3 سنوات على اغتيال الصحفية رشا الحرازي.. ألم الفقد وأمل العدالة
إيناس الحميري
ثلاث سنوات مرت على اغتيال رشا الحرازي، الصحفية التي دفعت حياتها ثمناً لعملها، ولا تزال عائلتها والمجتمع الإعلامي ينتظرون العدالة وسط تحقيقات لم تكشف الجناة حتى اليوم.
يصادف هذا اليوم مرور ثلاث سنوات على حادثة اغتيال الصحفية اليمنية رشا الحرازي، التي راحت ضحية تفجير استهدفها في أحد أحياء عدن. لم تكن رشا مجرد صحفية فحسب؛ كانت صوتًا لنساء اليمن في ظروف صعبة، إذ سخرت عملها لنقل معاناة مجتمعها وكشف الحقائق. رحيلها صدم الوسط الإعلامي وأثار موجة من التعاطف المحلي والدولي، وسط تساؤلات حول استهداف الصحفيين في مناطق النزاعات.
في 9 نوفمبر 2021، استهدفت عبوة ناسفة سيارة رشا الحرازي أثناء تنقلها في مدينة عدن. كان الحادث مفاجئاً وصادماً، حيث كانت حاملاً في شهرها الأخير. لم يسفر الحادث عن خسارة حياتها فقط، بل قضى أيضًا على حياة جنينها المنتظر، تاركةً خلفها زوجها وطفلها الأول. تلك الجريمة، التي طالت روحاً بريئة، كشفت عن المخاطر الحقيقية التي يواجهها الصحفيون في مناطق النزاع، حيث يُنظر إليهم كأهداف لتغطيتهم قضايا حساسة ومؤثرة.
ونددت منظمات دولية ومحلية باغتيال الحرازي، معتبرةً الحادثة جريمة بحق الإعلاميين وانتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان وحرية التعبير. أدانت منظمة "مراسلون بلا حدود" الهجوم وأعربت عن قلقها العميق من استمرار استهداف الصحفيين في اليمن. من جانبه، عبّر الاتحاد الدولي للصحفيين عن صدمته، داعيًا السلطات المحلية إلى الكشف عن الجناة وتقديمهم للعدالة.
رغم مرور ثلاث سنوات، لا تزال عائلة رشا الحرازي تنتظر العدالة، وسط تحقيقات لا تزال غامضة ودون أي نتائج تذكر. في حين يطالب العديد من الإعلاميين والمنظمات الحقوقية بسرعة إظهار الحقيقة والكشف عن الجناة، مشددين على أن العدالة تأخرت وأن الإفلات من العقاب يزيد من المخاطر التي تواجه الصحفيين في اليمن.
ويعاني الصحفيون في اليمن من ظروف عمل شديدة الخطورة، في ظل تزايد عمليات الاغتيال والاعتقالات والانتهاكات بحقهم. لقد جعلت الحرب من الصحافة مهنة محفوفة بالمخاطر، حيث يُعتبر الصحفيون أهدافًا سهلة في صراع يتعقد يوماً بعد يوم. تقول تقارير حقوقية إن العشرات من الصحفيين اليمنيين تعرضوا لاعتداءات وتهديدات، فيما اضطر العديد منهم إلى مغادرة البلاد أو العمل تحت تهديد الخطر المستمر.
على الرغم من هذه التحديات، يواصل العديد من الصحفيين العمل بشجاعة، لتوثيق ما يحدث وكشف الحقائق.
يبقى اغتيال رشا الحرازي جرحاً مفتوحاً في ذاكرة الصحافة اليمنية، وذكرى مؤلمة لزوجها وطفلها وأصدقائها ولكل من آمن بقيم الحق والحرية التي كانت تناضل من أجلها. مع مرور ثلاث سنوات على هذه الجريمة، لا تزال هناك دعوات ملحة لمحاسبة المسؤولين عن استهداف الصحفيين، وإنشاء منظومة تحميهم وتمنحهم الأمان لمواصلة عملهم. فحلم رشا وحقها في الحياة كان يُفترض أن يُحترم، والعدالة التي طال انتظارها يجب أن تتحقق، لتكون هذه الذكرى تأكيدًا على رفض تكميم الأفواه واستمرار النضال لأجل الحقيقة.