|    English   |    [email protected]

حوار بران | “هادي الهيج” يتحدث عن ملف المختطفين ومصير المفاوضات ويوجّه 5 رسائل للحوثيين

الخميس 23 يناير 2025 |منذ 7 ساعات

برّان برس - حوار - محمد الصالحي:

في 13 ديسمبر/كانون الأول 2018، وقعت الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، وجماعة الحوثي المصنفة عالميًا بقوائم الإرهاب “اتفاق استكهولم” الذي ينص بنده الثاني على إطلاق المختطفين والأسرى وفق قاعدة “الكل مقابل الكل”.

للسنة السادسة على التوالي، ما يزال هذا الملف يراوح مكانه إلا من صفقتي تبادل أسفرت عن إطلاق نحو ألفي أسير ومختطف، في حين ما تزال السجون تكتظ بآلاف المختطفين والأسرى، خصوصًا لدى جماعة الحوثي.

في هذا الحوار يتحدث رئيس مؤسسة الأسرى والمختطفين الشيخ هادي الهيج، لـ“بران برس”، عن تطورات ملف الأسرى والمختطفين، وما الذي أعاق عمليات استمرار المفاوضات، وعن دور الأمم المتحدة، والوساطة المحلية.

وفي نهاية الحوار، وجّه “الهيج”، خمس رسائل لقيادات جماعة الحوثي بشأن ملف المختطفين، منها رسالة لرئيس وفد الجماعة عبدالقادر المرتضى، الذي دعاه لتغيير وضعه من سجّان إلى مفاوض.

نص الحوار:

** حدثنا عن مستجدات ملف الأسرى والمختطفين الذي عملت جماعة الحوثي على استغلاله 

هذا الملف مرَّ بفترات انبساط وفترات انكماش ابتداء من 2018.

حينها وقّعنا في استكهولم اتفاق لإخراج جميع الأسرى والمختطفين لدى جماعة الحوثي، إلا أن الجماعة تعثرت في هذا الموضوع، وتلكأت.

وبعدها جاءت الأمم المتحدة وفسّرت لنا أن نعمل خطوة خطوة حتى نصل إلى إخراج الكل، وهكذا بدأت المفاوضات من 2018، وخرجت أول دفعة في أكتوبر 2020.

الحوثيون يتعنتون في كثير من الأسماء التي يرون أنها ستعطيهم أعداد كبيرة، ومنها على سبيل المثال المشمولين بالقرار الأممي الذين من المفترض أن يخرجوا بدون عملية تبادل وهم: محمود الصبيحي وناصر منصور وفيصل رجب ومحمد قحطان.

والصفقة الثانية جرت في ابريل 2023. وغالبًا التأخر في عمليات التبادل بسبب تعنت الحوثي.

الحوثي لما يشعر أن الأمم المتحدة ومكتب المبعوث يدلعه يزيد في الشروط.

كما أن عاطفتنا تجاه المحتجزين وحرصنا على الإفراج عنهم تجعل الحوثي يتعنت كثيراً.


** في كل جولة مفاوضات، يتم انتقاد وفد الحكومة بشكل كبير واتهامه بالتقصير وتقديم التنازلات، هل ترون هذا ضغوط ضد الوفد أم أن المشكلة في أعضائه؟

الحقيقية ليس هذا. الأخوة في الوفد المفاوض جيدون. وما حصل في الجولة الأخيرة التي كانت في مسقط، كان هناك إشكالية بسيطة حيث اتفقوا على أساس إخراج قحطان مقابل 50 أسيرًا إن كان حيًا و50 إن كان ميتاً، وهذه أثارت الجمهور.

ولا زلنا نتباحث مع المبعوث الأممي حول هذه القضية، ولا نقبل أن نفرّط بقحطان. 

وفي هذا الاتجاه، اتفقنا أن نتفاوض بشأن محمد قحطان حياً، وأثناء التبادل لكل حادث حديث.


