![الشيخ حميد الأحمر في حوار خاص - بران برس الشيخ حميد الأحمر في حوار خاص - بران برس](https://barran.press/uploads/topics/17393842922332.jpg)
برّان برس - حوار خاص:
في الذكرى الـ14 لثورة 11 فبراير الشبابية الشعبية السلمية، يستذكر السياسي ورجل الأعمال اليمني البارز، الشيخ حميد الأحمر، تلك المحطة النضالية السلمية بكل فخر واعتزاز، مشيدًا بعظمتها كمنجز وقيمة حضارية أنجزها الشعب اليمني بكل فئاته ومناطقه، وتوّجها بالحوار الوطني الذي أنتج خارطة طريق لمستقبل البلاد.
عُرف الشيخ حميد الأحمر، وهو برلماني وقيادي بارز في حزب التجمّع اليمني الإصلاح، بمواقفه السياسية القويّة، وبأدواره المناصرة للثورة الشبابية الشعبية وأهدافها وغاياتها، من موقعه في البرلمان وفي تكتل أحزاب اللقاء المشترك. ولاحقًا تولّى منصب الأمين العام للجنة التحضيرية للحوار الوطني الذي أفرزته ثورة 11 فبراير.
بعد انقلاب جماعة الحوثي على مخرجات الحوار والإجماع الوطني، وسيطرتها بالقوّة على العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، كان “حميد الأحمر” أحد أبرز أهدافها، إذ اقتحمت منازله، واستولت على العديد من شركاته والأصول التي يمتلكها، ومن أبرزها شركة سبأ فون للهاتف النقال، وبنك سبأ الإسلامي.
وفي حوار خاص أجراه معه "برّان برس"، تحدث الشيخ حميد الأحمر، في جزئه الأول، عن الواقع السياسي الحالي في اليمن، ورؤيته حول ثورة 11 فبراير في ذكراها الـ14، وعن الآراء التي تحمّلها مسؤولية ما حدث في البلاد منذ الانقلاب جماعة الحوثي المصنفة دوليا في قوائم الإرهاب في 21 سبتمبر/أيلول 2014م، وحتى اليوم.
وأفصح "الأحمر" أيضًا عن موقفه من التقارب بين الأحزاب والمكونات الوطنية، وخصوصًا بين حزبي الإصلاح والمؤتمر الشعبي العام، و"طارق صالح" نجل شقيق الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح الذي اندلعت ثورة 11 فبراير على نظام حكمه، وأهمية هذا بالنسبة لاستعادة الدولة وإنهاء انقلاب جماعة الحوثي المدعومة من النظام الإيراني.
وفي الحوار، الذي ينشر “بران برس“، اليوم، الجزء الأول منه، تحدث البرلماني والسياسي “حميد الأحمر”، عن رؤيته للحل في اليمن، وما إذا كان يفضل حلًا سياسيًا أم حسمًا عسكريًا. كما وجه عدد من الرسائل لليمنيين عامة، والقبائل في المناطق الخاضعة بقوة السلاح لسيطرة الحوثيين، على وجه الخصوص.
نص الحوار:
** أين يرى حميد الأحمر ثورة 11 فبراير في ذكراها الرابعة عشر؟ وهل ترى أنها حققت أهدافها؟
ابتداءً لا بد من التذكير بأن ثورة فبراير، بالإضافة إلى كونها ثورة سلمية لها ما يبررها، هي ثورة شعبية شاملة شارك ملايين اليمنيين في فعالياتها وساحاتها ومظاهراتها التي خرجت في العديد من المحافظات؛ لأنها عبرت عن مطالبهم وتطلعاتهم وآمالهم المشروعة.
ولحرص قادة الثورة علي السلمية ولتجنب أي صراع مسلح وافقوا على وساطة الأشقاء، ووقعوا على اتفاق المبادرة الخليجية الذي نص على الشراكة في إدارة المرحلة الانتقالية، وصولًا إلى دستور جديد وانتخابات عامة شاملة بين الحزب الحاكم في حينه وبين قوى الثورة التي مثلتها اللجنة التحضيرية للحوار الوطني (التي توسعت لاحقًا إلى المجلس الوطني لقوى الثورة) برئاسة الشخصية الوطنية الكبيرة الأستاذ محمد سالم باسندوة، بل إن قادة الثورة وافقوا على أن يتولى رئاسة البلاد خلال المرحلة الانتقالية نائب الرئيس في حينه عبدربه منصور هادي، الذي أصبح فيما بعد الرئيس التوافقي.
فثورة فبراير لم تُقصٍ الغير، ولم تقمع أو تسجن أو تنهب أو تفجر المنازل والممتلكات، وترفَّع قادتها عن المناصب والمكاسب، بل إن شخص مثل الفريق علي محسن الأحمر، الذي كان من أبرز رموز الثورة نفذ بسلاسة قرار إعفائه من منصبه العسكري.
وبينما كانت حكومة الأستاذ باسندوة، أنزه وأنجح حكومة عرفها اليمنيون فقد تم إنجاز حوار وطني واعي لأول مرة في اليمن. ومع أن الانقلاب على هذه الثورة السلمية قد أعاق استكمال متطلبات المرحلة الانتقالية إلا أن ثورة فبراير أصبحت واقعًا لا يمكن تجاوزه، وحدث تاريخي فاصل بين ما قبله وما بعده.
