
برّان برس - ترجمة خاصة:
كشف تحقيق أمريكي حديث، الخميس 13 مارس/آذار 2025م، عن محاولات لتهريب تقنيات جديدة لجماعة الحوثي المصنفة دوليا في قوائم الإرهاب، ستجعل طائراتها المسيرة "أكثر تخفياً وأقدر على الطيران لمسافات أطول".
وتحدث التحقيق الذي نفذته منظمة أبحاث تسليح النزاعات، ونشرت مضامينه صحيفة "نيويورك تايمز"، عن محاولات تهريب مكونات خلايا وقود الهيدروجين صينية الصنع إلى اليمن، وهي تقنية قد تمنح الجماعة المدعومة إيرانيا "قفزة نوعية في تكنولوجيا الطائرات المسيرة".
وبحسب التحقيق، الذي ترجم مضامينه إلى العربية "برّان برس"، فإن المحقق في منظمة أبحاث تسليح النزاعات، تيمور خان، وثق أجزاء من نظام خلايا وقود الهيدروجين، عُثر عليها في قارب قبالة السواحل اليمنية، إلى جانب أسلحة أخرى كانت في طريقها إلى الحوثيين.
وتم اعتراض القارب الذي فحصه "خان" في أغسطس من قبل قوات المقاومة الوطنية، وعثر على صواريخ مدفعية موجهة، ومحركات أوروبية لصواريخ كروز، ورادارات، وأجهزة تتبع السفن، بالإضافة إلى مئات الطائرات المسيرة ومكونات خلايا وقود الهيدروجين.
وأظهر التقرير أن "مكونات خلايا الوقود صُنعت في الصين، وتُعلن الشركات المصنعة عن استخدامها في الطائرات المسيرة. كما تم ضبط خزانات هيدروجين مضغوطة مُصنفة على أنها أسطوانات أكسجين".
ويُشير المحقق "خان" إلى صعوبة تحديد المصدر المباشر لهذه المكونات، لكنه أكد أن ظهور مصدر جديد لمكونات الأسلحة يمثل "دفعة استراتيجية" للحوثيين.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، امتنعت "منظمة أبحاث تسليح النزاعات" عن الكشف عن أسماء الشركات الصينية المصنعة للمكونات التي تم ضبطها، وذلك التزامًا بسياسة المنظمة التي تتيح لباحثيها العمل بشكل سري مع الشركات لتحديد كيفية وصول منتجاتها إلى جهات مختلفة.
وتعتمد خلايا وقود الهيدروجين على تفاعل الأكسجين والهيدروجين المضغوط لإنتاج الكهرباء، مع انبعاث بخار الماء وقليل من الحرارة والضوضاء.
وفي حين تصل قدرة طائرات الحوثي المسيرة الحالية إلى حوالي 750 ميلاً، فإن استخدام خلايا وقود الهيدروجين يمكن أن يزيد مداها إلى ثلاثة أضعاف، مع تقليل فرص اكتشافها بواسطة أجهزة الاستشعار الصوتية والأشعة تحت الحمراء.
وتُستخدم تقنية خلايا وقود الهيدروجين منذ عقود، وقد استخدمتها وكالة ناسا في مهمات أبولو. وتزايد استخدامها في الطائرات المسيرة العسكرية منذ أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
ووفقا لخبراء عسكريين، فإن أنظمة الهيدروجين قادرة على تخزين ثلاثة أضعاف الطاقة التي توفرها بطاريات الليثيوم ذات الوزن المماثل، مما يتيح لمشغل الطائرة المسيرة حمل أوزان أكبر لمسافات أطول.
وتنتج خلايا وقود الهيدروجين اهتزازات قليلة، مما يقلل من تأثيرها على كاميرات المراقبة وأجهزة الاستشعار الأخرى في الطائرات المسيرة، بالإضافة إلى إمكانية إعادة استخدامها لمرات عديدة مقارنة بالبطاريات القابلة لإعادة الشحن.