** في هذه المفاوضات، هل تمارس عليكم ضغوطات من قبل المبعوث أو التحالف لإجباركم على حضورها والموافقة على بعض القضايا؟

بالنسبة للأمم المتحدة تضغط على الطرف الذي يمثل الشرعية باعتبار أنه يمثل الشعب، وتطالبه بأن يكون أكثر  تسامحًا في هذا الجانب.

أما قضية المختطفين، فالشرعية تعتبر كل من هو مسجون لدى الحوثي مسؤوليتها، ولهذا لا تفرق بين الأسرى والمختطفين. صحيح تعطي نسبة للأسرى، لكنها أيضًا تعطي نسبة للمختطفين من منازلهم ومن الشوارع؛ لأن الجميع مسؤوليتها.


** مؤخرًا، وجهت قيادات حوثية دعوة لتبادل الزيارات للمحتجزين، كيف تلقيتهم هذه الدعوة ؟

نحن الآن في مفاوضات كبيرة، خاصة مع الوسطاء المحليين الذين جاءوا إلينا، وقلنا لهم إنه ليس لدينا مانع لتبادل الزيارات بدءً من زيارة السياسي محمد قحطان، الذي يبلغ من العمر 80 عاماً، ومخفي في سجون الحوثي منذ 10 سنوات، ويمثل عميد المختطفين، وثالثًا يسمحوا لأسرته بزيارته والاطمئنان عليه، ونحن سنفتح الأمور على مصراعيها للزيارات، لكن الحوثيين رافضين ذلك.

علمًا أن هذا العرض ليس من الآن، بل عرضناه من قبل، لكنهم يريدون أن يزوروا أسراهم بينما يمنعون زيارة مختطفينا لديهم.


** قحطان، رجل سياسي ولا علاقة له بالحروب، وأصبح محورًا في ملف المختطفين، ما المعلومات التي لديكم بشأنه ؟

قحطان، هو رمز للجمهورية والأمة اليمنية، والآن نتفاوض عليه كرمز وليس كشخص عادي.

بالنسبة للمعلومات، رفض الحوثيون أن يعطونا أي معلومات عنه. ولا زلنا نبحث ونبلغ الأمم المتحدة بإصرارنا على زيارة قحطان.

نحن على تواصل مع الأمم المتحدة ومكتب المبعوث، والتقينا معهم بعد مفاوضات عمان عدّة مرَّات عبر الزوم، ونحن نضغط في قضية قحطان.

وعندما جاء الوسطاء المحليون، طرحنا عليهم استعدادنا لأن نتفاوض حول الكل مقابل الكل أو تجزئة، إلا أنه في كلا الحالتين سنصل إلى عند قحطان ونقف. والأصل أن نبدأ بإنهاء قضية قحطان، ونحن الآن في هذا الاتجاه.


** هناك من يحملكم مسؤولية عدم الضغط لأن يكون قحطان، هو مفتاح المفاوضات منذ البداية، وخصوصًا من قواعد الإصلاح، كيف توضح هذا؟

قحطان، كان ضمن أربعة مشمولين بقرار مجلس الأمن، ويصعب أن تأتي لتفرض واحد من الأربعة، ولهذا فاوضنا في الأربعة كمجموعة متساوية.

كما أن المفاوضات ليست برغبتي أو رغبة الطرف الآخر، أنت تطلب وهو يوافق أو لا يوافق، وهو يطلب وأنا أوافق أو لا أوافق، وهذا هو حال المفاوضات.

بدأ التفاوض بناصر منصور ثم خرج الاثنين ناصر منصور ومحمود الصبيحي، ثم خرج فيصل رجب، ولم يبق من الأربعة سوى محمد قحطان. والآن نحن أمام استحقاق أخلاقي لمحمد قحطان، ولا يمكن أن نتجاوزه أبداً.

الحقيقة، الحوثي يعتبر ملف المختطفين تجارة، فمثلًا لو عنده ألفين أو ثلاثة ألف مختطف في سجن، كل أسرة ترسل لابنها على الأقل 20 ألف ريال، هذا المبلغ يستلمه قريب عبدالقادر المرتضى، ثم بعد ذلك يصرف له الأدوات بضعف قيمتها، كأنه يسلم له النصف ويأخذ النصف. وهكذا يتعاملون مع الأمر كتجارة. 


