|    English   |    [email protected]

غلاء وجشع بلا رقابة.. “بران برس” يسلط الضوء على غلاء الإيجارات في مدينة تعز (تقرير)

الاثنين 17 فبراير 2025 |منذ يومين
قلعة القاهرة- تعز قلعة القاهرة- تعز

أعد التقرير لـ"بران برس" - موسى المليكي:

إلى جانب الظروف القاسية التي فرضتها الحرب المدمّرة منذ 10 سنوات، يواجه سكّان مدينة تعز (جنوبي غرب اليمن)، ضغوطًا أقسى مع الارتفاع المتواصل في أسعار إيجارات المساكن.

ناجي محمد صالح، موظف متعاقد، قال لـ“بران برس”، إنه بالكاد يستطيع دفع إيجار المنزل الذي يسكن فيه، خصوصًا وأن صاحب المنزل يفرض زيادة في سعر الإيجار شهريًا، مستغلًا الطلب المتزايد على البيوت.

وأضاف أنّه يضطر للعمل ليلًا ونهارًا من أجل توفير الإيجار والمتطلبات الأساسية لأسرته. وفوق هذا، يضطر للاستدانة من أقاربه لتلبية بعض الاحتياجات الأساسية.

ماجد المفرح، نازح من محافظة الحديدة (جنوبي غرب البلاد)، ويسكن مدينة تعز، التي فر إليها مع أسرته في سبتمبر/ أيلول عام 2018، مع اشداد المواجهات المسلحة هناك.

لدى وصوله مدينة تعز، قال المفرّح لـ“بران برس”، إنه اضطر لاستئجار منزل غير مُكتمل التشطيب، عباره عن غرفتين صغيرتين بسعر 40 ألف ريال يمني (نحو 19 دولاراً)، بعد عجزه عن إيجاد منزل يناسب إمكانياته. 

وأضاف أنه بعد عملية بحث استمرت ثلاثة أشهر، استطاع إيجاد منزل صغير بـ60ألف ريال يمني (نحو 28 دولاراً). 

ولتوفير إيجار المنزل ومتطلبات أسرته، يعمل المفرح، مع أحد أبنائه في أعمال البناء، كما أنه يعتمد على المساعدات الغذائية التي تقدمها المنظمات بين الحين والآخر، وفق قوله.

مشقة الاستئجار

من جانبه، تحدث ناجي العثماني، عن صعوبة الحصول على مسكن بمدينة تعز، واصفًا عملية البحث عن منزل واستئجاره بأنها “صعبة“، وتخلق حالة من اليأس لدى المستأجرين. 

وقال لـ“بران برس”، إن الحصول على شقة أو منزل في مدينة تعز بات من المستحيلات، مضيفًا أن الطلب المتزايد على المنازل خلق نوع من ارتفاع سعرها. كما أن المؤجرين صاروا أكثر جشعًا، ويعمدون لوضع شروط كثيره، والتزامات على من يريد الاستئجار منهم.

وعن سبب مشكلة ارتقاع الايجارات، خاصة في مركز المدينة، أوضح العثماني، أنه يعود للاستقرار النسبي الذي يتوفر في هذه المناطق. إضافة لقرب المستأجر من مركز المدينة دون أن يكلفه ذلك الكثير من الأموال للتنقل. 

بدوره، تحدث المحامي عبدالملك العلواني، تحدث لـ“بران برس”، عن ظروف اختيار مدينة تعز للسكن والعيش فيها إما لارتباطه بعمل أو الاستقرار الدائم في ظل ظروف الحرب. 

وقال إن اختيار المدينة للعيش يكاد يكون صعب كونها مزدحمة بشكل كبير. كما أن اختيار منزل في وسط المدينة، يحتاج لوقت طويل، وراتب كبير يستطيع من خلاله المواطن العيش، واختيار المكان الذي يناسبه.

هم ثقيل

المواطن عبدالحفيظ الشراجي، هو الآخر قال لـ“بربان برس”، إن الحصول على شقة سكنية بات أمراً مزعجاً ومكلفاً وهمًا ثقيلاً لدى الكثير من السكان، سواء في تعز أو في المحافظات الأخرى”.

