|    English   |    [email protected]

حزب العمال الكردستاني يعلن حلّ نفسه بعد أربعة عقود من التمرّد

الاثنين 12 مايو 2025 |منذ 4 ساعات
علم يظهر وجه زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في إسطنبول. علم يظهر وجه زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله أوجلان في إسطنبول.

بران برس:

أعلن حزب العمال الكردستاني، الإثنين 12 مايو/أيار 2025، حلّ نفسه وإنهاء أنشطته المسلحة داخل الأراضي التركية، في خطوة وُصفت بأنها تاريخية بعد أكثر من أربعين عاماً من التمرّد ضد الدولة التركية. 

وذكرت وسائل إعلام تركية أن القرار جاء خلال المؤتمر الثاني عشر للحزب، الذي عُقد قبل أيام، حيث تقرر حلّ الهيكل التنظيمي للحزب، ووقف "الكفاح المسلح" وجميع الأنشطة المرتبطة به. 

ونقلت وكالة "فرات"، المقربة من الحزب، أن قيادة العمال الكردستاني اعتبرت أن الحزب قد "أنجز مهمته التاريخية"، مشيرةً إلى أن المرحلة المقبلة تتطلب من الأحزاب السياسية الكردية تحمّل مسؤولياتها في بناء ديمقراطية كردية وضمان تشكيل أمة كردية ديمقراطية، مع التأكيد على الحاجة إلى إعادة صياغة العلاقات بين الأكراد والدولة التركية. 

وفي أول تعليق رسمي، وصف المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية الحاكم، عمر جليك، القرار بأنه "نقطة تحوّل حاسمة"، مشدداً على ضرورة التنفيذ الكامل للحل وتسليم السلاح، بما يشمل تفكيك جميع الأذرع والهياكل غير القانونية التابعة للحزب. 

وأكد جليك أن الحكومة التركية ستتابع العملية على الأرض عن كثب، مشيراً إلى أنه سيتم إطلاع الرئيس رجب طيب أردوغان على جميع مراحل تنفيذ القرار، ومعتبراً أن الخطوة تمهّد الطريق نحو "تركيا خالية من الإرهاب". 

وفي 9 مايو/أيار الجاري، قالت وكالة "فرات" للأنباء، المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، إن الجماعة عقدت هذا الأسبوع مؤتمراً حول نزع السلاح وحلّ نفسها، ووضعت حداً لعقود من النزاع الذي خلّف أكثر من 40 ألف قتيل، واتخذت قرارات "تاريخية". 

وجاء في بيان نشرته الوكالة: "عُقد المؤتمر الثاني عشر لحزب العمال الكردستاني بنجاح في مناطق الدفاع المشروع، في شمال العراق، في الفترة من 5 إلى 7 مايو/أيار الجاري، وانعقد بناءً على دعوة القائد المسجون عبد الله أوجلان، بتاريخ 27 شباط/فبراير، لنزع سلاح الحزب وحلّه". 

وأسفر هذا المؤتمر عن "قرارات ذات أهمية تاريخية"، وفق البيان الذي أشار إلى أنه "سيتمّ مشاركة نتائج المؤتمر (…) ومعلومات ووثائق مستفيضة ومفصّلة عن القرارات التي تم اتخاذها مع الرأي العام في المستقبل القريب جداً". 

وكان حزب العمال الكردستاني، الذي تتحصّن قيادته في جبال شمال العراق، قد ردّ إيجاباً في الأول من آذار/مارس على دعوة زعيمه التاريخي المعتقل منذ 26 عاماً، لحلّ الحركة ووضع حدّ لأربعين عاماً من القتال ضد سلطات أنقرة. وأعلن الحزب، الذي تصنّفه أنقرة وحلفاؤها الغربيون "منظمة إرهابية"، وقفاً فورياً لإطلاق النار. 

وفيما كانت جهود السلام مجمّدة منذ نحو عقد، أطلق معسكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مبادرة طرحها حليفه القومي الرئيسي "دولت بهجلي"، عبر وفد من حزب المساواة وديمقراطية الشعوب، في أكتوبر/تشرين الأول، على "أوجلان" المحكوم بالسجن مدى الحياة، دعاه فيها إلى نبذ العنف وحلّ حزبه مقابل الإفراج المبكر عنه. 

وكان الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الذي وصف دعوة أوجلان بـ"الفرصة التاريخية"، قد توعّد بمواصلة العمليات العسكرية ضد حزب العمال الكردستاني "في حال لم يتم الإيفاء بالوعود المقطوعة". 

وفي منتصف آذار/مارس، أكّد حزب العمال الكردستاني "استحالة" عقد مؤتمر لإعلان حلّه، بسبب استمرار القصف التركي على مواقعه. 

وفي شمال العراق، تقيم تركيا منذ 25 عاماً قواعد عسكرية لمواجهة مقاتلي الحزب المنتشرين في مواقع ومعسكرات بإقليم كردستان. لكن، وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، استمرت المناوشات في الأسابيع الأخيرة بين الطرفين في عدّة مناطق بشمال العراق. 

وطالب مستشار الأمن القومي العراقي، قاسم الأعرجي، في مقابلة مع وكالة فرانس برس في آذار/مارس، بـ"انسحاب" حزب العمال الكردستاني والقوات التركية من شمال العراق، في حال توصّلت أنقرة إلى اتفاق سلام مع الحزب. 

وفي زيارة أجراها لأنقرة الخميس، التقى خلالها أردوغان، جدّد رئيس الوزراء العراقي، محمد شياع السوداني، تأكيد بلاده أن "حزب العمال الكردستاني منظمة محظورة"، مذكّراً بأن "الدستور العراقي يُلزم الدولة بعدم السماح لأي جهة باستخدام الأراضي العراقية". 

وكان مظلوم عبدي، قائد قوات سوريا الديمقراطية (قسد)، التي يقودها الأكراد، قد رحّب بدعوة أوجلان، لكنه أكّد أن قواته غير معنيّة بها، في حين تتهم تركيا المكوّن الرئيسي لتلك القوات، أي وحدات حماية الشعب الكردية، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني. 

المصدر: وكالات

 

مواضيع ذات صلة