأرب، مدينة التأريخ والحضارة لها معنى كبير، كونها المدينة التي واجهت المليشيا الحوثية منذ اللحظة الأولى، ووحدت كل المكونات والقوى السياسية”.
رفض الظلم
من جانبه، قال نائب رئيس فرع المؤتمر الشعبي العام بمحافظة مأرب، سعود اليوسفي، إن “الجماهير التي شاركت اليوم في الاحتفال بمناسبة الذكرى الـ42 لتأسيس المؤتمر الشعبي العام، هي الجماهير الأبية التي ترفض الظلم والطغيان، والتي قالت لمليشيا الحوثي الارهابية نحن مع الوطن، ومع الشرعية ومع القيادة”.
وأضاف القيادي “اليوسفي”، في حديثه لـ“برّان برس”، أنه لم يكن يتوقع هذه المشاركة الجماهيرية “الكبيرة”. معبرًا عن شكره لقيادات المؤتمر التي قدمت إلى محافظة مأرب من مختلف محافظات الجمهورية للاحتفاء بهذه المناسبة.
وأوضح أن مؤتمر مأرب “مع كافة القوى السياسية، الإصلاح، والاشتراكي، والناصري، والبعث، وكل القوى الوطنية تقف إلى جانب الشرعية بقيادة الرئيس الدكتور رشاد العليمي رئيس مجلس القيادة”.
وتابع: “نجدد ومعنا كل القوى السياسية الوطنية في مأرب موقفنا الموحد في الدفاع عن الجمهورية وعن استعادة الدولة”. مرحبًا “بكل القرارات التي صدرت بشأن السفير أحمد علي عبدالله صالح. مؤكدًا أن “مؤتمر مارب مع كل من يقف ضد الحوثي، وأعلن موقفه نحن معه”.
مرحلة حاسمة
وفي كلمته خلال الاحتفائية، شدد القيادي المؤتمري “اليوسفي”، على أهمية أن تعي كل القيادات السياسية أهمية المرحلة التي قال إنها “حاسمة، ولا بد فيها من القضاء على الميليشيات الحوثية وعودة صنعاء”.
ولفت إلى موقف المؤتمر وكل الأحزاب السياسية في مأرب، والتي قال إنها رفضت مواقف قيادتها المركزية في صنعاء من أجل مأرب عام ٢٠١٥، مؤكدًا أن جميع القوى السياسية في مأرب موقفها واحد تحت قيادة عضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ المحافظة الشيخ سلطان العرادة، الذي كان له دور في 2014، ولا يزال، في توحيد الموقف السياسي والعسكري والاجتماعي، ونحن مع مطارح نخلا ومطارح السحيل.
وكشف “اليوسفي”، عن تقديم حزب المؤتمر 1482 شهيداً من كل محافظات الجمهورية، دون منّه، وقال إن تقديم هذه التضحيات جاء “جنبًا إلى جنب مع كافة الأحزاب، وفي مقدمتها الإصلاح الذي نحن حلفاء معه من أجل الوطن”.
يوم تاريخي
بدوره، اعتبر رئيس الدائرة السياسية لمؤتمر مأرب، عبشل فتيني، الاحتفاء بالذكرى الـ42 لذكرى تأسيس حزبه يومًا تاريخيًا في نضالات الشعب اليمني.
وقال "الفتيني” في حديث لـ“برّان برس”، إن الاحتفاء بذه الذكرى لها معاني كثيرة منها: “التعبير عن الحرية، والتنمية والديمقراطية والميثاق الوطني”. مبينًا أن الاحتفاء بها في مأرب لها دلالات كثيرة كونها المحافظة التي وقفت ضد الإمامة في ١٩٤٨، وفي ثورة ١٩٦٢م ، وضد انقلاب المليشيات في ٢١سبتمبر ٢٠١٤م.
ولفت إلى توحد القبائل والقوى السياسية وكل أبناء اليمن في مأرب، مؤكدًا أن الذكرى تمثل انطلاقة لتوحيد الصف العريض لكل أبناء اليمن وتوحيد المؤتمر الشعبي العام لمواجهة المد الإيراني الصفوي.
رمزية مأرب
وفي الفعالية، ألقى رئيس مجلس الشورى، النائب الأول لرئيس المؤتمر الشعبي العام، الدكتور أحمد عبيد بن دغر، شارك في الاحتفالية الخطابية، كلمة مسجلةٍ، تحدث فيها عن رمزية محافظة مأرب وهي تحضن هذه الفعاليات. معبرًا عن تقديره لهذه المحافظة الصامدة التي دافعت عن اليمنيين ككل.
وقال “بن دغر”: “إن احتفالنا مركزيًا بالذكرى المؤتمرية في مأرب، رمز الصمود والتضحية، وعنوان البناء في زمن الحرب، يعبر عن تقديرنا العالي لهذه المحافظة الجبهة التي تدافع عن نصف اليمن، وتضحيات أهلها البواسل، ومن آزرهم من المحافظات الأخرى”.
بن دغر يقول مأرب تدافع عن اليمن وتحدث عن “عودة أحمد علي” و الدولة القادرة على مواجهة المد الإمامي@ahmedbindaghar#بران_برس #اليمن #مأرب #المؤتمر_الشعبي_العام #الموتمر #اليمن #yemen #marib pic.twitter.com/wVSsikaBGN
— بران برس (@brranpress) August 24, 2024
وأوضح أنها تعبر أيضًا عن “دعمنا اللامحدود لجيشنا الوطني، ورجاله وقادته البواسل الذين يتصدرون المشهد المكافح في أحد جبهات المقاومة الكبرى للانقلاب، الجيش الذي يرهبه العدو وقد عرفه زاحفًا ومطلًا على صنعاء من جبال نهم”.
