|    English   |    [email protected]

القيادي بمقاومة مأرب “عبدالحق جرادان” لـ“برّان برس”: إحياء ذكرى المطارح نوع من رد الجميل وتذكير بمواقف الدفاع عن الجمهورية

السبت 21 سبتمبر 2024 |منذ أسبوعين
عبدالحق جرادان (بران برس) عبدالحق جرادان (بران برس)

بران برس- خاص:

قال القيادي في المقاومة الشعبية بمأرب، عبدالحق بن حمد جرادان، إن إحياء ذكرى مطارح مأرب (شمالي شرق اليمن) نوعًا من “رد الجميل” لكل من ساهم بتأسيس تلك المطارح “بكل مسمياتها”، وتذكيرًا بالمواقف البطولية التي سطرها الأحرار للدفاع عن “الجمهورية، وحصنها الحصين مأرب”.

وأضاف في تصريح خص به “بران برس”، تزامنًا مع الذكرى العاشرة لمطارح مأرب، أن ذكرى المطارح “مناسبة عظيمة للترحم على أرواح شهدائنا الأبرار الذين سطروا بدمائهم الزكية حروفًا من نور في تاريخ اليمن الحديث”.

ولفت “جرادان” إلى الأوضاع أثناء تأسيس المطارح، وقال إنها جاءت “بعد غزو المليشيات الانقلابية للعاصمة صنعاء وسيطرتها على أجزاء واسعة منها، وبعد نقضهم للاتفاق مع إحدى قبائل مأرب الحدودية مع صنعاء”.

وحينذاك قال: “تداعت قبائل مأرب إلى منطقتي نخلا والسحيل شمالي غربي مدينة مأرب”. موضحًا أن هذه الخطوة هي “من عادات قبائل مأرب في حال وجود مهدد أو خطر عليهم أو على ديارهم، حيث يخرجون إلى خارج الديار وينصبون الخيام ويستعدون لمواجهة الخطر أو التهديد”، ومن هنا سميت مطارح.

وفي العام 2014، قال إن “القبائل اتفقت في المطرح على بعض التدابير لمواجهة تقدم المليشيات الانقلابية، وفيها دعت إلى تناسي الخلافات البينية والثأرات”. ودعت أيضًا إلى “نصب الخيام لتأسيس أول مطرح، وتشكيل لجنة استقبال، وتم تعيين أخي الشهيد القائد عبدالله بن حمد جرادان العبيدي، قائداً عاما لمطارح نخلا والسحيل”، منوهًا إلى أن القيادة والإدارة كانت “جماعية في العمل المقاوم”.

وتحدث عن الترتيب والتنظيم في المطارح لجموع الملتحقين بها وتوزيعهم في المهام الدفاعية التي قال إنها جرت خلال “فترة وجيزة”. ومن ثم جرى توزيعهم على محاور القتال لمواجهة “غزو” الحوثيين للمحافظة.

وبعد سيطرة جماعة الحوثي على “معظم محافظات الجمهورية”، قال القيادي جرادان، إن أحرار اليمن توافدوا إلى محافظة مأرب، وهنا كانت المطارح “عبارة عن النواة الأولى لبناء الجيش الوطني، والمقاومة الشعبية”.

وقال إن هذه المطارح “شكلت حائط صد منيع عن آخر قلاع الجمهورية، وحصنها الحصين مأرب، وظلت مقاومة مأرب سندًا وعونًا للجيش الوطني حتى اليوم”، متحدثًا عن استشهاد “أبرز قادتها وقوافل من خيرة أفرادها”.

وتحدث عن محاولات جماعة الحوثي لإفشال المطارح، ومنها “إرسال وسطاء، وتسويق وثيقة اتفاق مع أبناء قبائل مأرب خلاصتها تسليم المحافظة لهم”. إلا أن هذه المحاولات “قوبلت بالرفض التام من قبل أحرار مأرب”.

وبعد أن يئست الجماعة من “خلخلة الصف المأربي”، قال إنها “لجأت لتشويه المطارح بحملات إعلامية مكثفة بوصفها بمعسكرات الإرهاب، وتارة بتجمعات التكفيريين”.

وعبّر عن أسفه أنه هناك من كان “يصدقها ويروج لها وينقلها للخارج... رغم أن المطارح كانت مفتوحة على جميع وسائل الإعلام، والتي كانت تزور المطارح بين فترة وأخرى وتجري مقابلات مع المشايخ والوجاهات والقيادات التي كانت توضح الهدف من المطارح وهو حق أبناء مأرب المشروع في الدفاع عن أنفسهم”.

وأوضح أن المطارح التي استمرت أزيد عن 8 أشهر، كان لديها عتاد متواضع مقارنة بسلاح العدو، فكل من يحضرها يصطحب معه سلاحه ومستلزمات التخييم ومواد غذائية بما فيها الدقيق والقهوة وغيرها، وهكذا تتم بقية الأمور.

ولفت إلى دور السلطة المحلية في دعم المطارح، وتوضيح موقفها سواء للجان التي كانت ترسل إلى مأرب المكلفة من رئيس الجمهورية أو من الحكومة بأن قبائل مأرب ترابط على أراضيها لحمايتها ومساندة الأمن والجيش في حماية المنشآت النفطية وأبراج الكهرباء وغيرها من المصالح الحيوية.

وتطرق إلى موقف الأحزاب والتنظيمات السياسية بمأرب، والتي قال إنها أوضحت موقفها في البيان المشترك والذي أعلنت فيه وقوفها إلى جانب قبائل المحافظة في نخلا والسحيل وبني جبر ومراد والجدعان. معلنين كما ورد بأحد بياناتهم أن مصيرنا مصيرهم، ولا يمكن بأي حال من الأحوال السماح بدخول أي ميليشيات تعبث بأمن واستقرار محافظتنا.

وفي 18 سبتمبر/أيلول 2014، أقامت القبائل في مأرب معسكرات شعبية مسلّحة عرفت بـ“المطارح” في الأطراف الشمالية والغربية والجنوبية، لمواجهة هجوم الحوثيين المتصاعدة بهدف السيطرة على المحافظة بالقوّة.

وجاءت هذه الخطوة، التي تعد عرفًا قبليًا متوارثًا لمواجهة الأخطار، بعد نحو شهرين من تحشيدات الجماعة، واعتدائها على أبناء القبائل بالمناطق الحدودية مع محافظتي الجوف وصنعاء، وذلك عقب سيطرتها على مدينة عمران في يوليو/تموز 2014، ومع زحفها نحو العاصمة صنعاء وحتى إسقاطها في 21 سبتمبر/أيلول 2014.
 

مواضيع ذات صلة