|    English   |    [email protected]

إيران وأذرعها…التفكك الكبير وسيناريوهات الانهيار القادم

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 |منذ شهرين
محمد الولص بحيبح

محمد الولص بحيبح

يعيش محور إيران وأذرعها في المنطقة مراحل من التصدع والتمزق غير المسبوق، وهناك تفكك كبير يجري عبر مراحل تدريجية في هذا المحور، غير أن القليل فقط يعرف الحجم الحقيقي لهذا التفكك والتشظي الذي تمر به إيران وأذرعها. 

ان ما يتم تداوله في وسائل الإعلام بشأن الاختراقات الاستخباراتية في طهران، وداخل الحرس الثوري وحزب الله، واستهداف القيادات الهامة في حزب الله وفي الحرس الثوري في سوريا، ليس إلا جزءًا بسيطًا من سلسلة الصفعات التي تعرضت لها إيران وحزب الله وأذرعها في سوريا، وبعض هذه الأحداث لم يتم الإعلان عنها بعد، ومن المتوقع والواضح أن تشهد المرحلة القادمة استهدافات مماثلة لأذرع إيران الإرهابية في كل من العراق واليمن. 

تتعرض أذرعة إيران لصفعات قوية وغير مسبوقة من حلفائهم بالامس في الخفى وهم إسرائيل وبعض دول الناتو، وبحسب المؤشرات فان العلاقات الخفية والسرية التي كانت تجمع إيران وأذرعها  وإسرائيل وبعض دول الناتو وهي علاقات لعقود ماضية جمعتهم من اجل اهداف وأجندات مشتركة اجرامية تخدم مصالحهم وأطماعهم في المنطقة العربية، ومع دورة الزمن الغير متوقعة لدى حلفاء الشر والإجرام تحول هذا التحالف والاهداف المشتركة إلى خلافات معقدة  وعمليات عسكرية بدات عنيفة وفتاكة، وتحركت إسرائيل وحلفائها في الغرب الى استخدام وسائل وتقنية عصرية في الحرب التكنولوجية العسكرية بتقنيات حديثة تنذر بحرب لاتبقى ولاتذر، استخدمت فيها إسرائيل مخالبها القوية لتكسير وتفتيت عناصر القوة التي يمتلكها ذراع ايران الاول حزب الله وهذه الضربات الفتاكة لازالت في بداياتها، ان دروس التاريخ في كل دوراته ومراحله يوضح بان تحالفات الشر والخراب والدمار  وسفك الدماء والأطماع الغير سوية لاتدوم ولاتنجح أبدا ، بل تنتهي بين الحلفاء الاشرار الى مواجهات وتكسير مخالب بعضهم البعض وتفتضح أجنداتهم وأطماعهم الشريرة. 

ان النظام الإيراني يمر حاليًا بأصعب وأسوأ مراحله منذ تأسيسه عام 1979. هذه هي النتيجة الطبيعية للأنظمة التي تبنى على أيديولوجيات العصابات وتصدير الثورات بدافع أطماع وأحقاد تاريخية وأحلام عودة امبراطوريات سابقة اندثرت قبل قرون من الزمن،  فإيران لم تكتف بتصدير الحروب والإجرام والتخريب، بل انغمست في العنف وسفك الدماء، ما أدى إلى وصولها إلى مرحلة من الإفراط في القتل والإرهاب والنهب لثروات بعض دول المنطقة العربية، ومع مرور الوقت، تبدأ هذه الأنظمة في التآكل داخليًا وخارجيًا، وصولًا إلى مرحلة الانهيار الكامل.

وعند قراءة المشهد الحالي، نرى أن إيران وأذرعها الدموية، التي اتبعت سياسة الإجرام والتخريب لعقود، قد بدأت في حفر قبرها بيديها. نظامها أصبح منبوذًا محليًا وإقليميًا وعالميًا، وهي الآن في طريقها نحو السقوط.