|    [email protected]

فتح الطرقات.. بين "مبادرة العرادة" وارتباك الحوثة!

الأربعاء 5 يونيو 2024 |منذ شهر
حسين الصوفي

حسين الصوفي

المسافة من مفرق الجوف الذي تسيطر عليه مليشيا الحوثي إلى أول نقطة تتبع الجيش لا تتجاوز النصف ساعة، هذه الطريق مغلقة من قبل مليشيا الحوثي، ما يضطر المسافرين إلى عبور الصحراء، لتتحول النصف الساعة إلى نحو تسع ساعات في طريق محفوفة بالمخاطر المهلكة.

قبل ثلاثة أشهر اطلق اليمنيون مناشدة و تظاهرة الكترونية تطالب بفتح الطرقات، خصوصا طريق مارب- مفرق الجوف- فرضة نهم- صنعاء، في لحظتها ومنذ أول فيديو يشاهده اللواء سلطان العرادة عضو مجلس القيادة محافظ مأرب، خرج في الصباح الباكر يوم 29 فبراير الماضي برفقة رئيس هيئة الاركان الفريق صفير بن عزيز وقيادات عسكرية وأمنية ووضعوا نقطة لتسهيل حركة عبور وتنقل المواطنين، ودشن العرادة مبادرته الواضحة الصريحة والتي جاءت استجابة لمطالب اليمنيين وتلبية حق دستوري من حقوقهم في فتح الطرقات وضمان حرية الحركة والتنقل.
 ما الذي كان يفترض حينها؟!
كان اليمنيون ينتظرون خطوة بسيطة وبدون تعقيدات أو مماطلة أو تهرب، تتمثل هذه الخطوة في قيام مليشيا الحوثي الايرانية بفتح نقطة في مغرق الجوف والسماح للمواطنين بالعبور، فماذا فعل الحوثيين؟! 

كانت مبادرة بمثابة صفعة تلقتها عصابة طهران بارتباك، وحاولوا الالتفاف عليها، عندما خرجوا في اليوم التالي لمبادرة العرادة وبدلا من فتح طريق الجوف الفرضة، أعلنوا عن فتح طريق جحانة!.

رحب العرادة بالخطوة وقال بأن طريق صنعاء-  جحانة- مارب مفتوحة، ويبقى عليهم فتح طريق مفرق صنعاء- فرضة نهم- مفرق الجوف- مارب، وتبقى كل الطرقات مفتوحة!

تهربوا وتلكأوا وكانت مبادرة العرادة ضربة قاضية، حشرتهم في الزاوية وفضخت أكاذيبهم أمام الشعب اليمني الذي لن يستطيع أحد استمرار الكذب عليه أو المماطلة والتهرب من جرائم عسكرت الطرقات التي تمارسها مليشيا الحوثي!

بعد شهرين من مبادرة العرادة خرجت مليشيا الحوثي وأعلنت عن مبادرة لفتح طريق البيضاء- شبوة- مارب، لا تزال مبادرة العرادة تقظ مضاجعهم وتفضحهم، يحاولون الالتفاف عليها والتهرب منها، حينها خرج وكيل محافظة مارب، وأعلن ان تلك الطريق مفتوحة أصلا وكل الطرقات من جانب مأرب مفتوحة! 

قبل أيام حل موسم الحج، وحسب إحصائيات وزارة الاوقاف فإن عشرين ألف حاج يمني يسافرون لأداء فريضة الحج عن طريق منفذ الوديعة الوحيد الذي يربط اليمن بالشقيقة السعودية، وهذا يعني أن ما بين عشرة ألف إلى خمسة عشر ألف حاج يمني سيخرجون من صنعاء إلى منفذ الوديعة، على متن أكثر من مائتي باص نقل جماعي تقريبا، فمن أي الطرقات يمر الحجاج؟!

الحوثيون ادعوا أن طريق جحانة مفتوحة، والاسبوع الماضي كنت في النقطة الطبية التي أعدتها السلطة المحلية بمأرب لخدمة حجاج بيت الله الحرام، وجدت عشرات الباصات ومئات الحجاج، سألت بعض سائقي النقل لماذا لا لم يخرجوا من طريق جحانة؟! رد أحدهم: تلك طريق لا تستطيع السفر منها على ظهر الحمير، فكيف تستطيع باصات كبيرة للنقل الجماعي العبور منها؟!

