|    English   |    [email protected]

“شريفة النبهاني”.. مُسنة من ريف تعز تتعرض لمحاولة قتل على يد حفيدها المتأثر بأفكار “الموت الحوثية”

الجمعة 2 مايو 2025 |منذ 13 ساعة
تميم عبد الباسط قاسم ــ الجدة شريفة مهيوب النبهاني تميم عبد الباسط قاسم ــ الجدة شريفة مهيوب النبهاني

بران برس - خاص:

في منزلها المتواضع الطيني بقرية ريفية جنوب محافظة تعز (جنوب غربي اليمن)، اعتادت المُسنة "شريفة بنت مهيوب النبهاني" أن تبدأ يومها بهدوء، لا شيء كانت تتوقعه أقل من أن يتحوّل أحفادها إلى ظل أمان وحنان في خريف عمرها، ولم يكن في حسبانها بأنه سيأتي يوم ما تتعرض فيه لمحاولة قتل على يد أحدهم. 

ففي ظهيرة الأربعاء الماضي، حبث كان الهدوء يخيم على قرية "النباهنة" التابعة لمديرية "المواسط"، دوّى الخبر كالصاعقة: "تميم حاول يقتل جدّته!"، جملة ترددت على ألسنة الجيران والمارة، مصحوبة بذهول لا يمكن وصفه. في لحظة، تحوّلت الجدة الطيبة إلى ضحية لجريمة كادت تودي بحياتها، على يد شاب لم يعرف من الوفاء شيئًا. 

عن تفاصيل الواقعة التي وُصفت بـ"الوحشية وغير المسبوقة"، بحسب أهالي المنطقة، تسلل "تميم" إلى منزل جدته "شريفة"، وقد أضمر في قلبه نية سوداء، متأثرًا بأفكاره الطائفية، لم يرَ في تجاعيد وجهها سوى ثروة يطمع بها، ولم يشفع لها ضعفها وسنها المتقدم، فحاول خنقها ليمحوها من الوجود. 

فبحسب مصادر محلية تحدثت لـ"بران برس"، اقتحم الجاني المدعو /تميم عبدالباسط قاسم –وهو حفيد المجني عليها– منزل جدته "شريفة" محاولًا خنقها حتى الموت، في محاولة للاستيلاء على نصيبها من تركة والدها، مستغلًا كبر سنها وضعفها. 

اقترب "تميم" من جدته بنية خبيثة لا تعرف سوى الموت، وبكل برود حاول خنقها، بينما بادرته بنظرات صامتة. لم تصرخ كثيرًا، فالخذلان كان أوجع من الاختناق. ولولا تدخل زوجة ابنها، التي سمعت أصوات الفوضى وهرعت إلى الداخل، في اللحظات الأخيرة لربما أصبحت الجدة اليوم ذكرى، تقول المصادر.

تمضي المصادر في رواية ماحدث، قائلة: "عقب تدخل زوجة أبن المجني عليها، تم إسعاف الجدة شريفة على وجه السرعة الى المستشفى، وكانت في حالة حرجة، لكنها نجت من الموت بأعجوبة. فيما حاول الجاني "تميم" الهرب، قبل أن تلقي السلطات الأمنية القبض عليه في وقت قصير. 

"تميم" - وفق المصادر - يعيش في مدينة "القاعدة" الواقعة تحت سيطرة جماعة الحوثي، كان قد غاب عن حياة جدته لفترة. وتقول أسرته إن "أفكارًا متطرفة بدأت تملأ رأسه بعد انخراطه في دورات ثقافية هناك، فزرعت فيه قسوة غريبة، جعلته يرى أقرب الناس إليه كعقبة أمام طموحه الجشع". 

أسرة المجني عليها لا تزال في حالة صدمة، وفق المصادر، التي قالت إنها - أي اسرته - وجّهت مناشدات إلى النائب العام، ومحافظ تعز، ومدير الأمن، تطالب فيها بإنزال أقسى العقوبات بحق الجاني. فما "لم تكن مجرد جريمة، بل كانت طعنة في صميم قيمنا وأخلاقنا، واختبارًا لمجتمعنا: هل سنبقى صامتين؟"، يقول أحد أقارب الضحية. 

المصادر أشارت إلى أن الأسرة دعت منظمات المجتمع المدني، ونقابة المحامين، إلى تبنّي القضية كقضية رأي عام، محذّرة من محاولات تمييعها أو التهاون فيها. "فأي تساهل سيكون وصمة عار وخيانة لعدالة لم تعد تُنصف الضعفاء"، تقول ابنة الضحية لـ"بران برس". 

اليوم، وبعد يومين من الجريمة، تستعيد شريفة عافيتها ببطء، تغالب ألم الجسد، وتحاول فهم ما حدث، ربما ستسامح، كما هي عادة الأمهات والجدات، لكنها لن تنسى تلك اللحظة التي اكتشفت فيها أن الحب وحده لا يكفي لحماية القلب من الخذلان.

مواضيع ذات صلة