|    English   |    [email protected]

عاشورا بين الزيف الطائفي والحقيقة الشرعية

الأحد 29 يونيو 2025 |منذ 5 ساعات
عبود الحربي

عبود الحربي

مع حلول اليوم العاشر من شهر المحرم من كل عام هجري يصوم المسلمين هذا اليوم إضافة إلى اليوم التاسع أو الحادي عشر وذلك إقتدا بالرسول صل الله عليه وسلم الذي صام هذا اليوم شكرا لله على نجات النبي موسى عليه السلام ومن إتبعه من بني إسرائيل وهلاك فرعون وجنده ومما ذكر أن رسول الله صل الله عليه وسلم لما وصل إلى المدينة وجد اليهود يصومون هذا اليوم فسألهم عن صيامهم هذا فقالوا له: إنه يوم نجا الله فيه موسى وقومه وأهلك فرعون وقومه والقصة مذكورة في القرآن الكريم وهي إنفلاق البحر لموسى وقومه وعبورهم للبحر فلحقهم فرعون وجنده فأغرقهم الله فقال رسول الله صل الله عليه وسلم لليهود
: "نحن أحق وأولى بموسى منكم" ثم صامه وحث المسلمين على ذلك وأمر بمخالفتهم وذلك بصيام يوم قبله أو يوم بعده وصيام هذا اليوم من الإقتداء بسنته صل الله عليه وسلم ويكفر السنة الماضية وذلك لقوله صل الله عليه وسلم: "صيام يوم عاشورا أحتسب على الله أن يكفر السنة ألتي قبله" ولذلك المسلمون حول العالم يصومون هذا اليوم للسبب المذكور وهذه هي الحقيقة لصيام يوم عاشورا من كل عام.

وفي الجانب الآخر وعلى النقيض فإن يوم عاشورا يوم تقام فيه المجالس الحسينية ومواكب العزاء الذي ترفع فيه الرايات السود وصرخات الثأر الطائفي وهو يوم حزن وعزاء وبكاء ونحيب ولطم للخدود والصدور وجلدا للأجساد حتى تسيل الدماء وذلك حسب معتقداتهم في إحياء؟ ذكرى مقتل سبط رسول رسول الله صل الله عليه وسلم الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي قتل يوم الجمعة العاشر من محرم سنة 61 هـ في كربلاء بالعراق وعمره ستة وخمسون عام من قبل جيش من اهل الكوفة بعد مواجهة غير متكافئة والتي افضت إلى مقتله ومقتل العديد من آل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم في أسوأ حادثة وقعت في التأريخ الإسلامي والتي مازالت تبعاتها المأساوية متواصلة حتى اليوم.

حادثة مقتل الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه إستنكرها المسلمين جميعا في الماضي والحاضر ولكن أستغلت من قبل السبئية وغيرهم من الباطنية إستغلالا سياسيا شعوبيا أكثر منه نصرة للحسين واهل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم ولذلك لم يعرف مصطلح التشيع والرفض في عهد رسول الله صل الله عليه وسلم ولا في عهد أبي بكر وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما ولكن بدأ بالظهر في عهد عثمان بن عفان رضي الله عنه حينما كان رأس الفتنة عبد الله بن سبأ اليهودي الذي أظهر الإسلام وأبطن اليهودية يحرض المسلمين على الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه ويدعوا للخروج عليه حتى قتل والقرآن بين يديه داخل بيته وقد بلغ من العمر ثمان وثمانون وقيل تسعون عام وذلك بتأريخ 18 ذي الحجة سنة 35 هـ ولهذا ينسب التشيع إليه لكونه أول من قال بولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأول من إدعى الألوهية لعلي وأول من أظهر السب والطعن والشتم للصحابة رضوان الله عليهم وغير ذلك من العقائد والأفكار الشيطانية ألتي يؤمن بها الشيعة والتي ماأنزل الله بها من سلطان ولم تاتي في كتاب ولا في سنة ولم يفعلها الصحابة الكرام ولا أحدا من آل بيت رسول الله صل الله عليه وسلم ولاحتى أحدا من الصالحين.

ستبقى عاشورا صراع بين الزيف الطائفي المسيس "المبتدع" والحقيقة الشرعية ألمستمدة من قول وفعل رسول الله صل الله عليه وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم، وستبقى كل مظاهر العزاء والنواح مجرد طقوس طائفية لخدمة الأجندة السياسية لإيران ومشروعها التوسعي في المنطقة العربية، وستبقى الرآيات السوداء وشعارات "الثأر للحسين" رسائل إرهابية، وإعلان حرب تتجدد كل عام تحمل في طياتها نوايا ومقاصد وأهداف إيران الخبيثة في العداء المتأصل في وجدانهم وقلوبهم للعرب والمسلمين، وإستباحة دماءهم وإستحلال أموالهم وتدمير مقدساتهم وأوطانهم، حتى يخرج مهديهم المزعوم محمد بن الحسن العسكري من السرداب في سامرا الذي يعتقدون انه يجمع كل الشيعة الأحياء منهم والأموات للإنتقام من أعداءه "أهل السنة" إلى جانب إستخراج جثامين صحابة رسول الله صل الله عليه وسلم وتعذيبهم وخصوصا أبي بكر وعمر وعثمان وأم المؤمنين عائشة رضي الله عنهم أجمعين وكذلك قيامه بهدم الكعبة والمسجد الحرام والمسجد النبوي ووضع سيفه على رقاب العرب وخصوصا قريش وغير ذلك مما هو مسطر في كتبهم وأدبياتهم المتوارثة لديهم عبر قرون من الزمن فياليت قومي يعلمون.