الحسم العسكري يفرضه الواقع وليس خيارًا

حياة جعدان
قراءة لما بعد استسلام الحوثي وتوقف الضربات الأمريكية
وفق المعطيات الأخيرة، فإن كل المؤشرات تفرض واقعًا جديدًا نحو الحسم العسكري يخلص إلى:
1. ضعف قدرات الحوثي في جميع المجالات وأخطرها عجزه التام في مواجهة الأزمة الإنسانية الكارثية في مناطق سيطرته، ناهيك عن متاجرته بالأزمة الإنسانية وتحوله إلى استدعاء إسرائيل في تخادم فاضح يعمق من الأزمة الإنسانية وانتهاك حقوق ومقدرات الشعب اليمني.
2. لجوء الحوثي إلى مزيد من سياسات القمع وانتهاك الحقوق خاصة بعد هزيمته على الضربات الأمريكية واستسلامه، وهو ما يفاقم من السخط الشعبي واقتراب لحظة الانفجار إذا أضفنا الأبعاد الإنسانية وتعطل الخدمات.
3. توحيد الخطاب السياسي للأحزاب والمكونات السياسية أن معركة التحرير هي خيار يمني وإرادة محلية والواقع يفرض الحسم العسكري.
4. اتجاه الشرعية إلى تعزيز حضور مؤسساتها في إدارة الحكم وتقديم الخدمات ومواجهة التحديات، رغم كل ما يشوبها من فجوات إلا أنها أصبحت أقرب إلى القدرة على اتخاذ قرار الحسم العسكري مما سبق.
5. إجماع محلي وإقليمي ودولي أن ما يحدث في اليمن شأن محلي، بمعنى لن يكون هناك تدخلات لإنقاذ الحوثي تحت أي ذرائع في حالة عملية عسكرية تسقطه.
6. وجود مؤشرات أن ديناميكية التفاعل الإقليمي والمحيطة بالملف اليمني تتجه إلى حل المشكلة اليمنية جذريًا، وهو شعور نابع للدول من مسؤوليتها تجاه شعوبها لخلق الأمن والاستقرار على فترات طويلة.
خلاصة القول: كل ما يسوق له مطابخ الحوثي بأنه فارض لأجندته هو وهم يسوقه الحوثي لأتباعه وممثلي الجهات الخارجية التي تعمل على الملف اليمني، والحقيقة أن اليمن يمر بأخطر مراحل الصراع من عشر سنوات، كون اللحظة الراهنة تمثل الشعرة التي تكاد تقطع ودخول مرحلة جديدة مرحلة الحسم العسكري واستعادة الدولة أو مواجهة الطوفان الشعبي والقوى المجتمعية وفرض أجندة وواقع جديد خارج الشرعية، لكن أبرز ملامحه خروج الحوثي."