وحول تجربته الشخصية، قال: بحثت لفترة طويله عن سكن في المدينة، وبعد أشهر عثرت على شقه بعيده عن وسط المدينة، وذلك بعد جهد طويل أنفقت فيه مبالغ كبيره لمن يدلوني على أماكن الشقق السكنية".

وأكد الشراجي، الأقوال السابقة، متحدثًا عن إقبال شديد على الشقق السكنية فيما المعروض قليل جدًا، وهو ما جعل أصحاب البيوت يضعون العديد من الشروط على المستأجرين، حد قوله.

وقال إن أسعار الإيجارات ارتفعت إلى الضعف وأكثر منذ بدء الحرب، فيما دخل المواطن البسيط استمر على ما هو عليه، وهذا برأيه “جعل الكثير من إنفاقنا يذهب إلى الإيجارات”.

مسؤولية غلاء الإيجارات

عن مسؤولية ارتفاع أسعار الإيجارات، يحمّل غالب العنسي، السماسرة أو الدلالين جزء من المسؤولية، قائلًا إنهم يسعون لرفع الايجارات حتى يضمنوا لأنفسهم الحصول على مبالغ كبيره من المستأجر توازي إيجار شهر.

وقال إن الدلال حينما يجد منزل إيجاره الشهري 500 ريال سعودي، فإنه يفرض على المستأجر أن يدفع له نفس القيمة، أي ما يعادل إيجار شهر.

ولهذا قال إن المستفيد من ارتفاع تكاليف الإيجار هو الدلال الذي يحصل على أموال هائلة. مضيفًا أن الدلالين يتفقون أيضًا مع المؤجر على البحث عن المستأجر الذي سيرضى بالسعر الكبير للإيجار ويأخذون عمولة”.  

من جانبه، يرى فهد الصالحي، أن المستأجرين جزء من المشكلة، بل وسبب أساسي لبروز هذه الظاهرة. وبرأيه فإن الوضع القائم في المدينة ناتج عن رغبة المؤجرين في زيادة مستويات أسعار الإيجار بشكل متتالي.  

وقال الصالحي، إن “الاستغلالية وغياب القيمة الأخلاقية هي وراء ارتفاع الإيجار بشكل متسارع، وهي وراء الطريقة التي يطبقها المؤجر، والتي تفرض على المستأجر عليه دفع إيجار ثلاثة أشهر مقدمًا.

شروط معقدة

المواطن محمد المجاهد، تحدث لـ“بران برس”، عن “شروط معقّدة” يفرضها المؤجرون على المستأجر.

وقال: هنا في تعز تتوفر بعض الشقق، لكن المؤجرين يضعون شروطًا معقدة، مثل دفع إيجار سنة كاملة أو نصف عام بالريال السعودي أو الدولار الأمريكي.

ولفت المجاهد، إلى وقفة احتجاجية نظّمها تكتل شباب الأحزاب في محافظة تعز، العام قبل المنصرم أمام محكمة الاستئناف، للمطالبة بوضع حلول لأزمة ارتفاع أسعار إيجارات المنازل.

احتجاجات بلا صدى

كانت الوقفة الاحتجاجية التي تحدث عنها المجاهد، قد طالبت بإيقاف حالات الابتزاز التي يتعرض لها المواطنين من قبل ملاك العقارات، إضافة إلى وضع حد وسقف لإيجارات المساكن كون المواطن لم يعد يحتملها.

وتحت ضغط الاحتجاجات، أصدر محافظ محافظة تعز، نبيل شمسان، مؤخرًا، قرارًا بعدم رفع إيجارات المساكن والشقق حتى زوال الحرب والحصار.

ورغم القرار، إلا أن المواطنين يشتكون عدم التزام المؤجرين به، كما لم تنفذه المحاكم وأقسام الشرطة، وهو ما جعله مجرد حبر على ورق، فيما احتجاجات المواطنين وصراخهم بلا صدى.
 

مواضيع ذات صلة