القضية اليمنية والحصاد المر
الشيخ/ علوي الباشا بن زبع
نحن في اليمن في الجحيم فلا أحد يعتقد أنه في الجنة، لا نحن ولا خصومنا في الطرف الحوثي، ففي هذه الأزمة والحرب سفكت الدماء بالآلاف وتدمرت المقدارت والمكتسبات الوطنية بالمئات ونزحوا وهاجروا المدنين الأبرياء بالملايين في شتات الداخل والخارج وغالبا اهدرت الحرمات وضاعت القيم، ودخلت المجاعة والفاقة إلى أغلب البيوت العزيزة والعفيفة، فمن يضحك على من ومن يزايد على من.
كلانا ارتكبنا خطيئة العصر في حق هذا البلد العظيم والشعب الكريم فمن يسخر ممن؟
على رسلكم يا قوم.. توقفوا قليلا وليتحدث كل منا إلى نفسه، هل هو راض عما وصلت إليه أحوالنا وبلادنا على المستويين الخاص والعام؟
في اعتقادي أن ما حل ببلادنا بفعل انقلاب خصومنا على الدولة، وتهشيمهم للجمهورية، أو حتى بفعل تقصير حكومتنا وسوء إدارتها للأزمة، كلنا في ورطة الحال من بعضه كلنا مذنبون في حق أنفسنا وفي حق الجيل الحالي والاجيال القادمة.
صحيح لا يمكن المساواة بين الجائحة الحوثية التي اجتاحت ثلث الجغرافيا وهيمنت على ثلثي مواطني الجمهورية، وبين الجانب الحكومي للدولة الشرعية التي تحتفظ بثلثي الأرض وتدير أحوال ثلث السكان بشكل أفضل ولكنه أقل من الحد المفترض، وربما في المحصلة الكل اجرم في حق الوطن، فلا المنقلب على الدولة مارس سلوك الدولة وقام بواجباتها حيث هو كأي انقلاب في الدنيا ليضعف مركز الدولة ويحافظ على مقدرات نصف قرن من الجمهورية، ولا الحكومة الشرعية أوجدت النموذج الجاذب الذي يزيح الانقلاب ويستعيد الدولة على كامل التراب الوطني.
ومع تمسك خصومنا بانقلابهم وتجريفهم لغالبية منجزات ومعالم النظام الجمهوري واصرارنا على قضيتنا في التمسك بالنظام الجمهوري واستعادة الدولة فان الطريق لا زال طويل والافق غير واضح مالم تحدث معجزة والمعجزة في علم الله وقدرته التي لا تضام وادواتها الشعوب الحية حين يأذن الله سبحانه، وتتعلم الدروس وما الصومال الشقيق وراوندا الصديقة عنا ببعيد فقد كانا في قعر الجحيم ونسيهم العالم وحروبهم وسالت الدماء الى الركب ثم فاقوا من سكرة الحرب واعادوا بنى دوله وبلد من الصفر ويمكن الاستفادة من تجربتيهما اذا جاز التعبير.
ولرفقاء القضية والسلاح في الجانب المطالب باستعادة الدولة.. بقدر ما انتم تشعرون بالصدمة بالامس تجاه المقايضة بين قرار البنك المركزي وبنك صنعاء، فإن عليكم ان لا تنسوا أن هناك صدمة أكبر حدثت أمس الأول في الجانب الحوثي نتيجة الكارثة التي حلت بالحديدة ورافقها فشل كبير في دفاعاتهم الجوية وقدراتهم اللوجستيه في إخماد الحرائق، ولو كان لدى رفقائهم مساحة ولو محدودة من حرية التعبير لقالوا على معسكرهم أشد مما قلتم على المعسكر الحكومي..
كونوا واقعيين.. لدينا قضية عادلة قضية دولة ووطن وشعب وقضية بهذا الحجم مهما كان الحصاد المر فانها لم تسقط بعد انتاكاسات عسكرية صادمة حدثت خلال سنوات الحرب تعرفونها جيدا وتاسيسا على ذلك لا يمكن ان تسقط بسبب قرارات اقتصادية مهما كانت اهميتها..
ولا تنسوا أن المليشيات الحوثية قفزت الى حرب مباشرة مع عدو صهبوني صلف وبشع وكان رده موجعا لليمن باسره اوجعنا جميعا ووضع الحوثيون في ورطة كبيرة فاما أن يردوا ردا قويا متناسبا مع ضرب الحديدة وعندها الورطة ستكون اكبر بحرب مباشرة ومفتوحة حتى ولو رغبوا فيها فان نتائجها ستكون كارثية ربما تحول مدن يمنية إلى غزة 2 لا سمح الله واما أن يسكتوا أو يردون بردود شكلية ناعمة لحفظ ماء الوجه على الطريقة الايرانية وعندها ستضيع الهيبة التي اضفوها على خيالهم وخطابهم المتعالي على كل الدول والهالة التي نسجوها حول اسلحتهم الفتاكة التي ستضرب بقوة في أي هدف وأي بقعة من الأرض وهذه الأخيرة هي التي ستكون بمثابة هزيمة لهم لا نريد أن تحدث لان العدو الاسرائيلي خصم للجميع وكفانا هزائم في سردية الصراع العربي الاسرائيلي لا نريدها ان تحدث حتى لخصومنا.