|    English   |    [email protected]

"مقاومة شرسة" خاضها "بطل الشرمان" ضد الحوثيين أنهى بها قصة طويلة من النضال.. مدير مديرية ماوية بـ"تعز" يروي لـ"بران برس" التفاصيل

الأحد 12 مايو 2024 |منذ 10 أشهر
صورة للأسير المحرر الذي قاوم الحوثيين بـ "تعز" صورة للأسير المحرر الذي قاوم الحوثيين بـ "تعز"

قصة صحفية أعدها لـ"برّان برس" - عمار زعبل:

سيّرت جماعة الحوثي المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب، في محافظة تعز (جنوبي غرب اليمن)، الجمعة الماضية 10 مايو/أيار 2024، حملة أمنية "كبيرة" ضد أهالي منطقة "معبر الشرمان" التابعة لمديرية "ماوية".

الجماعة قالت إن الحملة كانت تهدف لملاحقة من وصفتهم بـ"المطلوبين"، وعلى رأسهم الأسير المحرر من سجونها قبل ثلاث أعوام "محمد صادق عبده السناوي"، الذي سطّر ملحمة وصفت بـ"البطولية"، وهو الشاب الذي لم ينهي العقد الثالث من عمره بعد، وأب لبنت وولد.

وبعد وصول الحملة إلى المنطقة، لم يستسلم "بطل الشرمان" ولم ترهبه أرتال الجماعة العسكرية، وقرر مقاومتها، وقتل وأصاب عدداً من عناصر الجماعة حتى قتل، مسجلا بذلك قصة أسطورية في الكفاح والنضال والاستبسال في سبيل الحرية، حتى لو كان ثمن ذلك حياته.

فبعد أن واجه حملة حوثية مدججة بمختلف أنواع الأسلحة، لم تنحصر حكاية "بطل الشرمان" في أعالي جبال الشرمان، بل وصلت إلى أسماع كل اليمنيين، لما قدمه من تضحية، بعد أن أثخن في عناصر الجماعة المصنفة عالمياً في قوائم الإرهاب قتلاً وجرحاً حتى استشهاده (السبت 11 مايو/ أيار 2024).

هكذا رحل "بطل الشرمان" وهو صادق مع قضيته ووطنه، وواجه الحوثيين منذ انقلابهم، فكانت له مواقف يشهد له بها العديد ممن عرفوه، فامتد نضاله من مديريته "ماوية" وما جاورها من مناطق تتبع محافظة الضالع، وصولاً إلى جبهات مدينة تعز، والتي وصلها في العام 2020، بعد تخليصه من سجون الحوثي الذي مكث فيها أسيراً، إلا أنه ورغم القيد كانت له حكاية لفك الأغلال والهروب من الأسر.

ولمعرفة تفاصيل أكثر، عما حدث خلال الساعات الأخيرة من حياة "بطل الشرمان" وهو يواجه حملة حوثية كبيرة، في منطقته التي عاد إليها متخفياً، وغير ذلك من مسيرته النضالية، تحدث "عبدالجبار الصراري" مدير مديرية ماوية، لـ"برّان برس" عبر الاتصال الهاتفي.

وبدأ "الصراري" حديثه بالتأكيد على أن الحملة الحوثية التي خرجت كان هدفها "قتل "السناوي" لا القبض على المطلوبين أمنياً كما ادعت".

وقال إن الحوثيين جلبوا إلى منطقة "صادق" حملة مدججة بمختلف أنواع الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، من ثلاث مديريات (ماوية والتعزية بتعز، والسياني بإب) تحت مبرر "مطاردة مطلوبين أمنياً"، إلا إن الهدف المخطط له هو البحث عن مقر محمد صادق للقبض عليه أو قتله".

وعن تفاصيل ما حدث، أفاد مدير مديرية “ماوية”، بأن تلك الحملة “ادعت في البدء أنها تطارد أفراداً كونهم مطلوبين أمنياً وكانوا ثلاثة وأثناء هربهم اتجهوا إلى حيث يسكن محمد، الذي بدوره لم يهدأ حين رأى أحدهم جريحاً فحاول إسعافه، وأثناء الإسعاف حدثت الاشتباكات بينه والحوثيين بالقرب من المركز الصحي، إلا أنه تمكن من الانسحاب”.

لم تكن تلك هي البداية، فقبلها يقول “الصراري” حدثت “حملة ليلية، حاول فيها الحوثيون مداهمة المنطقة وذلك ليلة الجمعة التي سبقت مقتل "محمد صادق" وكانت المداهمة لاكتشاف موقعه، والذي يقع في منطقة جبلية وعرة، لا يسهل الوصول إليها”.

ويضيف "لمواجهة البطل صادق جاء مدير أمن التعزية ومعه مدير أمن ماوية وقوات من التي يسميها الحوثيون بالتدخل السريع ويقودهم شخص يدعى "أبو إيران"، مبيناً أن هذا التحشيد كون الحوثيين يعرفون من هو "صادق" والذي قاومهم، مساء الجمعة حتى الثانية عشرة ليلاً، ثم تجددت المواجهات صباح السبت فقاتل حتى قتل هو واثنان آخران”.

وبعد المواجهة، تمكن عناصر الجماعة من أخذ الجثتين، بينما ظل "محمد صادق" ينزف في مكانه حتى لفظ أنفاسه الأخيرة، ولم تكتفي الحملة الحوثية بقتل “بطل الشرمان” ورفاقه، بل عادت في اليوم الثاني إلى منزله بقيادة المدعو "مراد السيد" والذي أخذ جثته من أمام أسرته وأطفاله، والاعتداء على بعض من أفراد أسرته، حسب قول “الصراري” لـ"برّان برس".

ويشير المسؤول المحلي إلى أن عناصر الجماعة أخذت الجثة إلى سجن “الصالح” بمنطقة الحوبان، مع الجثتين السابقتين، مؤكدا أن الحوثيين روعوا أسرة صادق وأطفاله. وقال بأسى: "أسرته الان تشردت، صادق عاش بطلا ومات بطلا".

وعن ماضي "بطل شرمان" في مقاومة الحوثيين، يقول مدير مديرية ماوية، بأنه "أحد أبطال المقاومة الشعبية منذ الوهلة الأولى، في مديرية ماوية والمناطق المجاورة، ثم ظل في محافظة الضالع كمقاوم شرس ضد الحوثيين".

“كانت لدى "صادق" عقيدة قتالية قوية، وكان يؤمن بفكرة المقاومة من "الداخل" أي من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون”، يقول “الصراري”، وهو يسرد قصة “محمد صادق” الذي قال إنه وبعد أن انضم لقوات النجدة في تعز، بعد فك أسره بعملية تبادل “ظل هذا الأمر (المقاومة من الداخل) يراوده حتى عودته مؤخراً”.

ويضيف: "وصل محمد إلى منطقته عبر الجبال في الضالع، كما أنه تردد من قبل عبر الضالع أو المسيمير التابعة لمحافظة لحج المجاورة، وكونه يعيش في منطقة جبلية وعرة دبر الحوثيون أمر مطاردة مطلوبين من أجل الوصول إليه".

ويردف: “ورغم أنه ضمن قوام شرطة النجدة في تعز، إلا أنه لم يحصل على رقم عسكري وفق إفادة عبدالجبار الصراري، ومع ذلك لم يفت من عضده أو يخفت بريق مقاومته للحوثيين، فكان لا يفارق سلاحه وجعبته أبداً”.

مواضيع ذات صلة