قالت شرطة مدينة عدن المعلنة عاصمة مؤقتة للبلاد (جنوبي اليمن)، الخميس 26 يونيو/ حزيران، إنها أوقفت المتورطين في حادثة اقتحام مسجد في مديرية المنصورة، عن العمل بما فيهم مدير شرطة دار سعد، وأحالتهم إلى التحقيق.

وذكرت شرطة عدن، في بيان، اطلع عليه "بران برس"، أنها "تتابع باهتمام بالغ ما أُثير في وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي بشأن الحادثة التي وقعت في أحد مساجد مديرية المنصورة، والتي تضمنت قيام أفراد من الشرطة باقتحام المسجد واعتقال إمامه أثناء تواجده فيه".

لمشاهدة فيديو الاقتحام اضغط هنــــــــــــــا

وأكدت في بيانها، أن المساجد بيوت الله، "لها حرمتها ومكانتها الدينية العظيمة في قلوبنا جميعًا"، مشددة في الوقت ذاته على أن هذه البيوت المباركة يجب أن تظل منابر للوعظ والإرشاد الديني المعتدل، وأن تكون تحت إشراف مباشر من وزارة الأوقاف والجهات المعنية بتنظيم شؤون المساجد.

وعن الحادثة قالت إنها امتثلت للتوجيهات الصادرة من عضو رئيس مجلس القيادة الرئاسي، أبو زرعة المحرمي، ورئيس اللجنة الأمنية محافظ عدن أحمد لملس، فعملت على استدعاء مدير شرطة دار سعد والأفراد المتورطين في الحادثة، وتوقيفهم، وإحالتهم إلى التحقيق، مشيرة إلى "أن احترام قدسية المساجد أمر لا يقبل التهاون أو التجاوز تحت أي ظرف".

ولفتت إلى أنها "لن تتساهل مع أي تجاوز يُخل بالقانون أو يمس بحرمة دور العبادة"، مشيرة إلى أن التحريض أو استغلال المنابر الدينية لنشر رسائل تخالف النظام والقانون يُعد تجاوزًا صريحًا يستوجب المعالجة ضمن الأطر القانونية، وبالتنسيق مع الجهات المختصة

وفجر اليوم الخميس اقتحم مسلحون يتبعون المجلس الانتقالي الجنوبي مسجد عمر بن الخطاب في حي ساحة الشهداء بمديرية المنصورة، وذلك عقب أداء صلاة الفجر حيث قاموا بالاعتداء على الإمام الشيخ محمد الكازمي الذي اقتادوه إلى جهة غير معلومة.

وتداول مواطنون مشاهد مصورة لاقتحام المسجد من قبل المسلحين الذين يرتدون ملابس مدنية وعسكرية، حيث انتشر بعضهم داخل المسجد، بينما توجه بعضهم للاعتداء بالضرب على الشيخ الكازمي واقتياده بالقوة وسط حالة فوضى وذعر من المصلين الذين كان منهم أطفال.

وفي وقت لاحق اليوم، أفرج عن الشيخ محمد الكازمي، إمام وخطيب مسجد عمر بن الخطاب، الذي اتضح أن من قام باقتحام المسجد واعتقاله مسلحون يتبعون مدير شرطة دار سعد مصلح الذرحاني.

وفي تصريح له عقب إطلاق سراحه، اعتبر الكازمي ما تعرض له "أمراً مؤسفًا لا تقبله حتى شريعة الغاب"، وقال: "ما حصل اليوم في المسجد لا يليق بحرمة بيوت الله، ولا بمكانة الأئمة والعلماء، فهذا بيت من بيوت الله عز وجل، والاعتداء عليه أمر عظيم، ولكن عزاؤنا أن هناك في هذا البلد من لا يزال مناصرًا للحق، ومحبًا للخير".

وذكر أنه تم القبض على المعتدين على بيوت الله وإيداعهم السجن تمهيدًا لمحاسبتهم، لافتاً إلى أن ما جرى يجب أن يكون رسالة واضحة بأن المساس بحرمة المساجد لن يُغض الطرف عنه، بل سيُواجه بالحزم والموقف العادل.