بران برس - ترجمة خاصة:
أفاد تقرير لمعهد "واشنطن لسياسات الشرق الأدنى"، الجمعة 22 نوفمبر/ تشرين الثاني 2024، بأن النشر والاستخدام الأخير للولايات المتحدة لقاذفات بي-2 وبي-52 في منطقة الشرق الأوسط، كان “تحذيراً لإيران عزز بمزيد من التظاهر والرسائل والنشر السريع للصواريخ العميقة”.
وذكر التقرير، الذي أعده "فرزين نديمي" باحث أول في معهد واشنطن، والمقدم جيمس شيبرد من القوات الجوية الأمريكية، وترجمه للعربية "برّان برس"، أن “القوات الأمريكية استخدمت تلك القاذفات لضرب 5 مواقع للحوثيين تحت الأرض".
ولفت إلى أن القاذفتين الأمريكتين من طراز بي-2 سبيريت حلقتا في الجو لأكثر من 30 ساعة لضرب مواقع الحوثيين، التي كانت تستخدم لتخزين وتجميع الصواريخ والطائرات بدون طيار تقع في منطقتي صنعاء وصعدة في الجزء الغربي الذي يسيطر عليه الحوثيون من البلاد.
ووفق التقرير، في تلك الأنفاق والكهوف، أعد الحوثيون أسلحة لإطلاقها ضد حركة الشحن الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومع ذلك، كانت ضربة اليمن جزءًا واحدًا فقط من صورة إقليمية معقدة.
وأشار إلى الهجمات المتبادلة بين إيران وإسرائيل، في 26 أكتوبر/ تشرين الأول، ومع تهديد طهران بشن هجوم انتقامي، مبيناً أنه تم أخذ هذا التهديد على محمل الجد لدرجة أن البنتاغون أعلن في الأول من نوفمبر/تشرين الثاني عن نشر ما يصل إلى ست قاذفات من طراز B-52 مسلحة بصواريخ كروز.
كما نشرت الولايات المتحدة عدة أسراب من المقاتلات التكتيكية ومدمرات الدفاع الصاروخي في مواقع مختلفة في المنطقة في الوقت الذي كانت فيه حاملة الطائرات يو إس إس أبراهام لينكولن تستعد للمغادرة، وقد صُممت هذه التحركات جزئيًا لتحذير طهران من الرد على الإجراءات العسكرية الإسرائيلية.
إلى ذلك وصف وزير الدفاع لويد أوستن ضربة B-2 بأنها "دليل فريد على قدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبعادها عن متناول أيديهم، بغض النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو تحصينها أو تحصينها.
وقال إن “استخدام قاذفات الشبح بعيدة المدى من طراز بي تو سبيريت B-2 Spirit التابعة للقوات الجوية الأمريكية يُظهِر قدرات الضربة العالمية الأمريكية على اتخاذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت، وفي أي مكان".
أما الأهمية لضرب الحوثيين بالقاذفة B-2، قال التقرير إن “الأهمية الاستراتيجية لضربة دقيقة على الحوثيين في اليمن، باستخدام زوج من الأصول الوطنية الأمريكية بقيمة 2.2 مليار دولار توضح التزام واشنطن القوي بمكافحة التهديدات للأمن الدولي”.
كما تتمتع القاذفة B-2 بعدد من السمات المحددة التي تؤكد على أهمية نشرها في اليمن، إضافة إلى إن التصميم المتقدم في التخفي والقدرة على البقاء يجعل من الصعب، إن لم يكن من المستحيل، استهداف وتدمير القاذفة B-2، مما يسمح للقاذفة باختراق المجال الجوي المحمي بشدة وتوجيه ضربات دقيقة على أهداف محصنة.
وأشار إلى أن الأسلحة الموجهة بدقة التي يمكن أن تحملها القاذفة B-2 لهذا النوع من المهام هي: "اثنان من القنابل الخارقة للذخائر الضخمة جي بي يو 57 ايه GBU-57A/B (MOPs) التي يبلغ وزنها 13.6 طنًا، والقادرة على اختراق 60 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 200 قدم من الأرض".
إضافة إلى ذلك، “تحمل قنبلتين من طراز GBU-28/B أو GBU-37/B وزن كل منهما 2.2 طن، قادرة على اختراق أكثر من 20 قدمًا من الخرسانة المسلحة أو 100 قدم من الأرض؛ أو ما يصل إلى 16 قنبلة من طراز GBU-31 وزن كل منها 907 كجم، قادرة على اختراق أكثر من 6 أقدام من الخرسانة المسلحة".
وأوضح أن “القاذفات المستخدمة في مهمة اليمن استخدمت قنابل اختراق جي بي يو – 31 GBU-31 فقط، والتي كان ينبغي أن تكون سلاحًا مناسبًا بالنظر إلى الطبيعة غير المقواة للكهوف الجيرية والرملية حول صنعاء وصعدة التي يستخدمها الحوثيون لتخزين الأسلحة".
وأضاف: "يبدو أن الطائرة المشاركة في الضربة في اليمن انطلقت من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري، يبلغ مدى طائرة B-2 بدون وقود حوالي 11000 كيلومتر، واعتمادًا على الطريق، ستكون رحلة اليمن حوالي 14000 كيلومتر في كل اتجاه. كانت هناك حاجة إلى عمليات إعادة تزويد بالوقود جواً متعددة حتى تصل الطائرة إلى وجهتها وتعود إلى الوطن".
وطبقاً للتقرير، في الـ 16 أكتوبر/تشرين الأول، أظهرت الولايات المتحدة قدرتها على توجيه ضربات دقيقة ومدمرة لأهداف محصنة وحرجة. وقد أظهرت تكنولوجيا التخفي التي تتمتع بها الطائرة بي-2، إلى جانب مدى وصولها العالمي وحمولتها التقليدية أو النووية، مرة أخرى التزام الولايات المتحدة بالحفاظ على الهيمنة في الحرب الحديثة والاستعداد لتحييد التهديدات بشكل حاسم.
وتابع: "الأهم من الأضرار التي لحقت بمنشآت العدو هو أسلوب واشنطن في إرسال الرسائل حول قدراتها في مثل هذه الحالات. وكان جزءا حاسما من الرسالة إلى القادة الإيرانيين هو أن الطائرة بي-2 يمكن استخدامها للوصول إلى أي مكان في بلادهم، حتى في المجال الجوي المتنازع عليه بشدة، وإيصال حمولتها الثقيلة والفعالة للغاية القادرة على اختراق المخابئ”.