وقال: “تعود ذكرى تأسيس المؤتمر الشعبي العام اليوم في ظروف بالغة الخطورة والتعقيد، لقد مضى عقد كامل من السنين على الانقلاب الحوثي على الشرعية، تعرضت خلاله الجمهورية اليمنية لمخاطر عديدة لازالت قائمة، حيث تمكنت الإمامة في صيغتها الحوثية الممقوتة من السيطرة على أجزاء من وطننا الحبيب، وعاد التخلف بمضامينه الثقافية العنصرية يطل بوجهه الخبيث على حياتنا”.
عدوانية الحوثي
ولفت “بن دغر”، في كلمته، إلى الواقع “المؤلم” الذي خلقته “عشر سنوات من الصراع في مواجهة الانقلاب”، وقال إنها “أعادت اليمن إلى عهود ما قبل سبتمبر، وحتى ما قبل الاستقلال الأول”.
وأضاف: “دمَّر الحوثيون بنهجهم العدواني الإرهابي العنصري السلالي أمكانيات بلدنا وقدراته الاقتصادية، ومَزَّق الحوثيون لحمته الاجتماعية وتعرضت ثقافتنا الوطنية وهويتنا الجامعة للعبث والتزييف، وعادة الخرافة تكرس المأساة التي صاحبت اليمن مع وجود أول إمام على الأرض اليمنية، واستشهد وجرح مئات الآلاف من أبنائنا في ملحمة الدفاع عن الجمهورية والوحدة”.
ورحّب “بن دغر”، برفع العقوبات عن السفير السابق، أحمد علي عبدالله صالح، وقال: “لعلها فرصة سانحة للم الشمل“، معبرًا عن أمله في “وحدة حزبية مبنية على احترام الميثاق الوطني، ورفض الانقلاب الحوثي، والاعتراف بالشرعية لمن استطاع إلى ذلك سبيلا”.
ودعا القيادي المؤتمري “بن دغر”، إلى “تجاوز الثغرات المهددة للحفاظ على هذا الكيان التاريخ، كمسؤولية أخرى أمام القيادات الحزبية التي ينبغي عليها استشعار المسؤولية الوطنية، وتجاوز حالة الشتات، واستعادة وحدة القيادة والقرار”.
وأكد أنّ الدولة الاتحادية هو المشروع الوحيد القادر على مواجهة المد الإمامي العنصري السلالي في بلدنا، وهي المشروع الوحيد القادر على احتواء التناقضات الاجتماعية التي أنتجت قدرًا من الصراعات الحادة.
سجل حافل
من جانبه، أكد رئيس حزب الرشاد اليمني بمحافظة مأرب عبد الرحمن الاعذل المرادي، أنّ حزب المؤتمر الشعبي العام سجل خلال 42 عامًا أروع المواقف وشهد فيها على أخطر القرارات والأحداث التاريخية.
وأضاف في الكلمة التي تابعها مراسل “بران برس”، أن المؤتمر سخّر كل قواه لخدمة الشعب والقضايا الوطنية، وناضل للحفاظ على الثوابت الوطنية، والمكتسبات الجمهورية، ولتحقيق الأهداف الجمهورية لثورتي الـ26 من سبتمبر والـ14 من أكتوبر المجيدتين.
وقال إن المؤتمر “استمر حاملًا لواء الكفاح والنضال حتى إعلان الوحدة اليمنية، وتحقيق التعددية السياسية والتداول السلمي”.
تجربة مأرب
وتطرق “المرادي”، في كلمة الأحزاب السياسية، إلى تجربة محافظة مأرب، والعمل المشترك من جميع المكونات السياسية في وئام وانتظام وبرعاية قياداتها وسلطتها المحلية وعلى رأسهم عضو رئيس مجلس الرئاسة محافظ المحافظة اللواء سلطان بن علي العرادة، الذي قال إنه “صاحب المواقف الوطنية والقرارات الشجاعة”.
واعتبر هذه التجربة “دليلًا قويًا على قدرة أبناء هذا الشعب على تحقيق حياة مثالية على تراب كل الوطن اليمني إذا صحّت النيات، وصدق العزم، وترفعت الهمم عن المصالح الضيقة، مضيفًا: وما إشهار (مؤتمر مارب الجامع ) قبل أيام إلا دليل على صحة هذه النيات وصدق العزم”.
نموذج للتعايش
وتشهد محافظة مأرب حراكًا سياسيًا وفكريًا وثقافيًا متناميًا في ظل حالة الأمن والاستقرار التي تشهده المحافظة وفق سياسيين وباحثين وصحفيين ومثقفين تحدثوا إلى “بران برس”.
ولفتوا إلى احتضان محافظة مأرب في 21 يوليو/تموز الماضي، الحفل الجماهيري والخطابي بمناسبة الذكرى الـ12 لتأسيس حزب الرشاد اليمني، بحضور رسمي وشعبي كبيرين، وقبلها احتضانها إحياء ذكرى تأسيس أحزاب الاشتراكي والبعث والجمهوري.
وهو ما يشير، وفق السياسيين والباحثين، إلى أن محافظة باتت النموذج الأمثل للحرية، والديمقراطية، والتعايش، في ظل حضور مؤسسات الدولة، ودعمها للحقوق والحريات، وهو ما جعلها تشكل روحًا للسياسة والنمو والقوة.