
بران برس:
أفادت وكالة الأنباء "رويترز"، الخميس 8 مايو/أيار 2025م، بأن نحو 200 بحار على متن أكثر من 15 سفينة عالقون منذ أسابيع قبالة ميناء رأس عيسى بمحافظة الحديدة (غربي اليمن)، يستعدون لتفريغ حمولات سفنهم والمغادرة بفضل اتفاق وقف إطلاق النار بين جماعة الحوثي المصنفة في قوائم الإرهاب والولايات المتحدة.
ونقلت الوكالة عن مصادر بحرية ونقابية عمالية قولها، إن مستويات التهديد للشحن البحري ما زالت مرتفعة لأن الحوثيين يؤكدون أن الأصول المرتبطة بإسرائيل ستظل عرضة للهجوم ومن ثم تظل المخاطر على الشحن البحري على نطاق أوسع قائمة، مشيرة إلى أن سفن لا علاقة لها بإسرائيل تعرضت للهجوم من قبل.
وجاء في بيانات للاتحاد الدولي لعمال النقل (آي.تي.إف)، وهو أكبر نقابة للبحارة، أن عدة أفراد من طواقم سفن أصيبوا في محيط الضربات الجوية الأمريكية، ومنع الحوثيون سفينتين من الإبحار، في حين أظهرت بيانات تتبع السفن على منصة مارين ترافيك إن سفينة واحدة على الأقل من السفن، تتحرك إلى الميناء لبدء تفريغ الشحنات يوم الخميس.
وفي وقت سابق تحدثت تقارير بحرية، عن منع جماعة الحوثي بالقوة طواقم 14 سفينة تحمل وقوداً من مغادرة ميناء رأس عيسى؛ حيث كانت قد أُدخلت بشكل عاجل للالتفاف على القرار الأميركي بمنع استيراد أو تصدير الوقود، بوصف ذلك جزءاً من العقوبات التي ترتبت على تصنيف واشنطن للجماعة بأنها منظمة إرهابية أجنبية.
مصادر مطلعة أشارت إلى أن من شأن اتفاق وقف اطلاق النار بين الحوثيين والولايات المتحدة أن ينهي أزمة الوقود التي تعاني منها مناطق سيطرة الحوثيين، إذ إن ضرب ميناء رأس عيسى ومنع إفراغ حمولة السفن، ثم استهداف المقاتلات الإسرائيلية لمخازن الوقود في الميناء ومصانع الأسمنت ومحطات توليد الطاقة، كل ذلك أفقد الحوثيين جزءاً كبيراً من احتياطي الوقود.
وخلال الساعات الماضية، أعلنت شركة النفط اليمنية الخاضعة لسيطرة الحوثيين، في بيان لها، اطّلع عليه "بران برس"، استئناف العمل في ميناء "رأس عيسى" النفطي، وذلك بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن وقف غاراته على الجماعة التي أبلغته باستسلامها.
وذكرت الشركة النفط أنه تم استئناف عمليات ضخ مادتي البنزين والديزل من السفن إلى الناقلات البترولية وهي في طريقها إلى المحافظات الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وذلك عقب الانتهاء من أعمال الصيانة لإعادة تأهيل منصات التعبئة في ميناء رأس عيسى.
وجاء الإعلان عن استئناف العمل في ميناء رأس عيسى، بعد يومين من إعلان التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة والحوثيين، والذي جاء أيضا في وقت تشهد فيه مناطق سيطرة الجماعة أزمة خانقة في المشتقات النفطية، بفعل منع الطيران الأمريكي تفريغ الوقود في موانئ الجماعة.
ومنتصف أبريل/نيسان الماضي، أعلن الجيش الأمريكي، تدمير ميناء رأس عيسى للوقود، بعد تنفيذ 14 غارة جوية استهدفت الميناء، وأسفرت عن سقوط أكثر من 250 قتيلاً وجريحًا، وتدمير كافة منصات التعبئة وأنابيب تفريغ السفن.
وعلى مدى الأيام الأربعة التي سبقت إعلان اتفاق وقف إطلاق النار، واصل الطيران الأمريكي منع الحوثيين من إفراغ حمولة 13 سفينة من الوقود في ميناء رأس عيسى على البحر الأحمر بطريقة تقليدية، من خلال استخدام خزانات متحركة، بعد أن استُهدف الميناء بسلسلة من الغارات لتنفيذ قرار واشنطن بمنع استقبال أو تصدير الوقود من أي ميناء يخضع لسيطرة الحوثيين.
ويوم الثلاثاء الماضي، أفاد الرئيس الأمريكي دونالد ترمب بأن جماعة الحوثي المدعومة من إيران، أبلغته باستسلامها وتوقفها عن استهداف السفن التجارية في البحرين الأحمر والعربي، وعلى إثر ذلك سيوقف الضربات الجوية ضد الجماعة في اليمن.
وعقب تصريحات الرئيس الأمريكي، أعلنت وزارة الخارجية العُمانية عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثي، قالت إنه بموجبه "لن يستهدف أي من الطرفين الآخر في المستقبل، بما في ذلك السفن في البحر الأحمر"، كما أنه "يضمن حرية الملاحة وتدفق حركة الشحن التجاري الدولي".
ومنذ 15 مارس/آذار الماضي، شنّ الطيران الأمريكي مئات الغارات التي استهدفت مواقع ومخابئ ومخازن أسلحة ومقرات وغرف عمليات تابعة للحوثيين في ست محافظات خاضعة لسيطرة الجماعة بقوة السلاح، وذلك ردًا على استهدافهم للملاحة الدولية في البحرين الأحمر والعربي.