بران برس:
أشاد منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية المقيم في اليمن "أوتشا" جوليان هارنس، بالجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات المحلية بمحافظة مأرب (شمال شرقي اليمن) في استيعاب آلاف الأسر النازحة سنويًا، وما تقدمه من خدمات لتلبية احتياجاتهم.
جاء ذلك خلال زيارة برفقة الفريق المساعد إلى مخيمات النازحين في المحافظة، للاطلاع على الوضع الإنساني، وحجم الاحتياجات، وأثر تراجع الدعم الإنساني على مستوى الخدمات وأوضاع النازحين، وفق وكالة الأنباء اليمنية سبأ (رسمية).
وأكد "هارنس" حرصه على توسيع الشراكة الإنسانية بين مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (الأوتشا) والسلطة المحلية بالمحافظة، من أجل تعزيز الجهود الإنسانية ودعم البنى التحتية في المخيمات والمجتمع المضيف على حد سواء.
ووفقًا للوكالة، استمع المسؤول الأممي، خلال زيارته التي رافقه فيها وكيل المحافظة عبد ربه مفتاح، إلى عدد من النازحين في تلك المخيمات، حول أوضاعهم الإنسانية ومعاناتهم جراء تكرار النزوح القسري نتيجة استهدافهم من قبل جماعة الحوثي المصنفة دوليًا ضمن قوائم الإرهاب.
وتعرّف المسؤول الأممي من الوكيل مفتاح، ومدير عام الوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين سيف مثنى، ومدير مكتب التخطيط والتعاون الدولي صالح السقاف، على نسبة تدخلات السلطة المحلية الحالية في المخيمات استجابة لاحتياجات النازحين، والتي تتجاوز 40%، في حين تبقى ما يقارب 60% من الاحتياجات الأساسية بحاجة إلى تغطية بدعم إنساني ودور أممي أكبر.
كما اطّلع على مستوى الخدمات الصحية التي يقدمها المستشفى الميداني في مخيم السويداء، وعلى التحديات والاحتياجات الراهنة والضرورية لتقديم خدمات طبية تلبي الحد الأدنى من احتياجات النازحين، في ظل الإقبال الكبير عليه وشحّ الإمكانيات.
وزار المسؤول الأممي المستشفى التخصصي لطب وجراحة العيون، المموّل من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، واطلع على خدماته المتنوعة المقدّمة لمرضى العيون بشكل مجاني، وعلى كثافة الإقبال عليه من المرضى.
وزار المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن، جوليان هارنيس، ولأول مرة منذ تعيينه، محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، التي تشهد أسوأ أزمة إنسانية على مستوى الجمهورية اليمنية، في ظل التدفق الكبير للنازحين إليها بفعل الحرب الدائرة في البلاد منذ أكثر من عشر سنوات.
وتأتي زيارة “جوليان هارنيس”، المتأخرة لمحافظة مأرب التي تحتضن أكثر من 62% من نازحي اليمن، بعد سنوات من إصراره على البقاء في مدينة صنعاء الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي المصنفة عالميًا في قوائم الإرهاب منذ تعيينه، رافضًا دعوات الحكومة اليمنية المعترف بها، للانتقال إلى مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد.
وقال "جوليان هارنيس" في تصريح خاص لـ"بران برس"، عقب جلسة مباحاثات مع السلطة المحلية بالمحافظة، اليوم الأربعاء، إنه في مأرب ليفهم كيف أوضاع الناس هنا حيث 1.6 مليون نازح يعيشون حياة صعبة جدا، والمخيمات تحتاج مساعدات مهمة جدا.
وأضاف في تصريحه المقتضب: "أنا هنا في محافظ مأرب لمعرفة كيف يمكننا في الأمم المتحدة تقديم الدعم للنازحين والعمل مع الحكومة والمانحين ومركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال لإنسانية، في تقديم المساعدات للنازحين".
ولأوّل مرّة، تمكّنت السلطة المحلية بمأرب، خلال هذه الزيارة، من إطلاع منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، جوليان هارنيس، على الأوضاع الإنسانية “المعقدة والمتدهورة” التي يعيشها النازحون والمجتمع المضيف بالمحافظة.
ووفق وكالة الأنباء اليمنية “سبأ” (رسمية)، فقد حذّرت السلطة المحلية بمأرب من “خطورة تراجع الدور الإنساني للأوتشا وشركاء العمل الإنساني في مأرب، مما ينذر بحدوث انهيار شامل للخدمات الأساسية في العديد من القطاعات الحيوية، وفي مقدمتها الصحة والتربية”.