بران برس:
قال مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا)، إن الكوليرا أودت بحياة 680 شخص في اليمن خلال الفترة ما بين مارس/آذار وسبتمبر/أيلول المنصرم، وتسجيل نحو 186 ألف حالة اشتباه بالإصابة بالكوليرا خلال تلك الأشهر الستة الماضية.
وذكر مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية (أوتشا) في تحديثه الشهري، أن الإسهال المائي الحاد (الكوليرا) استمر في الانتشار في جميع أنحاء اليمن، وأن الأطفال دون سن الخامسة وكبار السن يمثلون ربع جميع الحالات، وذلك بعد مرور 6 أشهر منذ بدء تفشي المرض.
وأظهرت إحصائيات لوزارة الصحة العامة والسكان، أوردها التقرير الأممي، إجمالياً تراكمياً يزيد على 186 ألف حالة مشتبه بها من الوباء في جميع محافظات البلاد البالغ عددها 22 محافظة، منذ منتصف مارس (آذار) الماضي، وبلغت الوفيات المرتبطة المبلغ عنها أكثر من 680 حالة، وتم الإبلاغ عن أعلى حالات الإصابة بالكوليرا في المحافظات الغربية المرتفعة الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي.
وتشير الأرقام إلى ارتفاع كبير في حالات الوفاة والإصابة بالكوليرا مقارنة بمطلع العام الجاري حيث أظهرت أرقام جمعتها وكالات الإغاثة تشير إلى أنه من 1 يناير/كانون الثاني، إلى 19 يوليو/تموز، كان هناك حوالي 95 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، أدت إلى وفاة 258 شخصا على الأقل.
وكشفت أحدث البيانات وجود بؤر ساخنة في محافظات الضالع والحديدة ومأرب والجوف التي تسيطر جماعة الحوثي على أجزاء منها، إلى جانب محافظات البيضاء وعمران وحجة وريمة التي تسيطر عليها الجماعة بالكامل.
ورجحت الأمم المتحدة أن تكون هناك زيادة أخرى في الحالات المبلغ عنها عقب الأمطار الغزيرة الأخيرة في جميع أنحاء البلاد، موضحة أن الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية والنساء الحوامل وكبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية مزمنة؛ أخرى هم الأكثر عرضة لخطر الكوليرا.
ويمثل الأطفال دون سن الخامسة نسبة 16 في المائة من جميع الحالات المشتبه في إصابتها بالكوليرا، و18 في المائة من حالات الوفاة، فيما يمثل أولئك الذين تزيد أعمارهم على 60 عاماً ما يقرب من 10 في المائة من الحالات، و36 في المائة من حالات الوفاة وفق البيانات الأممية.
ووفق البيانات الأممية؛ فإن الوضع الصحي في البلاد يتفاقم بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات اللاحقة التي أثرّت على أكثر من 76800 أسرة في يوليو (تموز) وأغسطس (آب) الماضيين.
ومطلع أغسطس/آب الماضي، نددت منظمة "هيومن رايتس ووتش"، بعرقلة جماعة الحوثي المصنفة دولياً على قوائم الإرهاب، لأعمال الإغاثة وتفاقم تفشي الكوليرا القاتل المنتشر في أنحاء اليمن.
واتهمت المنظمة في بيان عنها جماعة الحوثي، بعرقلة المساعدات والوصول إلى المعلومات، ولم تتخذ تدابير وقائية كافية للتخفيف من انتشار الكوليرا، واحتجاز موظفي المجتمع المدني وتهديدهم، بمن فيهم عمال الإغاثة الإنسانية، ضمن حملة اعتقالات أخيرة.
وذكرت المنظمة أن البيانات التي جمعتها وكالات الإغاثة تشير إلى أنه من 1 يناير إلى 19 يوليو، كان هناك حوالي 95 ألف حالة مشتبه بإصابتها بالكوليرا، ما أدى إلى وفاة 258 شخصا على الأقل، وفقا لشخص يعمل مع "مجموعة الصحة في اليمن"، وهي مجموعة من منظمات الإغاثة والسلطات والجهات المانحة، بقيادة "منظمة الصحة العالمية".
ويعاني اليمن من انتشار الكوليرا منذ العام 2016 بسبب انقلاب جماعة الحوثي وشنها حرب واسعة ضد اليمنيين في عدة محافظات متسببة في انهيار قطاعي الصحة والمياه عقب سيطرتها على مؤسسات الدولة ونهبها في سبتمبر/أيلول 2014م.
وتقول "المنظمة الدولية للهجرة"، إن تفشي الكوليرا الأخير في اليمن من 2016 إلى 2022، أدى إلى 2.5 مليون حالة مشتبه بها "وهو أكبر تفشي للكوليرا تم الإبلاغ عنه على الإطلاق في التاريخ الحديث"، مشيرة إلى رصد أكثر من 4 آلاف وفاة خلال تلك الفترة.