** بالعودة إلى مزاعم الحوثيين بشأن أسراهم في مأرب، هل هم لدى الحكومة الشرعية أم لدى الإصلاح كما يزعمون؟

جميع أسرى الحوثيين لدى الحكومة، وأنا لم أدخل أي سجن منذ استلمت هذا الملف أبدًا؛ لأن هذا ليس عملي.

أنا مفاوض ولست مدير سجن. لست عبدالقادر المرتضى. أتعامل مع الجهات الرسمية، ولم أمارس تدخلات مباشرة ضد الأسرى.


** كيف ترى حديث الحوثي عن تبادل الزيارات في الوقت الذي يرفض حتى الإفصاح عن وضع قحطان؟

لا تتحدث المومس عن الشرف، ولا المجرم يتكلم عن الصلاح. 

تخيل: رجل عمره 80 سنة، مسجون منذ 10 سنوات. ممنوع من الزيارة، وممنوع عليه أن يتصل بأهله. ممنوع من كل شيء. ويأتي الحوثي للحديث عن حقوق لدى الآخرين.

وبما أنه يتحدث عن الزيارة لنبدأ من زيارة قحطان، باعتباره من أوائل المختطفين منذ 2015.


** وثّقت تقارير وفاة العشرات تحت التعذيب في سجون الحوثيين، بينما يتحدثون عن معاملة سيئة لأحد أسراهم بمأرب أطلق مؤخرًا بوساطة محلية، كيف تابعتم هذا؟

نحن لا نعاملهم بالمثل، بل نعاملهم بقيمنا. 
بالنسبة لهذا الأسير كان يعاني من مرض السرطان، وأدخلناه إلى المستشفى، وأجرينا له عمليه في جوانب الرقبة، وبذلنا كل ما نستطيع لعلاجه، وكل هذا موثّق لدينا أثناء العملية وبعدها.

وبالإضافة إلى ذلك، عرضناه على اللجنة الدولية للصليب الأحمر قبل 8 أو 10 أشهر للإفراج عنه بعملية تبادل، إلا أن عبدالقادر المرتضى، رفض ذلك، والآن يروّج لهذه المزاعم. ولا ندري لماذا لم يوافق على الإفراج عنه قبل 10 أشهر. 

لدينا حالات مماثلة، لكن نحن لا نعامل بالمثل ونستغل الحالات الإنسانية.


** البعض يحمّلكم مسؤولية البعد عن الإعلام وترك المجال للطرف الطرف الآخر لترويج رواياته، كيف توضّح هذا؟

هذا ملف إنساني، ولا نريد أن نتلاعب بعواطف الناس. هذا تلاعب بالعواطف. تخيل: شخص مسجون 8 سنين أو 10 سنين لديه أمل أنه يخرج، ثم تأتي تعطيه أمل بالخروج وبعدها تقطع هذا الأمل، كيف تكون الواقعة عليه.
قد يعتبر تقصير من قبلنا، لكننا نعتبر هذا ملف إنساني، وليس للمزايدات الإعلامية، ولا للمزايدات السياسية.


** كيف تابعتم العقوبات الأمريكية التي أعلنت ضد القيادي الحوثي عبدالقادر المرتضى؟

هذه العقوبات بنيت على حيثيات، وهذه الحيثيات موجودة. عبدالقادر المرتضى، مسؤول عن تعذيب المختطفين، وهو من يباشر هذه الانتهاكات بشهادة المختطفين المفرج عنهم.

أنا كلمتهم في الأردن بعد صفقة 2020، قلت لهم الناس (المختطفين) يشكوا منكم بأنكم تعذبوهم وكذا، ويشكوا من عبدالقادر (المرتضى).. فقال "أبو مراد" أبدًا، أنا أحكّمك إذا اعتديت على شخص (مختطف).

