
بران برس:
قال مبعوث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، الإثنين 14 أبريل نيسان 2025م، إن المحادثات مع إيران ستركز مستقبلًا على التحقق من برنامجها النووي، دون أن يدعو بشكل صريح إلى تفكيكه بالكامل.
وذكر ويتكوف في تصريح لشبكة "فوكس نيوز"، أن المحادثات مع الإيرانيين ستركز بشكل كبير على نقطتين أساسيتين: التحقق من تخصيب اليورانيوم، والتحقق من التسلّح، بما في ذلك الصواريخ وأنواعها، ووسائل إطلاق القنبلة.
وفي أول تعليق له منذ اجتماع المفاوضين الإيرانيين والأمريكيين في سلطنة عُمان، يوم السبت الماضي، قال المرشد الإيراني علي خامنئي إن بلاده لا تنظر "بتفاؤل مفرط ولا بتشاؤم مفرط" إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وحذّر خامنئي، في تصريحات له على هامش لقائه اليوم الثلاثاء عددًا من كبار مسؤولي الحكومة والسلطة القضائية ونواب مجلس الشورى الإسلامي الإيراني، بمناسبة بداية العام الإيراني الجديد، من "التفاؤل المفرط أو التشاؤم المفرط" تجاه المفاوضات الجارية في سلطنة عُمان.
ونوّه المرشد الإيراني إلى أن "المفاوضات قد تؤدي إلى نتيجة وقد لا تصل إلى نتيجة"، مضيفًا: "يجب علينا التحرك بحذر، فالخطوط الحمراء واضحة تمامًا بالنسبة لنا وبالنسبة للطرف الآخر".
وأضاف: "هناك خطوة تم اتخاذ القرار بشأنها، ونُفذت بشكل جيد في مراحلها الأولى. وبالطبع نحن متشائمون جدًا من الطرف الآخر، لكننا متفائلون بقدراتنا".
كما حذّر خامنئي من تكرار الخطأ الذي ارتُكب في خطة العمل الشاملة المشتركة، في إشارة إلى الاتفاق النووي المُوقَّع عام 2015 بين طهران والقوى العالمية، بما في ذلك الولايات المتحدة.
وبموجب ذلك الاتفاق، وافقت إيران على الحد من برنامجها النووي مقابل رفع العقوبات، إلا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أعلن انسحاب بلاده من الاتفاق من جانب واحد خلال ولايته الرئاسية الأولى في عام 2018.
ومنذ ذلك الحين، طوّرت إيران برنامجها ليصل إلى نسبة تخصيب لليورانيوم تقترب من 60%، وفقًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي نسبة قريبة من 90% اللازمة لصنع قنبلة نووية.
وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي، قال رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، لوكالة "رويترز"، إن إيران تسرّع "بشكل كبير" عملية تخصيب اليورانيوم حتى نسبة نقاء تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب من مستوى 90% المطلوب لصنع الأسلحة النووية.
وأفادت وكالة "تسنيم" شبه الرسمية الإيرانية للأنباء، بأن إيران وضعت شروطًا صارمة قبل بدء المحادثات مع الولايات المتحدة، مؤكدة أن "الخطوط الحمراء" تشمل "لغة التهديد" التي تستخدمها إدارة ترامب، و"المطالب المبالغ فيها" بشأن البرنامج النووي الإيراني.
وذكرت الوكالة أن الولايات المتحدة يجب أن تمتنع أيضًا عن إثارة القضايا المتعلقة بصناعة الدفاع الإيرانية، في إشارة على الأرجح إلى برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، الذي تعتبره دول حليفة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط تهديدًا لأمنها.
من جانبه، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، يوم الثلاثاء، في مؤتمر صحفي، إن مكان انعقاد الجولة الثانية من المفاوضات غير المباشرة مع الولايات المتحدة لم يُحدد بعد، مشيرًا إلى أن التجارب السابقة أثبتت "جدوى" هذا النوع من المفاوضات، وستستمر بشكلها غير المباشر لتحقيق نتائج مفيدة.
وردًا على سؤال حول انعقاد الجولة الأولى من المفاوضات في ظل استمرار سياسة العقوبات، وموقف إيران من ذلك، قال بقائي: "هذه مواقف متناقضة يُعبّر عنها الأمريكيون، وعليهم أن يحلوا هذا التناقض".