|    English   |    [email protected]

ماذا يعني إيقاف حرب غزة لليمنيين ؟

الخميس 16 يناير 2025 |منذ يومين
مجدي محروس

مجدي محروس

عوامل كثيرة تدفع اليمنيين إلى المبالغة في الاحتفاء والفرح باعلان إيقاف الحرب على غزة وتوقف آلة الموت المجنونة عن إخوانهم الغزيين بعد عام وثلاثة أشهر من حرب الإبادة الجماعية المدمرة .

و إيقاف الحرب على غزة لا يعني بالنسبة لليمنيين انتصار المقاومة الفلسطينية وهزيمة مشروع التهجير القسري وفشل أهداف الحرب فقط  ، بل يعني لهم أيضاً فشل المشروع الايراني في اليمن  .

إيقاف الحرب على غزة معناه انتفاء مبرر المغامرات الحوثية الطائشة بمستقبل اليمن وحياة اليمنيين و انتهاء موسم  إستثماراتهم  الرخيصة في القضية الفلسطينية .

نجاح الصفقة و إيقاف الحرب يعني تجريد الحوثي أهم ورقة رابحة بيده ظل يزايد ويتاجر بها و يتكسب من خلالها و يبتز بها اليمنيين والغرب والعالم كله لاكثر من عام .

إيقاف الحرب على غزة يضع الحوثي في مواجهة مباشرة مع اليمنيين فالمجاعة في مناطق سيطرته تكاد أن تفتك بالناس جميعاً في ظل تردي الخدمات وانقطاع المرتبات و هناك حالة من الاحتقان الشعبي على وشك الانفجار  .
 
تحت يافطة دعم ومساندة غزة نهب  الحوثي اليمنيين ونكل بهم ، ومن يخالفه منهم انتهت به الامور إلى أقبية الظلام وزنازين الموت بتهمة الجاسوسية والعمالة لاسرائيل .

إن استدامة الهدنة و إيقاف الحرب على غزة يعني انطلاق طوفان اليمنيين نحو تحرير ما تبقى من أرضهم من مليشيات ايران الطائفية وبقايا المحور المنحط والمحطم .

لقد كانت حرب غزة بمثابة مترس كبير للحوثيين يختفون خلفه ويشترون من خلاله مزيداً من الوقت وكانت مواقف اليمنيين الوطنية بالنسبة لهم جزء من حرب اسرائيل عليهم .

ليس للحوثي اليوم أي حجة أو مبرر لاستمرار أعماله الدعائية والعدائية في البحر الأحمر وتقطاعته في طرق الملاحة الدولية وتعريض مصالح اليمنيين للاستهداف بعد إيقاف الحرب على غزة .

 سيحاول الحوثي إيجاد أي ثغرة في تنفيذ اتفاق صفقة التبادل بين حماس واسرائيل  من اجل أن يبقى حاضراً في المشهد .

لن يفرط الحوثيون بورقة غزة الرابحة وسيتمسكون بها قدر الامكان  
ومن المتوقع من خلال سلوك نتنياهو انه سيخرق الاتفاق ويمنحهم فرصة اخرى ويوفر لهم مبرراً لعودة استعراضاتهم وإفراطهم الصوتي .

حرص نتنياهو على تماسك حكومته  قد يدفعه إلى خرق الاتفاق ذلك أن اشتراطات سموتريش للبقاء في الحكومة من اهمها الالتزام بالعودة للقتال بعد اليوم  الثاني والاربعين من الصفقة .
 
ومن سوء الطالع أن مصالح الحوثي ونتنياهو تلتقي عند حاجتهما الى شراء مزيد من الوقت وهذا سبب كاف لأن تستمر المناورات بينهم .

لذا من الواضح أن عمليات الحوثي ستستمر و تزداد حدتها خلال الأيام القليلة القادمة في البحر الاحمر على الاقل في المرحلتين الاولى والثانية من الصفقة مالم تأتي التوجيهات الايرانية بالتوقف .

 سيحاول الحوثي بعد أن خلت له الساحة وحده ،توظيف هذه الفترة لتكثيف  مشاغباته ولفت أنظار العالم إليه أكثر من أي وقت مضى .

وقد تشهد الايام القادمة كثيراً من الضجيج والازعاج وصواريخ الافراط الصوتية وسيطل المتحدث العسكري بشكل شبه يومي وباسهال بياني حاد ومبالغ فيه .

و في المقابل سيجد نتنياهو في مهاجمة اليمن فرصة للبقاء في المشهد الاستعراضي و حالة الحرب واطالة عمر التوتر في المنطقة مالم يكن  لترمب موقفاً حازماً كالذي رأيناه قبل توقيع الصفقة  .