أعلنت المعارضة السورية، الخميس 5 ديسمبر/كانون الأول 2024، فرض سيطرتها الكاملة على مدينة "حماة" (وسط سوريا)، عقب معارك عنيفة خاضتها ضد قوات النظام السوري والفصائل الإيرانية المسلّحة المساندة له.

من جانبه، قال جيش النظام السوري في بيان، إن قواته أعادت انتشارها وتموضعها خارج حماة بعد توغل فصائل المعارضة في المدينة.

وتقع حماة وسط سوريا، وتربط بين جهاتها الأربع، وتكتسب أهمية عسكرية كونها تضم مقرات عسكرية وأمنية حساسة منها مطار حماة العسكري، ورحبات عسكرية، ومستودعات أسلحة، وألوية للجيش ومدارس، مثل مدرسة المجنزرات، عدا فرع الأمن العسكري، وغيرها مقرات.

وبعد سيطرة المعارضة على مدينة حماة، تشير التوقعات إلى أن المعركة القادمة ستكون في حمص المجاورة، خصوصاً في ظل إعادة الجيش السوري تموضعه خارج حماة دون أي محاولات منه لاسترجاع المدينة.

وتبعد حمص، عن العاصمة السورية "دمشق" 162 كم، وتعد ثالث أكبر مدن البلاد من حيث عدد السكان، بعد دمشق وحلب، وتقع على الضفة الشرقية لنهر العاصي، متوسطة البلاد وواصلة المحافظات والمدن الجنوبية بالمحافظات والمدن الساحليّة والشماليّة والشرقية.

وتعد أيضًا العقدة الأكبر للمواصلات في سوريا بحكم موقعها، وهو ما أكسبها موقعًا تجاريًا فريدًا، وأغناها بالعديد من المرافق الحيوية والصناعية والتجاريّة.

وكانت قوات المعارضة السورية بعد سيطرتها على "حلب"، كبرى المدن السورية، واصلت تقدمها إلى "حماة" على مسافة 135 كيلو متر، ووصلت مشارف المدينة التي تبعد "حمص" عن "حماة" 46 كيلو متر، الثلاثاء الماضي.

ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، بدأت فصائل المعارضة السورية عملية عسكرية ضد قوات النظام في عدة مناطق في البلاد، والجمعة دخلت مدينة حلب، وفي اليوم التالي بسطت سيطرتها على محافظة إدلب.

وبعد سيطرتها على محافظتي حلب وإدلب، واصلت المعارضة السورية تقدمها باتجاه محافظة حماة، قبل أن تسيطر عليها كليًا مساء اليوم.

وتشير التقديرات إلى حالة انهيار غير متوقعة في معسكر النظام السوري، خصوصًا بعد انكساره في حماه، التي تعد خط الدفاع الأول عن العاصمة دمشق.