برّان برس:
أكد مسؤول لبناني كبير، الثلاثاء 19 نوفمبر/تشرين الثاني 2024م، موافقة الحكومة اللبنانية وحزب الله على المقترح الأميركي لوقف إطلاق النار مع إسرائيل مع بعض التعليقات على المضمون، وفقا لوكالة “رويترز” للأنباء.
وقال علي حسن خليل، مساعد رئيس مجلس النواب نبيه بري، إن لبنان سلم رده المكتوب إلى السفيرة الأميركية في لبنان اليوم، كما وافقت جماعة حزب الله على أن يتولى بري التفاوض بشأن وقف إطلاق النار.
وأضاف خليل: "لبنان سلم ملاحظاته على الورقة بأجواء إيجابية"، مؤكدا أن "كل الملاحظات التي قدمناها هي تأكيد على الالتزام الدقيق بالقرار 1701 بكل مندرجاته"، رافضا الخوض في تفاصيل الملاحظات التي قدمت.
في السياق، نقلت قناة "الحرة" الأمريكية، عن مصادر مطلعة، قولها، إن لبنان "طالب بأن تقتصر اللجنة على مشاركة أميركية فرنسية، على غرار ما حدث في تفاهم وقف إطلاق النار الذي جرى إبرامه عام 1996"، الذي أنهى جولة من القتال بين الجيش الإسرائيلي وجماعة حزب الله، المدرجة على قوائم الإرهاب الأميركية.
وبموجب ذلك التفاهم، اتفق الجانبان على إنهاء الهجمات عبر الحدود على أهداف مدنية، والامتناع عن استخدام القرى المدنية لشن هجمات. كما جرى وقتها تعيين لجنة الرصد لتنفيذ تفاهمات الاتفاق، المؤلفة من ممثلين من الولايات المتحدة وفرنسا وسوريا وإسرائيل ولبنان.
ويسعى رئيس المجلس النيابي إلى تكريس مضمون هذا التفاهم، على أن تقوم اللجنة الجديدة المقترحة، بإبلاغ الجيش اللبناني عن أي خرق من جهة بلادهم، فيما أكدت المصادر أن مسودة مقترح وقف إطلاق النار، "لم تتضمن أي إشارة إلى حرية الحركة للجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية".
وبشأن زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي، عاموس هوكستين، إلى لبنان، أوضحت مصادر "الحرة" عدم وجود أي مواعيد رسمية محددة حتى الآن، لافتة إلى أن المشاورات والاتصالات "لا تزال مستمرة بخصوص هذا الشأن".
من جانبه، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، نجيب ميقاتي، في تصريحات تلفزيونية، أن الهاجس الأكبر لديه هو تعزيز وجود الجيش في جنوب البلاد، وأن لا يكون هناك سلاح سوى سلاح الشرعية، على حد قوله.
وأضاف أن رد لبنان على مسودة المقترحات الأميركية "كان إيجابيا"، منوها بوجود بعض النقاط التي تحتاج إلى "المزيد من النقاش".
وقال ميقاتي إن بري هو من يقود المباحثات مع الوسيط الأميركي، مضيفا: "أنا على اتصال دائم معه، ولا بد من تحقيق الاستقرار ووقف الدمار وسفك الدماء في جنوب لبنان".
وشدد ميقاتي على أن لبنان ملتزم بتنفيذ القرار الدولي 1701، موضحا أن بنوده "تشمل منطقة جنوب نهر الليطاني".
بدوره، أعلن الموفد الأميركي، عاموس هوكستين، الثلاثاء، عن وجود "فرصة حقيقية" لإنهاء النزاع بين لبنان وإسرائيل، مؤكدا أن "الحل أصبح قريبا" والنافذة مفتوحة للتوصل إلى اتفاق، خلال الأيام المقبلة.
هوكستين، الذي وصل فجر الثلاثاء إلى بيروت، أشار عقب لقاء استمر ساعة ونصف مع رئيس مجلس النواب اللبناني، نبيه بري، إلى أن المحادثات تهدف إلى "تضييق الفجوات" القائمة منذ أسابيع.
وتابع: "أنا هنا في بيروت لتسهيل اتخاذ القرار إلا أنه يبقى قرار الافرقاء للوصول إلى حل لهذا النزاع"، مشيرا: "قد أصبح الآن هذا الحل قريب من أيدينا النافذة مفتوحة الآن، وآمل أن الأيام القريبة والمقبلة ستصل إلى حل".
ووصف هوكستين لقاءه مع بري بأنه "بنّاء ومفيد للغاية"، معرباً عن التزامه بالعمل مع الحكومة اللبنانية وإسرائيل للوصول إلى حل للأزمة.
وفي الثامن من أكتوبر/تشرين الثاني 2023، غداة هجوم حركة حماس غير المسبوق على جنوب إسرائيل، فتح حزب الله ما اعتبرها جبهة "إسناد" لغزة، وجرت منذ ذلك الحين عمليات تبادل إطلاق نار شبه يومية عبر الحدود.
وبعد عام، كثفت إسرائيل اعتبارا من 23 سبتمبر غاراتها على معاقل الحزب في جنوب لبنان وشرقه وضاحية بيروت الجنوبية. وأعلنت في 30 منه بدء عمليات برية "محدودة".
ومنذ بدء تبادل القصف بين حزب الله وإسرائيل، قُتل أكثر من 3516 شخص في لبنان، وفق وزارة الصحة اللبنانية. وفي إسرائيل قتل 46 مدنيا و78 عسكريا، وفق بيانات رسمية، في حين أكدت الأمم المتحدة، الثلاثاء، مقتل أكثر من 200 طفل في لبنان في أقل من شهرين