عبدالقادر المرتضى، ليس مفاوضاً هو مدير سجن، ولا يجب أن يكون من يقوم بالتعذيب هو من يفاوض. هذا ملف إنساني لا يجب أن يتولاه.

الآن عبدالقادر، هو مدير سجن، ومع ذلك عملوه مفاوض. هل سمعت في كل المفاوضات بالعالم أن مدير السجن هو المفاوض؟!، إلا عند الحوثة.


** المبعوث الأممي التقى بالمرتضى رغم ضلوعه في تعذيب المختطفين وبعد أيام من العقوبات الأمريكية ضدّه، كيف ترى هذا؟

الحوثيون لم يسمحوا للمبعوث بزيارة صنعاء طوال فترته، ولهذا اعتبر السماح له مؤخرًا مكرمة غير عادية له، وتناسى كل المواقف والقرارات الأممية والإنسانية، واندفع اندفاع غير عادي نحو الحوثيين؛ لشعوره أنه حقق مكسب بالزيارة.


** هل ترى أن الأمم المتحدة تكيل بمكيالين لصالح جماعة الحوثي؟

في كل الملفات، هم يدلعوا الحوثي، ويضغطوا على الشرعية بحجة أنها مسؤولة عن الجميع. 

وكمثال ما حدث مع قرارات البنك المركزي، ضغطوا على الحكومة بحجة أن القرار يضر بالشعب.

وهكذا يتمترس الحوثي بالشعب، ومن هذه الزاوية تضغط الأمم المتحدة على الشرعية، وتدلل الحوثي.


** في حال تمسّكت الجماعة بالمرتضى في أي جولة مفاوضات قادمة، هل ستقبلون بالجلوس معه؟

ربما الشرعية تنظر إلى الملف من منظار آخر. هدفها إنقاذ المختطفين، وأي طريق سيوصلها إلى ذلك ستسلكها، حتى وإن كان المفاوض السجّان عبدالقادر المرتضى.

لكن هل الوضع الدولي سيسمح له بالخروج؟، لكن لا أستبعد أن الأمم المتحدة ستعمل له غطاء، وتمكّنه من الخرّوج.


** مع انكشاف بشاعة سجون الأسد في سوريا، تحدث الكثير عن وجود سجون مماثلة لدى الحوثيين، كيف توضح هذا؟

زملاؤكم الصحفيون هم جزء من المشهد، وهم شهود على هذه الوقائع، وتحدثوا بالكثير من هذه الأشياء.

والصحفي المنصوري أطلعكم على الشج الذي في رأسه بسبب أن عبدالقادر المرتضى، ضربه بآلة حادة.

ولهذا نحن حريصون على إخراج هؤلاء من براثن ومستنقع السجون الحوثية التي يتواجدون فيها.

فمن إجمالي المختطفين والأسرى الذين أخرجناهم، 70% منهم لا زلنا نعالجهم.


** هل المبعوث الأممي والمجتمع الدولي يرى هذا؟

يراها لكنه يريد أن ينجح بأي طريقة، سواء كانت صحيحة أم خاطئة. المهم بالنسبة له تمشي الأمور.

ولذلك عندما نطلب تدخله في أمر ما لا يستجيب، ويقول لنا اتفقوا أنا لست سوى مسير للمفاوضات.


** هل هناك مختطفين مخفيين قسريًا غير قحطان، وهل توجد أرقام؟

هناك الكثير مغيبين، ولا توجد لدينا أرقام دقيقة. وكمثال على هذا: مدير الأمن السياسي بصعدة، وآخر من الحديدة، وأبو سمية من البيضاء، وغيرهم الكثير لا تحضرني أسماءهم الآن.


** ماذا عن الأسرى لدى الحكومة الشرعية، هل تسمحون لهم بالتواصل بأسرهم؟

نحن لا نمارس ما تمارسه المليشيات الحوثية بحقهم. وغالبًا الأسرى الذين لدينا صنفين: الأول أسرى مأخوذين من الجبهات مقاتلين، وهؤلاء لهم حكم منفصل، والصنف الثاني: خلايا إرهابية وهذا أيضًا لهم حكم منفصل.
وفي كل الأحوال، نحن نشد على الجهات المختصّة لأن يعطوا حقوقهم الإنسانية.


