برّان برس - تعز - محمد الحذيفي:
شهدت مدينة تعز، (جنوب غربي اليمن)، الأحد 12 يناير/ كانون الثاني 2025، تظاهرة حاشدة لمعلمي المحافظة، رفضاً لتعليق الإضراب الذي أعلنت عنه أمس السبت نقابة المعلمين اليمنيين بعد اجتماع جمعها مع السلطة المحلية وقادة الأحزاب السياسية.
وطبقاً لمراسل "برّان برس"، أكد الآلاف من المعلمين والتربويين، الذين شاركوا في التظاهرة استمرار المطالبة بالحقوق القانونية والمطلبية، كما أعلنوا رفض الإتفاق المعلن بين نقابة المعلمين والسلطة المحلية ممثلة بمحافظ المحافظة "نبيل شمسان" واستمرارهم في الإضراب حتى الاستجابة لمطالبهم.
وأشار إلى أن المشاركين رفعوا لافتات تندد "بتجاهل مطالبهم وعدم وضع الحلول الإسعافية للتخفيف من معاناتهم"، معتبربن موقف النقابة لا يمثلهم، ووصفوه بـ"المتخاذل".
ويدخل إغلاق المدارس في محافظ تعز أمام الطلاب والطالبات أسبوعه الرابع على التوالي، في ظل استمرار إضراب المعلمين وانعدام أي انفراجة في المشهد التعليمي.
وخلال التظاهرة، التقى "برّان برس" عدداً من المعلمين، واستطلع آرائهم، منهم المعلمة، "خولة المجيدي"، التي أفادت أن المعلمين، "لا يصرون على حرمان الطالب من التعليم"، متهمة السلطات بأنها "هي من تصر على حرمان الطالب من التعليم"، فالمعلم "إذا أعطي حقوقه كافة، فسيعمل وسينتج للطلاب"، حد قولها.
وقالت "المجيدي" مبدية أسفها: "أما بهذا الشكل فماذا نستطيع أن نفعل"، مشيرة إلى عدد من متطلبات الحياة، ومنها "إيجارات، مستشفيات، البقالة، الصيدلية" مبينة أن "الراتب لا يكفي"، وأن مطالب المعلمين يمكن حصرها بمطلب واحد، وهو تسوية الراتب بمتطلبات المعيشة.
من جهته، اعتبر المعلم "عبدالرحمن قائد الشبعان" أن اتفاق تعليق الإضراب "هو ذر الرماد على العيون"، وقال "إن النقابة بذلك لم تلب مطلباً واحداً من مطالب المعلمين".
وقال في حديثه لـ "بران برس":، "متنا جوعاً، لم نجد حق العلاج ولم نستطع تدريس أولادنا في الجامعات، ولم نستطع أن نكسيهم الملابس اللائقة بهم"، مضيفاً :نحن نعيش في أسوأ مراحل أعمارنا والنقابة تخلت عنا ولم تعد تمثلنا من الآن فصاعدا".
ووفق "الشبعان"، "لم تفي السلطة المحلية في المحافظة، بوعد واحد أسوة بمحافظتي مأرب وعدن". ويقول: "في كل المحافظات أنزلوا حوافز للمعلمين إلا في محافظة تعز".
الإخصائية الاجتماعية، "أفراح الأسودي"، بدورها قالت لـ"برّان برس": "احنا تعودنا منهم دائما وعد وعد وعد بدون تنفيذ، بدون تنفيذ، فليش نستجيب لهم"، مؤكدة أن "النقابة لا تمثلها".
وعن أسباب عدم استجابتها لتعليق الإضراب، أوضحت "الأسودي" أن ذلك يعود إلى "كون النقابة لم تحافظ على حقوقها كمعلمة، ولم تطالب بها". وأضافت: "ليش أستجيب لها، إذا كانت با تمثلني صح وبتأخذ حقوقي صح، لكن أنا أطالب بحقي وهي تقول لي لا فلا تمثلني ولا أستجيب لها".
