قالت نقابة المعلمين اليمنيين، السبت 17 مايو/أيار 2025، إن جماعة الحوثي المصنّفة دوليًا ضمن قوائم الإرهاب، قامت باستبدال الكوادر التربوية في مناطق سيطرتها بعناصر غير مؤهلة، وفرضت مناهج طائفية بقوة السلاح. 

وذكرت النقابة في بيان لها تابعه "بران برس"، أنها تلقت خلال الأيام الماضية شكاوى من معلمين وأولياء أمور بشأن تعديلات أجرتها جماعة الحوثي على المناهج الدراسية، إلى جانب ما وصفته بـ"الإجراءات التعسفية" ضد الكوادر التربوية، من نقل وإقصاء وفصل، وتحويل بعض المدارس إلى منابر حزبية. 

وأوضحت النقابة أن التعديلات الحوثية في المناهج الدراسية تتركز بشكل خاص في المراحل الدراسية الأولى، في محاولة خطيرة لفرض أيديولوجيا طائفية على الطلاب، وتحويل المدارس إلى منصات لنشر توجهات سياسية ومذهبية. 

وأعربت عن إدانتها، بأشد العبارات، للتعديلات التي تُجريها جماعة الحوثي على المناهج التعليمية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، مؤكدة أنها "انتهاك صارخ للدستور والقوانين النافذة، وتمس جوهر العملية التعليمية، وتستهدف هوية الطلاب الفكرية والثقافية والوطنية". 

واستنكر البيان سعي الجماعة إلى إحلال عناصر غير مؤهلة محل الكوادر التربوية المؤهلة، وفرض مناهج بقوة السلاح، مشددًا على أن هذه الممارسات تستهدف التعليم والمعلم وكرامته، وتمثل مقدمة لتفخيخ التعليم وزعزعة استقراره. 

وأكدت النقابة أن ما وصفته بـ"تقسيم التعليم إلى نظامين"، أحدهما خاضع لسلطة الحوثيين، وآخر يتبع النظام الرسمي، يعكس مؤشرات خطيرة على انهيار منظومة التعليم الموحدة، ويهدد مستقبل العملية التعليمية في البلاد. 

ودعت النقابة كافة الأطراف المعنية، من نقابات ومنظمات مجتمع مدني ومؤسسات تعليمية، إلى الوقوف صفًا واحدًا في مواجهة هذه الانتهاكات، والتدخل العاجل لوقف ما وصفته بـ"العبث بالتعليم والطفولة في اليمن". 

وفي 30 أبريل/نيسان 2025، أقرت جماعة الحوثي، المصنفة دوليًا ضمن قوائم الإرهاب، منع تدريس مادة اللغة الإنجليزية في الصفوف الثلاثة الأولى من التعليم الأساسي في جميع المدارس الحكومية والأهلية في المناطق الخاضعة لسيطرتها. 

وطبقًا لتعميم صادر عن وزارة التربية والتعليم في حكومة الحوثيين (غير المعترف بها)، اطّلع عليه "بران برس"، يُمنع تدريس اللغة الإنجليزية في الصفوف الأولى بجميع المدارس العامة والخاصة، ويُستبدل بها مادة القرآن الكريم، مع التركيز على تعزيز مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية. 

وبررت الجماعة قرارها بأن تدريس اللغات الأجنبية، وخاصة الإنجليزية، في المراحل المبكرة "ساهم بشكل سلبي في تدني التحصيل الدراسي لدى الطلاب"، الأمر الذي استدعى إعادة النظر في المناهج وتحديد أولوياتها، مع ضرورة تكثيف الجهود لتعزيز مهارات اللغة العربية، لا سيما في مجالي القراءة والكتابة منذ السنوات الدراسية الأولى.