** كيف تتابعون حملات الحوثي المتواصلة لاختطاف المواطنين، يخرجون 100 ويختطفون ألف آخرين؟

من يفرجون عنهم هم أشخاص أخذوهم من البسطات ولم يجدوا منهم فائدة، ويعملوا إعلان عن قيامهم بالإفراج من طرف واحد. وربما يأتي في الأيام القريبة من هذه الإفراجات. 

لكن الأشخاص الذين يستفيدون منهم مالياً أو غير ذلك هؤلاء يتمسكون بهم، ويرفضون إطلاقهم.


** دوركم تجاه المختطفين من المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي، وهل لديكم إحصائيات بأعدادهم؟

نحن نبحث عن جميع المختطفين. الحكومة تعتبر نفسها مسؤولة عن الجميع، وتبحث في هذا الجانب. 

حتى الآن لم نستكمل الإحصاء بسبب حملات الاختطافات الحوثية المستمرة، والتي تطال الجميع بلا استثناء بشكل غير طبيعي وغير لائق. 

وهذا يجعلنا غير قادرون على مواكبة حملات الاختطافات، فكل أسبوع يحصل اختطافات جديدة.


**ماذا عن اختطاف الحوثي لعدد كبير من النساء والزج بهن في السجون؟

بالنسبة للنساء، لا زال عندنا في اليمن العيب أن يبلغ الأهل بتعرض ابنتهم للاختطاف، وهذا يجعلنا لا نصل إلى المعلومة.

اختطاف النساء، وتعذيبهن سلوك غريب وطارئ على اليمنيين. 

هذا ابتكار حوثي، ومن أوائل الأشياء التي ابتكروها، ولم يكن هذا السلوك موجودًا في اليمن، ولم أعرف أن هذا حصل حتى في عهد الإمامة.

هذا شيء مخزي أتى به الحوثي، ولا نريد أن ندخل هذا الملف المحزن.

الحكومة الشرعية لم تقدم على توقيف أو احتجاز أي امرأة، حتى عندما جاء أحد القيادات الحوثية ومعه زوجته سافرت إلى الخارج عبر مناطق الحكومة ولم نمسّها.

ومثلًا زوجة السفير الإيراني لدى الحوثيين، حسن إيرلو، سافر بها أخوها إلى عمان مرورًا بمأرب، ولم تسمح لنا قيمنا باعتقالها. وكان لدينا معلومات عن سفرها قبل أن تخرج من صنعاء.

أيضًا إيرانية زوجة قيادي حوثي، أبلغنا بوجودها في المنفذ، ولم تسمح لنا قيمنا باعتقال امرأة، حتى لو كان زوجها مذنب.

هذه القيم إذا لم نحافظ عليها ستندثر، وسيدفنها الحوثي.

لكن في المقابل، ما يتحدثن به النساء اليمنيات الناجيات من سجون الحوثي أمر مخزي، ونخجل أن نذكره أمام الأمم المتحدة. أمر صعب وثقيل عن النفس. الحوثي هدم القيم والأخلاق.


** دوركم تجاه المختطفين لدى الحوثي من موظفي المنظمات الأممية والوكالات الدولية والسفارات سابقًا؟

في هذا الجانب شيء عجيب، تخيل الحوثيين اختطفوا موظف يعمل لدى مكتب المبعوث الأممي بصنعاء، وظهر المبعوث أمام مجلس الأمن يقول اختطفوا موظفي المنظمات ومنهم موظف مكتبنا.

وعندما جاء إلى صنعاء تحدث عنهم إجمالًا، ولكنه لم يخرج بنتيجة.

وإذا كان هذا وضع موظف مكتب المبعوث الأممي فكيف يساعد في إنقاذ البقية. 

بالنسبة لليمنيين، نحن نتحدث عنهم، ونتابع للإفراج عنهم جميعًا.


