|    English   |    [email protected]

“الركض للمجهول”.. فيلم درامي جديد أُنتج بمأرب للمخرج “صالح العروسي” يعكس مأساة شباب اليمن في طريق الهجرة

الثلاثاء 5 نوفمبر 2024 |منذ أسبوعين
أبطال الفيلم والمخرج أبطال الفيلم والمخرج

برّان برس- خاص:

أعلن المخرج اليمني صالح العروسي، الانتهاء من أعمال تصوير فيلمه الدرامي الجديد بعنوان “الركض للمجهول”، والذي جرى تصوير أحداثه بمدينة مأرب، شمالي شرق اليمن.

وتدور قصة الفيلم، وفق تصريح خاص أدلى به المخرج العروسي، لـ“بران برس”، حول حكاية شاب يمني يتمتع بقدرات عالية في رياضة المارثون، وأحب هذه الرياضة، إلا أنه لم يجد فرصة لتطوير قدرته داخل البلاد، أو المشاركة في بطولات خارجها  فقرر الهجرة آملاً أن يجد فرصة لتحقيق حلمه ما جعله يذهب إلى المجهول.

تجسيد واقع

وعن جذور فكرة الفيلم، أوضح المخرج العروسي، أنها جاءت من خلال الاطلاع على تفاصيل معاناة الشباب الذين يضطرون للهجرة نحو أوروبا، مستعرضًا حجم المعاناة والمخاطر التي يلاقونها على امتداد الطريق منذ انطلاقهم سواء من قبل العصابات أو المهربين أو رجال الأمن والجيش في حدود بلاروسيا والدول المجاورة.

وأضاف: وجدنا أحداث كثيرة وتفاصيل مؤلمة أثناء دراسة عينة من هؤلاء الضحايا الشباب، الذين تواصلنا بهم واستمعنا إلى قصصهم، مبيّنًا أن السبب الوحيد لفرارهم نحو أوروبا بطريقة غيرة شرعية تكمن في المعاناة المعيشية والإنسانية التي يواجهونها في اليمن في ظل تداعيات الحرب المستمرّة والتي قال إنها تسببت بتعطيل أعمال الشباب خصوصًا المبدعين منهم مما اضطرهم للفرار ليواجهوا معاناة الطريق والتهريب والسفر.

واستعرض “العروسي”، العديد من الضحايا الذين قضوا أثناء محاولتهم الوصول إلى أوروبا إما غرقًا أو ضياعاً وجوعًا أو تعذيبًا بما فيهم أطباء ولاعبين وإعلاميين ومعلمين وغيرهم من الكوادر الوطنية.

ومن واقع هذه المعاناة، قال العروسي: قررنا تنفيذ هذه الفكرة وقمنا بعمل معالجات درامية مستعينين بالعديد من المختصين والضحايا في هذا الشأن.

صعوبات وتحديات

وذكر المخرج العروسي، في حديثه لـ“بران برس”، العديد من التحديات والصعوبات التي واجهته أثناء تنفيذ الفكرة، والتي قال إنها تعكس وضع العمل الدرامي في البلاد، بما فيها ضعف تجاوب ذوي الخبرة في كتابة الفكرة وصقلها بشكل احترافي، وعدم وجود أكاديميات ومعاهد متخصصة في التأهيل لكتابة السيناريو وصناعة الأفلام.

ولفت إلى حديث سابق له يقول فيه إن الدول القوية تجد لها درامية قوية وهادفة، لهذا قال إن الظروف بشكل طبيعي لا تتيح أو تشجع استمرار عملية الانتاج الدرامي بالشكل المطلوب.

وعن ظروف إنتاج فيلمه الأخير، قال إن فريق الفيلم، سواء فنيين أو ممثلين، تفاعلوا بشكل ذاتي، وأظهروا تعاونًا كبيرًا لكي يتم إنتاجه. 

وأضاف أنه “ساهم في الفيلم فريق من الشباب المبدعين المتواجدين بمحافظة مأرب ذاتيًا منهم مخرج منفذ نصار الدغشي والمصور طه القطيبي ومعاذ النجار وبطولة الشاب عمرو الرازقي، ومشاركة أديب شرف الدين ومحمد السعداني وكمال الأشول وعبدالرحمن النهاري وعدد من الفنيين والممثلين”.

ردود إيجابية

وعن ردود الفعل، قال إنها إيجابية، فمن خلال عرض النسخة الأولية للفيلم على عدد من المخرجين والفنانين اليمنيين أكدوا إعجابهم وتأثرهم به. والبعض قال إنهم أخبروه أن الفيلم أعاد لهم  ذكريات أشخاص فارقوا الحياة أثناء سفرهم إلى أوروبا. 

واختتم “العروسي”، حديثه لـ“بران برس”، بالتأكيد على حاجة صانعي الأفلام إلى “استيعاب لتفعيل قدراتنا وتحقيق أقصى قدر من الإنتاج الدرامي عالي الجودة سواء كان من الجانب الرسمي أو من قبل منظمات المجتمع المدني”.
 

مواضيع ذات صلة