|    English   |    [email protected]

الفضائيات اليمنية في رمضان.. موسم درامي وإعلانات مزعجة تثير سخط المشاهدين (تقرير)

الأحد 2 مارس 2025 |منذ 13 ساعة
بران برس بران برس

أعد التقرير لـ"بران برس" - إيناس الحميري:

مع حلول شهر رمضان، تتحول القنوات الفضائية اليمنية، إلى منصات تجارية تتنافس لجذب أكبر قدر ممكن من الإعلانات لتعزيز مواردها المالية، حتى لو كان ذلك على حساب تجربة المشاهدة.

فحين تقوم كل قناة بإنتاج العديد من البرامج والمسلسلات الدرامية المتنوعة لعرضها خلال ليالي وأيام شهر رمضان، تحرص على تضمين كل حلقة منها عدد من الإعلانات التجارية، وتعرض بداية وأثناء ونهاية الحلقة. 
وبينما يرى القائمون على هذه القنوات الأمر ضرورة اقتصادية، يتذمر المشاهدون من كثافة الإعلانات، ونوعيتها، وتوقيت عرضها، وبالأخص أثناء تناولهم وجبة الإفطار في ليالي شهر رمضان.

استياء شعبي

“بران برس”، رصد آراء وانطباعات العديد من المشاهدين حول هذه الإعلانات، من حيث كثافتها، ونوعيتها، وتوقيت عرضها، إلى جانب عنصري الإبداع واللياقة.

الموظف الحكومي، محمد عبدالسلام، قال لـ“بران برس”، بلهجة استياء شديد: “لا يمكنك متابعة مسلسل واحد دون أن تقطعك الإعلانات عشرات المرات. والأسوأ هو أن الإعلان نفسه يتكرر مرارًا وكأنه لا يوجد إعلان آخر!”.

وأما فاطمة سعيد، وهي ربة منزل، فعبرت عن سخطها من توقيت بعض الإعلانات قائلة: “ليس من المعقول أن نشاهد إعلان حفاظات أثناء تناول وجبة الإفطار!”، مضيفة لـ“بران برس”، أن “هذا تصرف غير مدروس ويجعلنا ننفر من القناة”.

من جانبه، يرى الشاب الجامعي، أحمد غالب، أن “المشكلة لا تكمن فقط في كثافة الإعلانات، بل في ضعف محتواها أيضًا، مضيفًا أن “معظم الإعلانات بلا إبداع، مجرد تكرار ممل لمنتجات معروفة”. 

وقال غالب، في حديثه لـ“بران برس”: “إذا كانت القنوات مضطرة لوضع الإعلانات، فعلى الأقل يجب أن تكون إعلانات مبتكرة تجذب المشاهد بدلًا من أن تزعجه”.

سوق مزدهرًا

الصحفي زكريا الكمالي، قال إن رمضان يمثل سوقًا مزدهرًا للقنوات اليمنية، بما فيها القنوات ذات الطابع السياسي، موضحًا أن جميعها تسعى إلى “استقطاب المشاهدين وتحقيق أرباح طائلة عبر الإعلانات”. 

ويرى الصحفي الكمالي، في حديثه لـ“بران برس”، أنه “من الطبيعي مشاهدة هذا الضخ الكبير من الإعلانات التي تعوض بها القنوات خسائرها في إنتاج أو شراء مسلسلات وبرامج رمضان بمبالغ ضخمة”.

وأضاف أن “ظهور وسائل البث الرقمية قلل من إجبار المشاهدين على متابعة المحتوى عبر التلفاز، حيث أصبح بإمكانهم مشاهدة المسلسلات على يوتيوب بدون إعلانات، أو الاشتراك في منصات رقمية مثل: شاهد، والتي قال إنها “توفر تجربة مشاهدة خالية من الإعلانات”.

