|    English   |    [email protected]

استعدادات لمعركة “حاسمة” أم ترتيبات سياسية.. حراك سياسي وديبلوماسي مكثف بشأن الأزمة اليمنية في الرياض يثير تساؤلات

الأربعاء 18 ديسمبر 2024 |منذ 3 ساعات
ما وراء الحراك السياسي المكثف بشأن الأزمة اليمنية في الرياض؟ ـ بران برس ما وراء الحراك السياسي المكثف بشأن الأزمة اليمنية في الرياض؟ ـ بران برس

أعد التقرير لـ"برّان برس" - نواف الحميري:

تشهد العاصمة السعودية الرياض، منذ التطورات الأخيرة في سوريا ويقوط نظام الأسد، حراكًا سياسيًا ودبلوماسيًا واسعًا تقوده الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، والفاعلين الدوليين في الملف اليمني.

تضمّن هذا الحراك، سلسلة لقاءات منفصلة لرئيس مجلس القيادة وأعضاء المجلس مع سفراء وممثلي بعثات الدول المعنية بالملف اليمني، ومع قائد العمليات المشتركة في التحالف العربي لدعم الحكومة اليمنية المعترف بها.

وتأتي هذه اللقاءات مع تلقي طهران ضربات قوّة في سوريا ولبنان إثر تقليص نفوذ حزب الله” اللبناني، وسقوط نظام بشار الأسد في سوريا، الأمر الذي فتح باب تطلّعات اليمنيين نحو سيناريو مشابه يقود إلى إنهاء انقلاب الجماعة من إيران بأقل التكاليف، خصوصاً بعد الضربات التي تلقتها طهران في لبنان، وصولاً إلى طي صفحة هيمنتها على دمشق.

وفي هذه المادة، يناقش “بران برس”، ما إذا كان هذا الحراك المكثّف يشير إلى تطورات جديدة قد تطرأ على الساحة اليمنية، وما إذا كان هناك رغبة دولية بتقليص النفوذ الايراني في المنطقة باعتبار أن جماعة الحوثي المصنفة بقوائم الإرهاب امتدادًا للنفوذ الإيراني.

حشد الرأي العام الدولي

أستاذ الجغرافيا السياسية في جامعة تعز خالد النجار، قال إن “وحدة الساحات” التي كانت تنادي بها إيران والمليشيات التابعة لها أصبحت اليوم “شبه منعدمة وغالبيتها سقطت”، مشيرًا إلى أن هذا الأمر “سيؤثر على الملف اليمني وخاصة بعد ما حدث في سوريا”.

وذكر “النجار” في حديث لـ“برّان برس”، أن “هناك مباحثات يعتقد أنها لحشد الرأي العام الدولي والاقليمي ليقف خلف معركة تحرير اليمن من مليشيات الحوثي وتخليص المنطقة من تهديدات هذه المليشيات لحركة الملاحة وللأمن الدولي”. 

وأوضح أن تلك اللقاءات والتصريحات لكثير من المسؤولين الدوليين تشير إلى أن “هناك تحركات بالإمكان أن تكون في المرحلة المقبلة وخاصة بعد طرد الوفد الحوثي من سلطنة عمان”. 

عودة المعركة

المتحدث باسم القوات المشتركة في الساحل الغربي “وضاح الدبيش”، قال إن “المجتمع الدولي أدرك أنه لا سلام مع إيران وأذرعها إلا عن طريق اجتثاث أذرعها من المنطقة؛ لأنها أغلقت جميع خيارات السلام، وخاصة بعد ما أصبح الحوثي يشكل خطر كبير على الملاحة الدولية والإقليمية”.

وأضاف في حديث لـ“برّان برس”، أن “هناك مؤشرات كبيرة لعودة المعركة واستكمال تحرير ما تبقى من الأراضي اليمنية من قبضة الانقلابيين.. ننتظر مخرجات هذه اللقاءات والمشاورات حيث أن عملية الحسم العسكري يحتاج لها إجماع دولي لمساندة الحكومة الشرعية”.

ويرى المتحدث العسكري أن “هناك مؤشرات سياسية من خلال إجراء هذه المباحثات ولكن المؤشرات العسكرية ما زالت قاتمه ولم يفصح عنها”. 