** مصطفى المتوكل، محور حديث جماعة الحوثي، ماذا عنه وهل يتواصل بأسرته؟

كما أسلفت، نحن لا نتعامل بالمثل أبداً. 

المتوكل يتواصل، ويقيم في مكان محترم، ولديه تلفزيون. لكن الحوثي لا يريده أن يخرج، ولا ندري لماذا. طرحناه ضمن صفقه ولكن الحوثي رفض حتى نقاش الموضوع. لم يتحدث عنه، ولم يطالب به، ولا نعلم سبب ذلك.


** هل استطاع الحوثي تسييس ملف المختطفين؟

يحاول أن يجرَّنا إلى هذا المربع، ونحن نمانع أن نسير معه في هذا الاتجاه، ونصر على أن يظل ملف إنساني.


** هل من المنطق أن تبادلوا المختطفين المدنيين بأسرى حرب؟ 

ما الحل من وجهة نظرك لإخراجهم؟. نحن أمام خيارين: إما أن نتركهم للحوثي يعذبهم ويقتلهم، أو نعمل لإخراجهم بكل السبل.

طبعًا، الحوثي قتل 10 من أبناء الحديدة، بدم بارد. لم أتحدث في تلك الفترة رغم أنهم أقاربي.

لكن ما الحل في البقيّة؟. مثلًا الآن هم (الحوثيون) أصدروا حكم بإعدام 70 مدني مختطف، ما الحل لإنقاذهم؟

لهذا نحن أمام اتجاه إجباري. لا نستطيع أن نترك هؤلاء، ولا هؤلاء في سجون الحوثي، وماضون على هذا الأساس.


** هل هناك مفاوضات قريبة؟

هم يعدون لمفاوضات في فبراير القادم، ومعنا اليوم مقابلة مع نائب المبعوث الأممي على الزوم.

نحن نمضي مع الأمم المتحدة في حلقة مفرغة، وربما الوسطاء المحليون لهم حضور أكثر من الأمم المتحدة.

الآن لدينا تقريبًا 8 وسطاء يعملون في هذا الملف، وسنرى إلى أين نصل معهم.

من ضمن المبادرة الخاصة بالوسطاء المحليين “الكل مقابل الكل”، والتي هي أساس اتفاق استكهولم، ونبحث عن آلية لتنفيذ المبادرة (الكل مقابل الكل).


** رسالة أخيرة تريد إيصالها عبر بران؟

لدي عدّة رسائل

الرسالة الأولى: أتمنى من الطرف الآخر (الحوثيون) أن يعتبر هذا الملف، ملفاً إنسانياً بحتاً، وأن نتعامل معه على هذا الأساس، ولا نسيسه.

الرسالة الثانية: أن هؤلاء الذين مرّت عليهم هذه الفترة الطويلة في السجون، يكفيهم إلى هذا الوقت، والمفترض أن يخرج الكل مقابل الكل، وأن نتسامح لإخراجهم جميعًا.

الرسالة الثالثة: قحطان أيقونة الأسرى (المختطفين) الآن، وعدم السماح لأهله بزيارته، رغم أنه خُطف من منزله ولم تلفق له تهمة خلايا ولا تهمة مشاركة في حرب، ولا حتى تصريح من التصريح. قحطان صافي صفاء ماء السماء، وإذا لم يعط حقه فتصوّر كيف سيكون التفاوض!.

الرسالة الرابعة: أتمنى أن عبدالقادر المرتضى، أن يغير وضعه من سجّان إلى وضع مفاوض.

الرسالة الخامسة: أقول للبخيتي، نحن مستعدون يسمحوا بزيارة قحطان من قبل أسرته، وسنعمل على زيارة كل السجون لدى كل الأطراف، وسنكون متشددين في هذا الجانب. لكن أن نبحث عن هذا وقحطان لا يزال مخفيًا قسرًا منذ 10 سنوات، ستكون ملامة كبيرة علينا. 

هذه رسائل أتمنى أن يفهموها، وأن يستوعبوها، وأن يطبقوها.
 

مواضيع ذات صلة