ماذا يدور؟
محمد يعقوب
ببساطة شهدت المنطقة العربية ومحيطها حالة من عدم الثقة في البقاء في مربع التحالف مع الامريكان والغرب واتجهت نحو بناء تحالفات مع الصين او الاتجاه نحو بناء تحالفات بينية وتفاهمات متعددة في مختلف الاتجاهات العسكرية والاقتصادية والتكنولوجية كل ذلك لمحاولة تخفيف آثار الدعم اللامتناهي الغربي الامريكي لإيران ومحورها وأذرعها والسماح لها ببتلاع دول المنطقة دولة تلو الأخرى والعربدة فيها ومقابلة ذلك كله بدلال وبيانات ضعيفة كما يحصل ازاء عمليات مليشيات الحوثي في البحر الأحمر.
السابع من اكتوبر وتداعياته وضع شعارات المحور في المحك وتدافعت اذرع المحور الايراني لركوب موجة النضال الفلسطيني والدم المسفوك وجثث الاطفال والمجازر البشعة التي يرتكبها الكيان الصهيوني واستغلال حالة الغليان العربي والاسلامي وتعاطفهم الواسع مع ابناء غزة وقدموا انفسهم كمشروع مقاوم يناصر الكفاح المقدس للفلسطينيين وهذا اكسبهم تعاطف وولاء شعبي اسلامي عربي واسع رغم ان كل عمليات المحور الإيراني كانت دون تأثير عملياتي ولم تخرج عن قواعد الإشتباك.
لكن المعادلة التي فرضتها تطورات الاحداث هي ان اقلاق امن اسرائيل يقابله انهاء إيران كدولة والقضاء على اذرعها وأن أمن اسرائيل يقابل ببقاء إيران كدولة وبقاء أذرعها ككيانات لا تمتلك اي تأثير عسكري.
فخلاصة الصفقة كالاتي:
بقاء ايران كدولة دون تقسيم ومنع انهيارها ثمنه نزع مخالب اذرعها وابقاءها كيانات ذات تاثير ناعم.
وهذا يتطلب إزاحة قيادات الحرب والمندفعين نحو مشروع التوسع الايراني العسكري والطامحين للخروج من العباءة الامريكية الغربية التي حمت إيران وفتحت امامها باب التوسع والانتشار والسيطرة.. وهذا ما تم ابتداء بإزاحة الرئيس الايراني ابراهيم رئيسي ووزير خارجيته امير الليهان وقيادات من الحرس الثوري وازنة وكبيرة بسفارة ايران في دمشق واغتيال اسماعيل هنية وسط طهران والتي قطع كل تحالفات المقاومة الفلسطينية بإيران وطوى هذا الملف واغتيال قيادات عسكرية لبنانية من حزب الله وازنه ومن الصف الاول وعدم رد ايران على كل ماسبق بل ظهور خطاب إيراني ضعيف وهزيل كل هذا جعل إسرائيل ترى امامها فرصة ثمينة لن تعوض لإزاحة حزب الله كقوة عسكرية من الواجهة وخصوصا انهم ضمنوا ان الحزب سيترك وحيدا في هكذا معركة ولن تحرك إيران ساكنا إضافة للغضب الشعبي المتنامي على حزب الله في سوريا واليمن والعراق وفي الشارع اللبناني وهذا ظهر في مظاهر احتفاء واسعة بمقتل حسن نصرالله.
اضافة إلى تمكن إسرائيل بتعاون استخباراتي وعسكري امريكي من التغول والتوغل الى عمق البنية التنظيمية للحزب وهذا سهل حسم المعركة لصالح إسرائيل .. ولهذا ارسلت امريكا مساعدات عسكرية لإسرائيل تقدر قيمتها 8 مليار دولار قبل بدا هجمات إسرائيل على جنوب لبنان بيومين فقط.
الواضح الان أن ايران تعاني من ضعف بنيوي افقدها التوازن واختراق استخباراتي عميق ضرب مكامن قوتها واحتقان داخلي ناتج من السياسة الظلامية للملالي والاضطهاد الواسع للقوميات المتعددة في الداخل الإيراني مما جعلها مضطرة لدفع ثمن كبير مقابل البقاء والتماسك و الامل في شراء وقت لمعالجة وضعها الداخلي وهذه الحسابات قد تبدو مصلحة موهومة للبعض وتجعل حلفاء إيران يفقدون ثقتهم في دعمها ويتعرضون لنكسات معنوية تفقدهم شعبيتهم وثقة المجتمعات فيهم.
ويرى البعض ان هناك استحالة في تخلص إيران من الإختراق الاستخباراتي العميق الذي ضرب كيان نظام الملالي من الداخل ومعرفة حجمه وحدوده وستعيش كل قياداته في حالة من الشك لن تتعافى منها الا بعد فترة زمنية طويلة.
السؤال الأهم الان وفي هذه اللحظة هو:
هل اللبنانيون واليمنيون والسوريون والعراقيون قادرون على استنهاض الشعوب وتبني مشاريع وطنية تحررية يمكنها إيقاف السيطرة الهزيلة والهشة للأذرع الإيرانية والتحرك السريع لرفع ايدي ايران ومليشياتها عن قرار بلدانهم السياسي والمبادرة لمنع انزلاق شعوبهم في حروب عبثية تقبض ثمنها ايران .. ام انهم سيقفون بين من يجيز الشماته ومن يجرم الشامت .. يجب منع الشرين ايران والكيان الصهيوني والنهوض لاستعادة الاوطان والهوية والدفاع عن بلدانهم في وجه العبث الايراني والعدوان الصهيوني.