إجماع دولي

أستاذ الجغرافيا السياسية “النجار”، قال في حديثه لـ“بران برس”، إن “ما حدث في سوريا يلقى بتأثيراته على الملف اليمني”، مضيفًا أن “الحوثي يعتبر نفسه اليوم حامي حمى الكيان الإيراني وحائط الصد والدفاع عنه”. 

وبرأيه، فإن هناك “إجماع دولي على إنهاء أذرع إيران في المنطقة ونزع فتيل الصراع في الإقليم”، لافتًا إلى أن “هذه المفاوضات واللقاءات المكثفة تصب في هذا الجانب إما تعزيز السلام أو المضي نحو الحسم العسكري والضغط على الحوثيين”.

ويعتقد أن “الأمور تسير نحو الحسم السياسي والعسكري خاصة أن الحوثي لا يلتزم بأي اتفاقات، وما زال سقفه عالي رغم إدراكه بأن داعمه الدولي اليوم يعيش أسوء فتراته”.

معادلة جديدة

رئيس مركز المستقبل اليمني للدراسات الاستراتيجية الدكتور فارس البيل، قال لـ"برّان برس”، إن المعادلة تغيرت نحو الحوثي الذي كان يحظى برغبه دولية في الترويع ومحاولة فك ارتباط الجماعة بالمحور الإيراني وتحويلها إلى حالة سياسية واعتبار أنه يمكن إعادة ارتباط الحوثي وإدخالها ضمن المنظومة اليمنية من أجل التعايش”.

وأضاف أن “المجتمع الدولي كان يعتقد أن عمليه إزاحة جماعة الحوثي مستحيلة أو ليست منطقيه باعتبار أنها لن تتخلى عن القوه وتنخرط في المشروع السياسي وظلت هذه الفكرة متواصلة طوال الأعوام السابقة”. 

وتابع: “اكتشف المجتمع متأخر أن الحوثي يسعى إلى الانخراط في مشروع مدمر دولي، وأنه على هذا القدرة من الأذى وأنه مضر بالاقتصاد الدولي”. 

وبرأيه، فإن المجتمع الدولي لم يعد يطيق تصرفات جماعة الحوثي، وأن النظرة تغيرت تجاهها بأنها لا يمكن أن تتحول إلى شكل من أشكال الحضور داخل الدولة اليمنية بدليل كل هذه الاتفاقيات نقضتها وانتقلت إلى خدمة المشروع الايراني.

وقال: “هناك رغبة دولية واضحة بإزاحة كل القوى التابعة لإيران في المنطقة وخاصة في الفترة الأخيرة مع سقوط حزب الله ونظام الأسد باعتبارهما القوة الضاربة لمحور إيران. مضيفًا أن “هذا الأمر أدى إلى هشاشة بين بقية الفصائل التابعة لإيران”.

تفكك من الداخل 

السياسي النجار، قال إن “هناك احتجاجات داخلية في مناطق الحوثي”، موضحًا أن “هذه الاحتجاجات تجاوزت من السلمي إلى المسلح مثل قبائل إب وقبائل بني مطر وعمران وغيرها من المناطق”.

وأضاف أن “هذه القبائل باتت تعيش ظروف القهر والذل وهو ما يضع كيان الحوثي في خطر محدق فضلًا عن الأوضاع الإقليمية والدولية غير المواتية لأي تعنت حوثي”.

وبالتزامن مع التحركات السياسية في الرياض وحديث البعض عن “حسم عسكري”، هددت جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب والمدعومة إيرانيًا، باستهداف المصالح الأمريكية في المنطقة حال أي تصعيد عسكري ضدها، مقرّة بأن المرحلة خطيرة.

وقال عمّ زعيم الجماعة، الذي يشغل منصب وزير الداخلية في حكومة الحوثيين (غير معترف بها)، عبدالكريم الحوثي، إن “اليمن يمر اليوم بمرحلة خطيرة تحتاج من الجميع إلى رفع مستوى اليقظة والشعور بالمسؤولية لإفشال المؤامرات الخبيثة التي تحاك ضده”.

وشدد خلال اجتماعه بقيادات الصف الأول في وزارة داخلية الجماعة غير المعترف بها دولياً، “على ضرورة تنفيذ التعليمات والتوجيهات على أكمل وجه”.

مواضيع ذات صلة