تعد ˮالكرفان“ وˮالعدود“ من المصادر الأساسية للمياه قديماً في محافظة مأرب والمناطق الصحراوية (شرقي اليمن)، كما لا تزال حتى يومنا هذا تمثل مصدراً اضيافيًا للمياه يعتمد عليه البدو الرحل وسكان المناطق النائية.

"كريف" وجمعها "كرفان"، هي عبارة عن سدود صغيرة يتم بناؤها على أرض صلبة لحبس مياه الأمطار للاستقاء منها، أما "العدود" ومفردها "عَد" فهي تقع في بطون الأودية على مقربة من الشعاب التي تظل تغيل بالمياه لفترات طويلة بعد جريان السيول.

الصحفي الماربي "علي عويضة"، يقول في حديث لـ"بران برس"، إن “البدو الرحل لا زالوا يهتمون ببناء وصيانة الكرفان لحجز مياه الأمطار في الجبال والصحاري لفترات زمنية متوسطة، لاعتمادها كمصدر أساسي للمياه، خصوصا في سقي الابل والمواشي".

ومن أبرز "الكرفان" الشهيرة منذ القدم، والتي لا تزال قائمة إلى اليوم، ويقوم البدو الرحل بصيانتها لاعتمادهم عليها في الحصول على المياه، “كريف قهدلة" و“كريف الدسوس" و"كريف ابو شد" وتقع بالقرب من منطقة "العلم" شمال مأرب، وفقًا لـ“عويضة”. 

ويضيف: “كما أن هناك "كرفان" أخرى في مأرب كـ"سد ابن شودق" و"كرفان الرويك"، وأيضاً "كريف زنيفر" ويقع بين مأرب والجوف بالقرب من صحراء الريان”. 

أما الـ"عُدود" فيوجد العديد منها التي اشتهرت قديماً في (مأرب)، كعدود "الرخيم، ومسعودة، ونبط"، وتقع جهة وادي نخلا شمال مأرب، بحسب الصحفي ˮعويضة“، الذي بيَّن أن "العدود أشبه بالعيون وقد كانت من أهم مصادر المياه”. 

وقديماً قال الشاعر “حمد ماتعان الربيعي” المشهور بـ“قيراط” في قصيدة له يذكر واحدة من "العدود القديمة"، في جهات “نخلا” وهو "عَد مسعودة"، وظل يبحث عن إبله التي ذُكرت له أنها قد وردت “عد مسعودة” للري، وقال بيته الشعري:

وظليت أنا باغي على مِقراني
للذود قد واردَن "مسعودة"