وقد نالت القوى الثورية الصادقة شرف المبادرة في الدفاع عن الدولة اليمنية، ومواجهة الانقلاب البغيض، وتمكنت هذه القوى بدعم الأشقاء من الحفاظ على المركز الشرعي والقانوني للدولة الذي ارتبط- ولا زال- بما أنتجته الثورة من مرجعيات أقر العالم بأنها أساس الشرعية اليمنية، ومنها اتفاق المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني، بالإضافة طبعًا للدستور.
وبالتالي فإن ثورة فبراير، لا زالت هي الإطار القانوني الناظم للشرعية اليمنية في مواجهة الانقلاب الذي جلب الدمار والمآسي لليمن واليمنيين، ولا يستقيم بمن يدعي الصدق في مواجهة انقلاب العصابة الحوثية أن يتنكر لثورة فبراير ويغمطها حقها في الدفاع عن الدولة والتضحية الغالية في سبيل الله والوطن.
وردًا على سؤالك، فالثورة لا زالت مستمرة حتى إنهاء الانقلاب، وإكمال ما توافق عليه اليمنيون في مؤتمر الحوار، والانطلاق باليمن نحو المستقبل الآمن والمزدهر الذي قامت ثورة فبراير من أجله.
** هناك من يحمل ثورة 11 فبراير مسؤولية ما حدث في البلاد منذ الانقلاب الحوثي حتى اليوم.. ما تعليقك؟
للأسف نسمع مثل هذا التهمة غير المنطقية، فكيف تتحمل ثورة فبراير مسئولية الانقلاب عليها، الذي استهدف في الأساس رموزها وقادتها وأعاق مسارها؟
من يتحمل المسؤولية عما حدث في البلاد منذ انقلاب ٢٠١٤ حتى الآن هم الانقلابيون الذين انقلبوا على الشرعية، وهجّروا أبناء اليمن، وسيطروا بقوة السلاح على العاصمة والعديد من المحافظات، وفرضوا أنفسهم كسلطة أمر واقع دون سند قانوني أو دستوري.
من يردد هذه التهمة، في وجهة نظري، هو أحد ثلاثة: إما انقلابي يحقد على ثورة فبراير ورجالها لأنهم وقفوا أمام انقلابه ومنعوه من إكمال سيطرته على البلاد وشرعنة انقلابه أو شخص سلبي لم يكن له دور في الدفاع عن وطنه وبلاده ويريد أن يجد مبرر لسلبيته. ولهؤلاء نقول لا زالت معركة الدفاع عن البلاد واستعادة ما اغتصبه الحوثي قائمة فقم بدورك وانضم لغيرك من السباقين أفضل من الطعن فيهم وفي تضحياتهم. والثالث: شخص غير واعي يردد ما يسمع دون تمحيص أو تفكير وهؤلاء دور الإعلام الوطني أن يوعيهم ويوضح لهم الحقائق.
** ما موقف الشيخ حميد الأحمر من التقارب الأخير بين المكونات ومنها الإصلاح والمؤتمر وخصوصًا عضو مجلس القيادة طارق صالح؟
التقارب بين المكونات الوطنية المناوئة للانقلاب الحوثي مطلبنا جميعًا، ونحن نباركه، فالخلافات بين أصحاب القضية الواحدة لا تصب إلا في مصلحة خصومهم.
** ماهي رؤيتك للحل في اليمن وصولًا لإنهاء الإنقلاب؟ وهل أنت مع حل سياسي أم حسم عسكري؟
لقد أثبت الحوثي أنه غير جاد في السلام، ولم يتعامل بجد مع الجهود الصادقة التي بذلها الأشقاء في المملكة العربية السعودية، طيلة السنوات الثلاث الماضية للوصول إلى حل سياسي، ولم يبد الحوثي حتى اليوم أي إشارات إيجابية في طريق السلام مع أبناء اليمن.
** رسالتك لليمنيين والمكونات السياسية في الذكرى الـ14 لثورة فبراير؟
رسالتي.. أن عشر سنوات من عبث الانقلابيين باليمن واليمنيين كافية، وقد أظهرت بوضوح قبحهم وقبح منهجهم وفكرهم وأفعالهم، وأن لا قبول لهم وطنيًا ولا إقليميًا ولا دوليًا.
ولهذا على الجميع توحيد الصفوف لإنهاء الانقلاب والسير باليمن نحو المستقبل الذي عبرت عنه تطلعات اليمنيين وثورتهم السلمية، ثورة فبراير التي طوت صفحة من حياة اليمنيين بخيرها وشرها، وفتحت صفحة جديدة علينا أن نجعلها صفحة خير لكل أبناء اليمن.
وأشدّ على أيادي أبناء اليمن في مناطق سيطرة الحوثي، وبالأخص أبناء القبائل، أن لا يسمحوا لهذا الكيان المجرم باستمرار استخدامهم وقود لمعاركه العبثية، بل إن الواجب عليهم أن يكونوا عونًا لشرعيتهم وجيشهم الوطني لإنهاء هذا الانقلاب الكهنوتي.