وأضافت: "مطالبنا رفع الرواتب رفع الأجور هيكلة الأجور والرواتب نحن معاناتنا معاناة شديد أكثر فئة مستهدفة أكثر فئة محبطة أكبر فئة مظلومة هي فئة المعلمين".
إلى ذلك، وجّه الموجه التربوي "سرحان سلطان الجهلاني" رسالة للنقابة، بأن تمثل المعلمين تمثيلاً حقيقياً، وقال متحدثا عن السلطة المحلية: "ترفع للحكومة ليش هم خايفين؟ وليش هم في تعز يعملوا لنا مشاكل كأننا المسؤولين عن توقف العملية التعليمية".
وأضاف: "العملية التعليمية في عدن موقفة من الفصل الأول لم يختبروا الفصل الأول نهائياً، إحنا قلنا عيب اختبرنا وعملنا كل حاجة، ورفعنا النتائج".
أما المعلمة "شفيقة غالب" بدأت في تصريحها لـ "برّان برس" بالحديث عن راتبها، موضحة أنه 35 ألف ريال، وقالت متسائلة: "ايش يكفي راتبي هل راتب يعين مرضاً، أو يعين أكلاً وإيجارات كيف يا حكومة وين الحكومة يستلموا بالملايين".
وأضافت: "مطالبنا عيش كريم راتب يكفيك لنهاية الشهر، أنت موظف زي زيك أو انت معك دخل خارجي ما في معنا احد يجيب لنا بالدولار ولا بالسعودي لا يوجد معنا كرامة إلا راتبي".
في السياق عبر المعلم "جميل الشجاع" عن عدم رضاه من نقابة المعلمين، وقال: "لا تعبر عن مطالبنا الحقوقية، التي خرجنا من أجلها وعلى رأسها إعادة هيكلة الرواتب وغلاء المعيشة وصرف الرواتب المتأخرة وأيضاً العلاوات المتراكمة من عام 2014 وحتى عام 2024".
والجمعة، 10 يناير/كانون الثاني 2025م، أقر اجتماع مشترك بين محافظ محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، نبيل شمسان ونقابة المعلمين بالمحافظة، تشكيل لجنة مشتركة لدراسة ومعالجة مطالب المعلمين، واستئناف العملية التعليمية في مدراس المحافظة.
وعقب الاجتماع، أكد أمين عام نقابة المعلمين بتعز في حديثه لـ"برّان برس"، أن "النقابة أقرت تعليق الإضراب واستئناف الدراسة"، منوها إلى أنها ستصدر بيان بهذا الخصوص.
ومنذ 22 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، ينفذ معلمو تعز إضراباً مفتوحاً ضمن خطوات نقابة المعلمين للتصعيد حتى الاستجابة لحزمة المطالب وفي أولها انتظام الرواتب ورفع سقف الأجور.
وتشمل المطالب، وفق بيان سابق لنقابة المعلمين، "انتظام صرف المرتبات وتحسينها بشكل مستمر تماشياً مع الظروف من خلال صرف بدل غلاء معيشة يتناسب مع الارتفاع المستمر والمتصاعد للأسعار" لافتاً إلى أنه تم صرف بدل غلاء المعيشة في أربع محافظات هي (عدن ومأرب وحضرموت والمهرة).
كما يطالب المعلمون بصرف جميع المرتبات المتأخرة منذ عامي 2016-2017م أسوة بما تم في بقية المحافظات المحرّرة، ورفع الحد الأدنى للأجور والمرتبات وإعادة النظر في مربوط كل درجة في سُلم الأجور والمرتبات.
ومن مطالب المعلمين وفق البيان، تنفيذ التسويات والبدلات، وكذا صرف العلاوات السنوية للأعوام 2021-2024م وإنجاز معاملة المؤجلين من العلاوات السنوية في المرحلة السابقة وصرفها لهم من تاريخ الاستحقاق.
وشدد البيان على ضرورة تسوية أوضاع معلمي 2011، في المرتبات والبدلات المختلفة، مشيراً إلى أن المعلم منهم يتقاضى مرتباً يتراوح ما بين 50 ألف ريال و60 ألف ريال.