
برّان برس - خاص:
أعلنت وزارة الخارجية العمانية، مساء الثلاثاء 6 مايو/آيار 2025م، عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة الأمريكية، وجماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب، وذلك بعد نحو شهرين من الغارات الأمريكية المكثفة ضد أهداف ومواقع ومخابئ للجماعة.
وقالت الخارجية العمانية في بيان لها، اطلع عليه "بران برس"، إن الاتصالات التي أجرتها السلطنة مع الولايات المتحدة ومن وصفتها بـ"السلطات في صنعاء"، في إشارة إلى الحوثيين، أسفرت عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
وبموجب الاتفاق، لن يستهدف أي من الطرفين الآخر في المستقبل بما في ذلك السفن في البحر الأحمر، طبقًا لبيا الخارجية العمانية الذي أكد أن الاتفاق يضمن حرية الملاحة وتدفق حركة الشحن التجاري الدولي.
وأعربت الخارجية العمانية عن أملها بأن يؤدي ذلك إلى "مزيد من التقدم على العديد من المسائل الإقليمية في سبيل تحقيق العدالة والسلام والازدهار للجميع".
بدورها، نقلت شبكة CNN الأمريكية عن مسؤول بوزارة الدفاع الأمريكية، قوله، إن الجيش الأمريكي تلقى تعليمات بوقف الضربات ضد الحوثيين، بناءاً على نتائج محادثات بين واشنطن والحوثيين بوساطة عمانية الأسبوع الماضي بقيادة ويتكوف
وفي وقت سابق اليوم، قال الرئيس الأمريكي، دونالد ترمب، إن جماعة الحوثي المدعومة إيرانيًا، أبلغته باستسلامها وتوقفها عن استهداف السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي، وعلى إثر ذلك سيوقف الضربات الجوية ضد الجماعة في اليمن.
جاء ذلك في تصريحات صحفية، أدلى بها الرئيس الأمريكي أثناء استقباله لرئيس وزراء كندا في البيت الأبيض، قال فيها: "تلقينا ليلة أمس أنباءً إيجابية، أُبلغنا بأن الحوثيين أعلنوا عن رغبتهم في وقف القتال، سنحترم ذلك ونوقف القصف، لقد أعلنوا استسلامهم".
وأضاف: "الأهم من ذلك، أنهم - أي الحوثيين - تعهدوا بعدم مهاجمة السفن، وهذا هو الهدف الذي سعينا إليه، وهو خبر تلقيناه للتو"، مشيرا إلى قبوله كلمة الحوثيين بأنهم سيوقفون هجماتهم وقرر وقف قصفهم بشكل فوري".
وأكد الرئيس الأمريكي إن الجماعة المدعومة إيرانيًا "لا تريد القتال بعد الآن"، مضيفا: "الحوثيون قالوا لنا رجاء توقفوا عن قصفنا ونحن سنتوقف عن استهداف السفن".
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، شنّ الطيران الأمريكي مئات الغارات التي استهدفت مواقع ومخابئ ومخازن أسلحة ومقرات وغرف عمليات تابعة للحوثيين في ست محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة بقوة السلاح، وذلك ردًا على استهدافهم للملاحة الدولية في البحر الأحمر والعربي.
وجاء الإعلان عن التوصل لاتفاق بين الولايات المتحدة والحوثيين في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة الجماعة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، بفعل منع الطيران الأمريكي تفريغ الوقود في موانئ الجماعة.
وعلى مدى الأيام الأربعة الماضية، واصل الطيران الأمريكي، منع الحوثيين من إفراغ حمولة 13 سفينة من الوقود في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر بطريقة تقليدية، من خلال استخدام خزانات متحركة، بعد أن استُهدف الميناء بسلسلة من الغارات لتنفيذ قرار واشنطن بمنع استقبال أو تصدير الوقود من أي ميناء يخضع لسيطرة الحوثيين.
وفوجئ سكان صنعاء، والمحافظات الواقعة تحت سيطرة الجماعة، بإغلاق محطات بيع الوقود، وإعلان الحوثيين العودة للعمل بنظام الطوارئ الذي كان معمولاً به قبل سنوات عدة، رغم أن الشركة التي يديرونها كانت قد نفت وجود أي أزمة، وقالت إن لديها مخزوناً كافياً من الوقود.
وأعلنت الشركة، بعد ساعات من تلك التطمينات، أنها وفي ظل المستجدات الطارئة، اضطرت إلى تفعيل خطة الطوارئ في محطاتها ومحطات وكلائها كافة، وذلك بهدف إدارة المخزون المتاح حالياً بشكل مؤقت، إلى حين تَمكُّن السفن من الرسو على الأرصفة واستئناف عمليات التفريغ.
وبرر الحوثيون هذا الإجراء بأنه نتيجة استمرار الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت الشركة الحيوية، حيث شنَّ الطيران مساء الخميس، الموافق 17 أبريل (نيسان)، سلسلة غارات أدت إلى تدمير جميع منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن.
وسبق أن تعهدت الولايات المتحدة باستخدام "جميع الأدوات المتاحة" لتعطيل أنشطة الحوثيين وإضعاف قدراتهم، في حين تشن غارات متواصلة على مواقع ومقرات تابعة للحوثيين في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتهم، منذ 15 مارس الماضي، وُصفت غالبيتها بـ"العنيفة".