بران برس- تعز - محمد الحذيفي:
لليوم الثالث على التوالي، تشهد مدينة تعز (جنوب غرب اليمن)، أزمة مياه شرب "حادة" شملت كل أحياء المدينة، ما ضاعف من معاناة السكان، في ظل الانقطاع التام لإمدادات المياه، وصعوبة الأوضاع المعيشية المتفاقمة منذ سنوات.
مواطنون من عدة أحياء في تعز، تحدثوا لـ "برّان برس"، بأن "مياه الشرب اختفت بشكل مفاجئ، منذ 3 أيام "، مؤكدين أن الناس، أصبحوا يتنقلون من حي إلى آخر، بحثاً عن دبة ماء سعة "عشرة لترات".
ارتفع سعر الجالون الماء سعة 10لترات، من 300 ريال للجالون الواحد إلى سعر 500 ريال، فيما خلت أغلب البقالات من المياه، ما اضطرهم إلى شراء قنينات مياه معدنية، بأسعار مرتفعة، وهي الأسعار، التي وصفها أحد المواطنين ساخراً بأنها أصبحت "خمسة نجوم، ولا يحصل على الماء سوى المترفين".
وفي إطار سعيه لمعرفة أسباب اختفاء مياه الشرب، تحدث "برّان برس" لمواطنين، الذين أشاروا إلى أن سبب الأزمة يعود "إلى إضراب محطات لتحلية المياه، عن الضخ والبيع".
وذكروا إن إضراب محطات التحلية، "محاولة منها للضغط على السلطات، لإقرار زيادة سعرية أو تخصيص آبار داخل المدينة لتزويدهم بالمياه، بعد ارتفاع تكاليف نقل المياه من وادي الضباب خارج المدينة".
في المقابل، نفى عدد من مالكي المحطات اتهامات "افتعال الأزمة في مياه الشرب"، مرجعين أسبابها إلى جفاف المياه في آبار منطقة الضباب غربي المدينة، وما صاحبها من ارتفاع في تكاليف النقل"
"أنس الوجيه" وهو مدير محطة تحلية مياه، قال لـ "برّان برس": "إنّ السبب الأول والأخير لأزمة مياه الشرب عدم وجود الأمطار"، مشيراً إلى أن آبار الضباب جفت، وأصبح لا يوجد فيها إلا بئراً واحدة، أو اثنتين فقط، التي تضخ المياه، من عشرات الآبار.
وأضاف "الوجيه": "القاطرة كانت سابقاً تعبئ في ساعة أو ساعتين بالكثير، الآن تظل سبع ساعات وتزيد" لافتاً إلى أن القاطرة تنتظر ليومين في منطقة الضباب، من أجل الماء"، موضحاً "أن رفع سعر التعبئة أجبرهم على رفع أسعار البيع".
المواطن "يحيى سعيد"، من جهته يؤكد أن "أزمة المياه بشكل عام وأزمة مياه الشرب التي طلت برأسها، ترجع إلى شحة الأمطار"، لافتاً إلى أن هذا العام هو غير كل الأعوام.
وقال لـ"برّان برس" بلهجته المحلية: "لا يوجد ماء في الحارات، لفيت المنطقة كامل من الصباح إلى الساعة التاسعة، وأنا أبحث عن دبة ماء ما فيش"، مضيفاً: "المدينة كامل تفتقر إلى الماء ما فيش ماء، والسبب الأول قلة الأمطار هذه السنة ويقال أيضا "أن هناك أزمة مفتعلة من القائمين على الماء".
وتأتي أزمة مياه الشرب في تعز، وسط غياب أي تحرك للسلطات المحلية، لبحث أسباب الأزمة وإيجاد حلول، في حين يؤكد ناشطون استمرار الحوثيين منع ضخ الآبار الواقعة تحت سيطرتهم في منطقة الحيمة بمديرية التعزية، التي تحوي آبار مياه، بإمكانها الضخ وإنهاء الأزمة الحاصلة.
ويشار، أن منظمات دولية تعمل مع السلطات المحلية والحوثيين من أجل التوصل إلى عقد اتفاق لتزويد المدينة بالمياه، رغم تعنت الجماعة، التي تريد مواصلة استخدامها المياه كسلاح، وتستغل وقوع أربعة من أصل خمسة أحواض تحت سيطرتها شمالي المدينة.