
بران برس:
شهدت العاصمة السورية دمشق، مساء الخميس 3 يوليو/تموز 2025م، احتفالية إطلاق الهوية البصرية الجديدة، التي يُجسِّد فيها "العقاب الذهبي السوري" شعارًا جديدًا للبلاد، مستحضرًا الماضي للدلالة على استعادة الدولة من جديد، بعد تحريره من شكله السابق ليكتسب معاني عصرية.
وخلال الاحتفالية التي أُقيمت في قصر الشعب بدمشق، قال الرئيس السوري أحمد الشرع إن الهوية البصرية السورية الجديدة "تُعبِّر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحَّدة، وتُجسِّد التنوع الثقافي والعرقي".
وأشار الشرع إلى أن الهوية "تُعبِّر أيضًا عن بناء الإنسان السوري، والقطيعة مع منظومة القهر والاستبداد، وتشكل بداية لهوية جديدة لدولة عزيزة، وبداية حياة كريمة تنتظر السوريين"، وذلك وفقًا لوكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا).
وأضاف: "احتفال اليوم هو عنوان لهوية سوريا وأبنائها في مرحلتها التاريخية الجديدة، هوية تستمد سماتها من هذا الطائر الجارح؛ تستمد منه القوة والعزم والسرعة والإتقان، والبصر الحاد، والقنص الذكي، والابتكار، ولونه هو لون المعدن النقي الصافي الذي لا يبلى، وهكذا كان حال أهل سوريا عبر التاريخ، وهكذا يجب أن يكونوا في عصرهم الجديد".
الحكاية التاريخية
وحول الحكاية التاريخية التي تحملها الهوية السورية الجديدة، قالت "سانا" إن الهوية البصرية الجديدة "يجسد فيها العقاب الذهبي السوري شعارا جديدا للبلاد، بعد تحريره من شكله السابق ليكتسب معاني عصرية، ويستحضر الماضي للدلالة على استعادة الدولة من جديد
ووفقاً للوكالة، فإن الشعار الجديد يعيد صياغة "العقاب السوري" التاريخي، محرراً إياه من رمزية القوة العسكرية والهيمنة، ومحمّلاً إيّاه بدلالات عصرية تستلهم التاريخ وتواكب المتغيرات، في تعبير بصري عن تحوّل الدولة من "أمنية قمعية" إلى "حارسة" لمصالح مواطنيها.
وأشارت إلى أن رمز "العقاب الذهبي السوري" كان لفظاً حاضراً في فتح الصحابي الجليل خالد بن الوليد للشام، في معركة “ثنية العقاب”، ومثل في تاريخ سوريا الحديث، ”امتداداً لما خطّه الآباء المؤسسون سنة 1945، والذي جسّده المصمم والفنان التشكيلي السوري خالد العسلي، ليكون شعاراً للجمهورية العربية السورية".
وبحسب سانا، مثّلت ثورة عام 2011 أول انخراط جمعي حقيقي للشعب السوري بالسياسة منذ خمسة عقود، دفع ثمنها ملايين الشهداء، والمهجرين، والمعتقلين، والجرحى، على مدى أربعة عشر عاماً، وتكسر القيد الذي حال بينهم وبين حريتهم وسيادة قرارهم السياسي، وكان من اللازم إعادة تعريف علاقة الدولة بالشعب بطريقة جديدة.
رموز الهوية
وأوضحت أن التصميم الجديد أنهى الصهر القسري بين الدولة والشعب، وأعاد ترتيب علاقتهما بما يتماشى مع ظروف الحاضر وأماني المستقبل، تحررت النجوم الثلاث التي تختصر العلم شكلاً، والشعب مضموناً، وأخذت موقعاً يعلو العقاب، الذي يختصر الدولة، بعد تحريره من صفته القتالية “الترس”.
وينسدل ذيل العقاب بخمس ريش، تمثل كل منها إحدى المناطق الجغرافية الكبرى: الشمالية، الشرقية، الغربية، الجنوبية، والوسطى، إنها راية الوحدة السورية في أبهى صورها. أما أجنحة العقاب، فليست بهيئة الهجوم ولا الدفاع، بل في حالة اتزان:
ويتكون كل جناح من سبع ريش، ليكون المجموع أربع عشرة ريشة تمثل محافظات سوريا مجتمعة، هذه التوزيعة الرمزية، والمتناظرة بشكل منتظم، تؤكد أهمية كل محافظة سورية ودورها في استقرار الدولة، ولهذا، بات شعار سوريا الجديد عقداً سياسياً بصرياً، يربط وحدة الأرض بوحدة القرار.
خمس رسائل
وطبقًا لوكالة سانا فإن "الشعار الجديد يحمل 5 رسائل" هي:
1. الاستمرارية التاريخية: العقاب ليس انقطاعاً، بل هو امتداد لتصميم 1945، وتأكيد أصالة الهوية السورية عبر الزمن.
2. تمثيل الدولة الجديدة: العقاب هو سوريا الجديدة، دولة حديثة منبثقة من إرادة شعبها.
3. تحرر الشعب وتمكينه: تحرر النجوم هو تحرر الشعب.
4. وحدة الأراضي السورية: إذ يشير ذيل العقاب، المكوّن من خمس ريش، إلى المناطق الجغرافية، التي لا تفاضل بينها، ولا إقصاء، بل تكامل.
5. عقد وطني جديد يحدد العلاقة بين الدولة والشعب.