تكرار وإزعاج

من جانبها، انتقدت صفاء فاضل، مديرة مكتب “يمانيات” للتسويق الإلكتروني، أسلوب عرض الإعلانات في القنوات اليمنية خلال رمضان، وقالت إنه “يعاني من عدة مشاكل أبرزها: التكرار المفرط، والتوقيت غير المناسب، وضعف جودة المحتوى الإعلاني”. 

وأوضحت في حديثها لـ“بران برس”، أن “التكرار الزائد للإعلان يؤدي إلى نتيجة عكسية، حيث يشعر الجمهور بالملل والانزعاج بدلًا من تذكر المنتج بشكل إيجابي، مما يؤثر سلبًا على الحملة التسويقية نفسها“.

كما انتقدت توقيت عرض بعض الإعلانات خلال الإفطار، مثل: إعلانات الحفاظات والمنظفات”، موضحة أن هذا الأمر يسبب “اشمئزاز المشاهدين”. 

واقترحت وضع سياسة مدروسة لجدولة الإعلانات، بحيث تتناسب مع طبيعة المحتوى والمزاج العام للمشاهد.

توازن بين المحتوى والإعلانات

رغم الانطباعات السالفة الذكر، إلا أن الفضائيات المحلية تجادل بأنها تحرص على التوازن بين المحتوى الدرامي الذي تقدمه والإعلانات التجارية، والتي غالبًا ما تتزايد في رمضان وتوفر لها دخلًا مهمًا لتطوير قدراتها.

صلاح الجندي، مدير البرامج في قناة الجمهورية، قال في تصريح لـ“بران برس”، إن القناة تسعى لتحقيق توازن بين المحتوى والإعلانات، بحيث لا يكون هناك إفراط يزعج المشاهد أو قلة تؤثر على دخل القناة. 

وأضاف: “نحرص على عدم وضع الإعلانات عشوائيًا، ونتبع معايير دقيقة في اختيار المحتوى الإعلاني وتوزيعه داخل الحلقات، لضمان أن تكون الفواصل قصيرة ولا تفسد تجربة المشاهدة”.

وبالإضافة إلى ذلك، قال إن القناة تحاول تقليل تكرار الإعلانات داخل الحلقة الواحدة حتى لا يشعر المشاهد بالملل، إلى جانب البحث عن بدائل مثل: الرعاية المباشرة للبرامج، مما يقلل الحاجة إلى الفواصل الطويلة.

من جانبه، قال هارون عبدالله، مدير المحتوى في قناة يمن شباب الفضائية، إن القناة تراعي آراء المشاهدين وتعمل على تحقيق توازن بين المادة الإعلامية والإعلانات. 

وأضاف في تصريح لـ“بران برس”: “نحدد عدد الفواصل الإعلانية بناءً على معايير دقيقة، مثل طول البرنامج ومتطلبات المعلنين، ونسعى لتوزيع الإعلانات بطريقة لا تؤثر على استمتاع الجمهور بالمحتوى”.

وذكر أن القناة تسعى لتقليل التأثير السلبي لكثافة الإعلانات. وبذات الوقت، قال إن “الإعلانات تعد مصدر دخل رئيسي لا يمكن الاستغناء عنه”. ومع ذلك، قال إن القناة تراجع سياساتها الإعلانية باستمرار لتحقيق توازن أفضل”.

مراعاة المشاهد

لا يمانع المشاهدون من حصول القنوات الفضائية على الإعلانات باعتبارها مصدر دخل رئيس لها، لكنهم يطالبون بعدم الإفراط في عرضها إلى درجة طغيانها على المحتوى، وتؤدي إلى نفورهم وبحثهم عن بدائل أخرى. 

وبينما تدافع القنوات عن سياساتها الإعلانية، يعتقد المشاهدون أنهم ضحايا “حشو” إعلاني إجباري لا يراعي ذائقتهم وراحتهم. فهل ستعيد الفضائيات النظر في الأمر أم أن مكاسبها المالية هي أولويتها المطلقة؟.

مواضيع ذات صلة