|    English   |    [email protected]

مستشفى كرى بمأرب.. مؤسسة طبية رائدة تتجاوز التحديات وتصنع الفرق

الاثنين 12 مايو 2025 |منذ 6 ساعات
مستشفى كرى بمأرب.. مؤسسة طبية رائدة تتجاوز التحديات وتصنع الفرق مستشفى كرى بمأرب.. مؤسسة طبية رائدة تتجاوز التحديات وتصنع الفرق

أعد التقرير لـ"بران برس" - سمية الشدوفي:

في قلب محافظة مأرب (شمالي شرق اليمن)، برز مستشفى كرى العام الحكومي، كمؤسسة طبية رائدة تجمع بين الكفاءة المهنية والقيم الإنسانية، لتقدم خدمات صحية متقدمة في وسط التحديات المتفاقمة التي تشهدها البلاد.

على الرغم من الإمكانيات المحدودة التي انطلق بها، فقد شهد هذا الصرح الطبي تطورًا ملحوظًا، وأصبح اليوم مؤسسة رائدة في المجال الطبي والتدريب المهني يُشار إليه بالبنان.

معايير عالمية

حول سر التحوّل، أوضح مدير مستشفى كرى، الدكتور لؤي محمد سليمان، أنه “يكمن في نظام صارم للتوظيف والتقييم، حيث تُجرى مقابلات دقيقة لجميع الكوادر، سواءً المحلية أو الأجنبية، للتأكد من المؤهلات والخبرات”.

وإلى جانب ذلك، قال الدكتور سليمان، في حديثه لـ“بران برس”: "نطبق تقييمًا دوريًا لكافة الكوادر، ونعتمد نظاما إداريا واضحا يوزع المهام وفق الوصف الوظيفي، وهذا ما ينعكس على جودة الخدمة المقدمة".

إمكانيات متواضعة

رغم الإمكانيات المتواضعة، إلا أن المستشفى استطاع أن يقدم خدمات طبية متكاملة لأعداد كبيرة من المرضى. وفق الدكتور لؤي، فقد بلغ عدد المترددين على العيادات الخارجية فيه أكثر من 96,000 مراجع. فيما أُجري قرابة 4,100 عملية جراحية، واستقبل قسم الطوارئ أكثر من 55 ألف حالة طارئة، وتم تنويم أكثر من 47 ألف مريض خلال عام 2024.

وشملت خدمات المختبر إجراء أكثر من 83,000 فحص مخبري. فيما قدمت أقسام الأشعة خدماتها لأكثر من 67 ألف مستفيد، إضافة إلى رعاية 2,849 حالة ولادة طبيعية وقيصرية، وفرز وعلاج 7,374 حالة سوء تغذية، وتحقيق أكثر من 6,100 حالة تحصين للأطفال ضمن برامج الرعاية الصحية الأولية، وفق سليمان.

خلال نفس العام، قال إن المستشفى سجل أكثر من 104 ألف مستفيد من خدمات الطوارئ، و92 ألف في العيادات الخارجية، و5,280 عملية جراحية، و84 ألف فحص مخبري.

وهذا الأرقام، وفق الدكتور سليمان، تجعل مستشفى كرى العام، من بين أكثره المستشفيات نشاطًا واتساعًا في نطاق الخدمة بمحافظة مارب.

صناع الإنجاز

في حديثه لـ“بران برس”، قال مدير مستشفى كرى، إنه يعتمد على كادر بشري متكامل يضم 531 موظفًا حتى عام 2025، منهم 34 طبيبا أخصائيا (يمنيون وأجانب)، و17 طبيبًا عامًا، و172 من الكادر الفني.

وأضاف أن المستشفى يضم أيضًا كادر إداري وخدمي يتجاوز 300 موظف، معتبرًا هذا التنوع يشكل العمود الفقري للمستشفى، ويعزز من جودة الرعاية ضمن نظام إداري منظم.

ورغم التحديات الاقتصادية وصعوبة توفير التموين الطبي، قال سليمان، إن المستشفى تمكن من التوسع في البنية التحتية وفتح مراكز تخصصية، بدعم من قيادة السلطة المحلية، ممثلة باللواء سلطان العرادة.

كفاءة تُنقذ الأرواح

داخل غرفة العمليات، يروي الدكتور رأفت الأثوري، أخصائي الجراحة العامة، موقفًا إنسانيًا مع مريض مسن جاء إثر حادث مروري مروع، كانت إصاباته بالغة. وقال: رغم خطورة حالته، ألهمنا إيمانه القوي للعمل بكل ما نملك، وتمكنا من إنقاذ حياته. 

يؤكد الأثوري، لـ“بران برس”، أن المستشفى يُجري عمليات دقيقة بمعدلات مضاعفات ضئيلة ونسب التهابات تضاهي المستويات العالمية، مختتمًا حديثه قائلاً: “النجاح هنا ليس فقط بكفاءة الأطباء، بل بروح الفريق التي تجمعنا”.

سر النجاح

من جانبها، ترى الدكتورة خولة الوجيه، إحدى مساعدات الأطباء بالمستشفى، أن روح الفريق هي سر النجاح. وعن عملها في المستشفى، قالت لـ“بران برس”، إنها تساهم في تقديم المعلومات الطبية، وتنظيم المواعيد، وإبلاغ الطبيب في حال وجود مضاعفات.

وحول تجربتها المهنية ومهمتها الإنسانية قالت: “أشعر بالفخر عندما أكون سببًا في تقليل قلق مريض أو اتخاذ قرار طبي سليم. نحن نكمل العمل الطبي، ونساهم في رفع كفاءته”.

ثقة وامتنان

“وضحى”، مريضة تتلقى الرعاية الطبية في مستشفى كرى. تحدثت لـ“بران برس”، عن تجربتها في المستشفى، متحدثة عن وجود “كادر متمكن، أخلاق رفيعة، اهتمام مستمر ونظافة عالية”.

فيما قالت “سعداء”، وهي مريضة أخرى بالمستشفى: “تلقيت علاجًا ممتازًا”. وأضافت لـ“بران ربس”: جئنا إلى كرى لأن الناس قالوا إنه الأفضل في مأرب، وفعلاً وجدنا عناية تستحق الثناء”.

علامة فارقة

مؤخرًا، استقبل المستشفى ضحايا حادث مروع وقع في العبر بين حافلتي نقل جماعي، كانت إحداهما متجهة إلى العمرة والأخرى عائدة منها. وتم نقل المصابين إلى مستشفى كرى، حيث قُدمت لهم الرعاية الطبية الكاملة.

وفق حديث الأطباء والمرضى الذين تحدثوا لـ“بران برس”، إن مستشفى كرى يبرز كأنموذج للتميز والإصرار، ويستمر في التطوّر بفعل مهنية الإدارة، وإنسانية الأطباء، ودور المرأة الداعم.

في كل الأحوال، يظل المستشفى علامة فارقة في المشهد الطبي اليمني، ومصدر أمل لآلاف المرضى الباحثين عن الشفاء، وفق قولهم.

مواضيع ذات صلة