
بران برس:
قالت وكالة فرات للأنباء المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، الجمعة 9 مايو/آيار 2025م، إن الجماعة عقدت هذا الأسبوع “بنجاح” مؤتمرا حول نزع السلاح وحلّ نفسه ووضع حدّ لعقود من نزاع خلّف أكثر من 40 ألف قتيل، واتخذ قرارات “تاريخية”.
وجاء في بيان نشرته الوكالة: “عُقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بنجاح في مناطق الدفاع المشروع، في شمال العراق، في الفترة من 5 إلى 7 مايو/آيار الجاري، وانعقد بناء على دعوة القائد المسجون عبد الله أوجلان” في 27 شباط/فبراير لنزع الحزب سلاحه وحلّ نفسه.
ونتج من هذا المؤتمر “قرارات ذات أهمية تاريخية” وفق البيان الذي قال إنه “سيتم مشاركة نتائج المؤتمر (…) ومعلومات ووثائق مستفيضة ومفصلة عن القرارات التي تم اتخاذها مع الرأي العام في المستقبل القريب جدا”.
ورد حزب العمّال الكردستاني الذي تتحصن قيادته في جبال شمال العراق، إيجابا في الأول من آذار/مارس على دعوة زعيمه التاريخي المعتقل منذ 26 عاما، لحل الحركة ووضع حد لأربعين عاما من القتال ضد سلطات أنقرة. وأعلن الحزب الذي تصنفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون “منظمة إرهابية”، وقف إطلاق النار بأثر فوري.
وفيما كانت جهود السلام مجمدة منذ حوالى عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب إردوغان مبادرة قام حليفه الرئيسي القومي "دولت بهجلي" بطرحها عبر وفد من حزب المساواة وديموقراطية الشعوب، في أكتوبر/تشرين الأول على "أوجلان" المحكوم بالسجن مدى الحياة، دعاه فيها إلى نبذ العنف وحلّ حزبه، لقاء الإفراج المبكر عنه.
ورحّب حزب المساواة وديموقراطية الشعوب الجمعة في بيان بـ”القرارات التاريخية التي اتخذها حزب العمال الكردستاني”، معتبرا أنه “تم فتح صفحة جديدة على طريق سلام مشرّف وحل ديموقراطي”.
وتحدثت وسائل إعلام تركية عن إرجاء الإعلان عن أعمال المؤتمر إثر وفاة النائب عن حزب المساواة وديموقراطية الشعوب سري سُريا أوندر (62 عاما) السبت، علما انه كان أحد مهندسي الحوار بين أنقرة وحزب العمال الكردستاني.
ووفقًا لوكالة فرانس برس، رجّح مسؤول بحزب المساواة وديموقراطية الشعوب “بنسبة عالية أن يكون حزب العمال الكردستاني قد عقد مؤتمره بالفعل لكنه أرجأ الإعلان عنه بسبب وفاة أوندر (…) وذلك يتناسب مع جدول زمني أعلنه في وقت سابق” بهجلي.
واستذكر المجتمعون في المؤتمر، وفق بيان حزب العمال الكردستاني، سري سُريا أوندر “بكل احترام وامتنان”، داعين “الجميع إلى العمل معا من أجل إنجاح أهداف السلام والمجتمع الديموقراطي لهذا الإنسان القيّم”.
وكان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي وصف دعوة أوجلان بـ”الفرصة التاريخية”، توعّد بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني “في حال لم يتم الإيفاء بالوعود المقطوعة”.
وفي منتصف آذار/مارس، أكّد حزب العمّال الكردستاني “استحالة” عقد مؤتمر لإعلان حلّه بسبب استمرار القصف التركي على مواقعه.
وفي شمال العراق تقيم تركيا منذ 25 عاما قواعد عسكرية لمواجهة مقاتلي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات في إقليم كردستان. لكن رغم وقف إطلاق النار، استمرت المناوشات في الأسابيع الأخيرة بين الطرفين في عدة مناطق في شمال العراق.
وطالب مستشار الأمن القومي العراقي قاسم الأعرجي في مقابلة مع وكالة فرانس برس في آذار/مارس بـ”انسحاب” حزب العمال الكردستاني والقوات التركية من شمال العراق في حال اتفقت أنقرة مع الحزب على عملية سلام.
وفي زيارة أجراها لأنقرة الخميس والتقى خلالها إردوغان، جدّد رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني تأكيد بلاده أن “حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة”، مذكّرا بأن “الدستور العراقي يلزم الدولة بعدم السماح لأي جهة استخدام الأراضي العراقية”.
وكان مظلوم عبدي قائد قوات سوريا الديموقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد، رحّب بدعوة أوجلان لكنه أكّد أن قواته غير معنية بها. في حين تتهم تركيا المكون الرئيسي للقوات المذكورة، أي وحدات حماية الشعب الكردية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني.
المصدر | أ ف ب