|    English   |    [email protected]

رأس عيسى أم رؤوس الحوثيين !

الثلاثاء 22 أبريل 2025 |منذ يوم
مجدي محروس

مجدي محروس

أياً تكن الأسباب والدوافع وراء الهجمات الأمريكية في اليمن لا يمكن أن تكون أسباباً كافية للبناء عليها وحدها في حسم معركتنا الوطنية مع الحوثيين .

 المزاج الأمريكي متقلب جداً ومع إدارة ترمب أكثر تقلباً حيث لا مواقف واضحة له ولا مبادئ ثابتة لديه ، ولحربه على الحوثيين دوافع وأهداف تتقاطع مع أهدافنا ودوافعنا لذا لا يمكن أن تقاتل أمريكا بالنيابة عنا ولا يشرفنا أن نكون ضمن أدوات حربها على وطننا .

صحيح يمكن الاستفادة من حالة الغضب الأمريكي وتغير الموقف الدولي من الحوثيين وتوظيف ذلك في صالح المشروع الوطني لكن هذا لا يعني الرهان عليه بشكل مطلق والإعتماد عليه بشكل تام  .

معركتنا مع الحوثيين معركة وطن وهوية ، وقضيتنا معهم قضية ماض وحاضر  ومستقبل ، مشكلتنا وإياهم مشكلة  دين و دولة وحروبنا معهم حروب مصيرية  وليست تكتيكية لرسم قواعد اشتباك كما هو الحال لهم مع أمريكا .

سيظل الحوثي عدونا  الأول مهما تعددت صور واشكال الاعداء علينا وسيبقى هو دوماً البادئ الأظلم وإن تعاقب الظلم و تكالب علينا الظلمة.

ولا يمكن لأي عدوان آخر على الوطن أن يغير من حقيقة ان الحوثي هو عدو اليمنيين الأول لأنه وراء كل عدوان وسبب كل بلوى ومصدر كل خراب وصانع كل مصيبة .

ومع ذلك لن تدفعنا رغبتنا في  التخلص من الحوثيين إلى القبول بالعدوان الأمريكي والتهليل له، حتى لو استهدفت بعض ضرباته قيادات ومقدرات واسلحة الحوثيين .

لا يجب أبداً  لنار الانتقام من الحوثي أن تدعونا إلى تبرير جرائم القصف الأمريكي بحق مقدرات البلد وبنيته التحتية و ازهاق أرواح الأبرياء والمدنيين .

ليس مقبولاً  أن تقتلنا الطائرات الامريكية اليوم بذريعة وحجة تخليصنا من صواريخ ومسيرات والغام وقذائف الحوثيين .

رأس عيسى كميناء حيوي هو رأس مالٍ لليمن كلها وليس رأساً للحوثيين حتى يتم القضاء عليه واستهدافه وتدميره بتلك الطريقة .

ميناء الحديدة ومطار صنعاء وكل المنشآت الحيوية هي ملك للشعب ومقدرات للأمة اليمنية وليست خاصة بالحوثيين حتى يتم استهدافها .

نحن مع قطع رؤوس الحوثيين  وليس قطع مصالح اليمنيين وحتى لو أن الحوثي يستخدم ميناء رأس عيسى في تمويل حروبه كان الاولى منع وصول سفن الدعم إليه وليس تدميره وقتل العاملين فيه . 

الحوثي لا يكترث لمصير البلاد ولا يعنيه مستقبل الشعب ولا تهمه أرواح اليمنيين فهو يستخدمهم دروعاً بشرية ، لا حرص لديه على مقدرات الوطن وبنيته التحتية؛  بل على العكس، من ذلك تماماً يمكن له أن يستثمر في معاناة الناس ويتاجر بأوجاعهم و يستفيد من كل مظاهر الدمار والخراب في مزيد من التحشيد والتغرير .

لا معنى اليوم لأي تحالف دولي مالم تكن هناك إرادة حقيقة للتخلص من الحوثي  ولا قيمة لأي معركة نخوضها إذا لم نكن نحن أصحاب القرار فيها .

كل التحالفات السابقة في اليمن لم تكن جادة ولا صادقة لذا جاءت بنتائج عكسية وانتهى بعضها دون أن تحقق أهدافها.
 وكل التسويات التي أفرزتها تلك التحالفات أفضت إلى مشاريع خارجية لا تخدم اليمن ولا تنتصر لليمنيين .
وكل المعارك التي تحكمت بنيرانها قوى خارجية باتت معلقة دون أن تحسم أمرها حتى اليوم .

واهم من يعتقد أن حرباً غير يمنية مع الحوثيين ستعيد له  الوطن وستسلم له الدولة وتعيده إلى مسقط رأسه .

ومن الغباء الحديث عن إطلاق عملية عسكرية برية بالتزامن مع الضربات الأمريكية على اليمن ذلك أننا سنفقد الكثير من الدعم والتأييد الشعبي سيما في ظل الضربات العمياء الغبية التي لا تفرق بين التحصينات الحوثية وبين الأماكن العامة .

لسنا بحاجة إلى مقاتلين أجانب في صفنا ولا ينقصنا الرجال ولا نفتقر إلى الخبرة القتالية كلما نحتاجة هو دعمنا بالسلاح والوسائل القتالية بجانب الحيلولة بيننا وبين عدونا و عدم التدخل في مسار معركتنا تحت اي ذريعة .