بمعنى أن مائتي باص نقل جماعي خلال الايام الجارية يضطرون للسفر عبر هذه الطريق: 
يخرجون من صنعاء، ثم طريق فرضة نهم، وعندما يصلون إلى مفرق الجوف تجبرهم مليشيا الحوثي على دخول الجوف ومنها إلى الصحراء، وهي الطريق الأخطر التي تجبرهم على عبور طريق محفوفة بالمخاطر، لا يوجد فيها شبكة اتصالات يستطيع من تعرض للعطل أو لأي عاىق أن يستنجد بأحد، ولا خدمات وليست ٱمنه ولا توجد فيها خدمات ولا أدنى مقومات السلامة!
وبين مفرق الجوف والنقطة التي دشنها العرادة ربع ساعة فقط، كنا نقطعها قبل سقوط محافظة الجوف، تلك الربع الساعة يقطعها المسافرون في أكثر من تسع ساعات!

قبل اسبوع كان الحاج طه قد عقد العزم للسفر إلى مكة المكرمة لأداء فريضة الحج، ولما وصل الباص الذي كان على متنه إلى صحراء الجوف تعرض لمطب وبعض الحفر فسقط وانكسر عموده الفقري، وبدلا من مواصلة السير إلى مكة تم نقله إلى هيئة مستشفى مأرب!.


اليوم وبعد مائة يوم جاء موكب من طريق البيضاء - مأرب، وعصابة طهران الحوثية لا تزال تعيش صدمة الصفعة المدوية لمبادرة العرادة، رافقوا القافلة، وحاولوا استغلالها دعائيا، لكن العرادة أكد بالموقف والقيم والاخلاق والواقع أن الاستجابة لمطالب الشعب اليمني وتقديم الخدمات له واجب وفرض، ولا تقبل قيمنا وأخلاقنا وانتمائنا لشعبنا أن نحول معاناة اليمنيين مادة للدعاية والاستغلال الرخيص، قال العرادة أن هذه الاستجابة التي جاءت بعد أكثر مائة يوم نرحب بها، وننتظر فتح طريق مفرق الجوف أيضا!.

سيطرت مليشيا الحوثي الايرانية على تبة القصر، وتبة سوفتيل، وقطعت طريق الحوبان في تعز، كان المواطنون في تعز يخرجون من بيوتهم إلى البيوت المجاورة في أقل من عشر دقائق، ومنذ عشر سنوات تحولت العشر الدقائق إلى ثمان ساعات!.

في قرية بلعين الفلسطينية كان الاطفال يلعبون مع بعضهم في حارة واحدة وجاء جدار الفصل العنصري قسم القرية إلى قسمين، ما يضطر الجار أن يقطع مسافة ساعات حتى يصل إلى بيت جاره الذي لا يفصلهم سوى جدار الصهاينة، تماما كما هو الحال في تعز، حيث يضطر الجيران في الحوبان أن يقطعوا مسافة ثمان ساعات في طريق وعرة خوفا من القناص الذي جاء من صعدة ويستهدف كل من يتحرك، وحاصر المدينة وقطع اوصالها ويتحدث عن طرق بديلة؟! 

لا مناص لكم من تنفيذ مبادرة العرادة، لن تستطيعوا الهروب مطلقا، الان الوضع كالتالي: 
طريق - صنعاء- جحانة- مارب مفتوحة من الجانبين.
طريق مارب- البيضاء مفتوحة من الجانبين.
طريق مارب- شبوة- البيضاء مفتوحة من الجانبين.
طريق مارب - مفرق الجوف- فرضة نهم- صنعاء تنتظر أن تفتحها عصابة طهران، تلك الطريق التي يقطعها المسافرون في أكثر من يومين، يمكنهم السفر عبرها في غضون ساعتين فقط.

طريق الحوبان التي لا تتجاوز عشر دقائق تنتظر أن يعود القناص إلى قريته في مران صعدة ويتوقف عن قتل الاطفال والٱمنين في تعز ويرفع الحصار عنهم.

مبادرة العرادة واضحة وصريحة ولن تستطيعوا التحايل عنها، فاختصروا الوقت والجهد، ونفذوا المبادرة، وتوقفوا عن الدعايات والحيل المفضوحة التي لا تنطلي على شعبنا العظيم.

نشر :