![بران برس بران برس](https://barran.press/uploads/topics/17390355346447.jpg)
بران برس- وحدة التقارير:
في خضم الأزمات والتحديات التي تطحن اليمنيين، وخصوصًا النازحين، يبرز المستشفى التخصصي لطب وجراحة العيون بمحافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، كنافذة أمل تضيء طريق آلاف المرضى والمتعبين من أنحاء البلاد.
المركز يتوسّط مدينة مأرب، ويقدم حزمة من الخدمات التشخيصية والعلاجية والجراحية للعيون وفق معايير عالية، حيث يضم نخبة من الأطباء المحليين والعرب من ذوي الكفاءات العالية، ومجهّز بأحدث التقنيات والأجهزة الطبية.
يقدّم المركز خدماته الطبية مجانًا 100%، بدءً من الفحوصات الأولية وصولًا إلى العمليات الجراحية المعقّدة، بدعم “متكامل” من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
في صالة الانتظار بالمستشفى، التقى “بران برس”، بالمواطن عبدالباسط الصبري، من أبناء محافظة تعز. حيث كان بصحبة طفله البالغ من العمر 6 سنوات، والذي قال إنه يعاني من “انحراف” في عينيه، وأتى به للمستشفى لإخضاعه لعملية جراحية دقيقة.
أشاد “الصبري”، بالخدمات التي يقدّمها المستشفى، والتي وصفها بـ“المميّزة”. مثنيًا على حالة “النظام”، والتعامل الراقي من قبل العاملين والطواقم الطبّية.
وافتتح المركز في العام 2019، كأول مستشفى متخصص في جراحة العيون بمأرب، ومثّل إضافة نوعية للقطاع الصحّي بالمحافظة التي تكتظ بنحو ثلثي النازحين في البلاد، وتفتقر للبنية التحتية والخدمات الأساسية للسكّان.
وبالإضافة إلى خدمات التشخيص والجراحة والخدمات العلاجية المختلفة للعيون، يقدّم المستشفى الأدوية والنظارات للمرضى مجانًا، وفق نتائج الفحوصات الطبية.
توافد كبير
طبقًا لمدير المستشفى أحمد العمري، فإن العيادات والأقسام المختلفة تستقبل يوميًا نحو 200 حالة خلال فترة الدوام من السابعة صباحاً إلى الرابعة عصراً. موضحًا أن “الإقبال الشديد”، دفعهم لفتح العيادة المسائية، والتي قال إنها تستقبل نحو 45 حالة.
أوضح العمري في حديث لـ"بران برس"، أن المرضى يتوافدون على المركز من مختلف المحافظات اليمنية، مؤكّدًا أنه يقدّم خدماته للجميع دون تمييز من المهرة شرقًا حتى حجة والحديدة غربًا، وصعدة شمالًا.
خلال النصف الأول من المرحلة الرابعة، وتحديدًا من أغسطس/آب 2024، وحتى 31 يناير/كانون الثاني 2025، قال العمري، إن المستشفى قدّم خدماته الطبية لـ52040 مريض ومريضة.
وبيّن أن هذه الحالات توزعت بين العيادات بواقع 22434 حالة، والعمليات 2698 حالة، وعمليات ليزر بواقع 266 عملية. فيما استقبلت الأشعة الطبية 4797 حالة، وأجرت المختبرات فحوصات لـ6608 مريض ومريضة.
وخلال الفترة ذاتها، جرى صرف 15246 نظارة طبية للمرضى، إضافة إلى أدوية تقدر 34840 وحدة علاجية.
وبهذا يصل إجمالي خدمات المركز منذ افتتاحه، وفق المدير العمري، إلى 360 ألف خدمة طبية من عيادات وعمليات وفحوصات ونظارات وأشعة تشخيصية. فيما صرفت الصيدلية أكثر من 250 ألف وحدة علاجية.
حالات كثيفة
لتوسيع نطاق التدخلات والخدمات العلاجية، استضاف المستشفى ثلاثة أطباء زائرين لعلاج المياه الزرقاء والحَوَل. وخلال أسبوعين، استقبل الطبيب الزائر المختص بالحول أكثر من 190 حالة، وتم إجراء نحو 50 عملية حول. فيما استقبل طبيب المياه الزرقاء في عيادته أكثر من 290 حالة، وأجرى 16 عملية مياه زرقاء.
أخصائية الحول بالمركز، تهاني شريف، تحدثت لـ“بران برس”، عن “أعداد هائلة من مرضى الحول من مارب والمناطق المجاورة قدموا إلى المستشفى”، مضيفة أن المركز أجرى عمليات كثيرة لعلاج هذا النوع من الحالات.
خلال أربع سنوات، اضطلع المستشفى بدور محوري في علاج مرضى العيون بمأرب، وعموم المحافظات اليمنية، فقد خفف عنهم مشقّة السفر إلى الخارج لتلقّي العلاج، واستفاد من خدماته المجّانية آلاف المرضى المعدمين.
وما يزال يقدم خدماته للجميع بتفانٍ وإخلاص، ليجسّد قيم العطاء والإنسانية التي تضطلع بها المملكة العربية السعودية، ويسجّل قصّة نجاح تضاف إلى سجل نجاحات مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.