برّان برس:
قالت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (FAO)، الأحد 2 يونيو/حزيران 2024م، إن درجات الحرارة ستسجل “ارتفاعاً قياسياً” خلال الأيام القليلة القادمة في معظم أنحاء اليمن؛ خاصة في المناطق الجنوبية والشرقية.
وتوقعت المنظمة في نشرة الإنذار المبكر، أصدرتها اليوم، واطلع عليها “برّان برس”، أن ترتفع درجات الحرارة بشكل ملحوظ، لتصل إلى مستويات قصوى في جميع أنحاء اليمن، خلال الـ10 الأيام الأولى من يونيو/حزيران الجاري، وقد تبلغ ذروتها عند حوالي 40 درجة مئوية أو أكثر، خاصة في محافظات حضرموت والمهرة ولحج".
وذكرت النشرة أن ارتفاع درجات الحرارة سيصبح “أكثر شدة في المناطق الصحراوية وغير المأهولة في محافظتي حضرموت والمهرة، إلا أن الخطر الأكبر سيكون في محافظة لحج بسبب وجود أصول زراعية حيوية فيها”.
وأوضحت "الفاو" أن الانخفاض المتوقع في هطول الأمطار بحلول أوائل يونيو يشير إلى انتهاء موسم الأمطار الصيفي في اليمن، حيث تصل التقديرات التراكمية إلى 40 ملم في محافظات إب وتعز وذمار وسقطرى.
وتابعت: "عموماً تتميز هذه الفترة من العام بارتفاع درجات الحرارة، وظروف الجفاف، ونقص ملحوظ في الأمطار، مما يخلق بيئة مليئة بالتحديات للزراعة وأنشطة كسب العيش المرتبطة بها".
وأشارت النشرة إلى أن الحرارة الشديدة ومحدودية هطول الأمطار "من المرجح أن تشكلان معاً، عقبات كبيرة أمام الممارسات الزراعية وسبل العيش في المناطق المعرضة للخطر، وقد تؤدي مثل هذه الظروف إلى انخفاض غلة المحاصيل أو انخفاض كبير في جودتها، مما يؤثر بالتالي على مستويات الأمن الغذائي والتغذية".
ودعت "الفاو" المجتمعات المحلية إلى ضرورة حماية نفسها من خلال تقليل التعرض لأشعة الشمس لفترات طويلة، لتقليل احتمالية الإصابة بالأمراض المرتبطة بالحرارة، خاصة بين الفئات الضعيفة مثل النساء الحوامل والمرضعات، وكبار السن، والأطفال الصغار، والأفراد الذين يعانون من حالات صحية مزمنة.
ونصحت رعاة الماشية على وجوب نقل مواشيهم إلى مناطق الظل لحمايتها من درجات الحرارة المرتفعة، "وينبغي إعطاء الأولوية ودرجة اهتمام خاصة للدواجن، كونها أكثر عرضة للموت أثناء النقل في درجات الحرارة الشديدة".
وفي وقت سابق، أرجع الصحفي المختص في شؤون المناخ والفلك، علي العقيلي، أسباب الارتفاع “القياسي” لدرجات الحرارة في اليمن خصوصاً في المناطق الصحراوية والساحلية، إلى “النشاط الرعدي المحدود للأمطار في مناطق معينة وخلال فترات قصيرة جداً”.
ويقول “العقيلي”، في حديث لـ“برّان برس”، إن “الأمطار المحدودة والضئيلة على المناطق الجبلية في اليمن، تسببت في ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الصحراوية نتيجة جفاف الاجواء في المناطق الصحراوية، بالإضافة لسيطرة التيارات الشمالية الجافة والمرتفعات الجوية”.
وأشار إلى أن “حرارة الشمس تسهم أيضًا في زيادة احترار البحار والمحيطات وعملية تبخر المياه مما يرفع درجة الحرارة في المناطق الساحلية والمنخفضة”.
ويضيف: “من المعروف أن موسم الأمطار في اليمن في فصل الصيف، وفي حال كانت عملية التبخر مرتفعة في البحار والمحيطات نتيجة ارتفاع حرارة الشمس، تسهم في تشكل السحب المرتفعة الغير ممطرة”.
وأردف: “وإذا كانت الأمطار ضئيلة أو محدودة في اليمن نتيجة نشاط التيارات الشمالية الجافة القادمة من صحراء الربع الخالي وسيطرة المرتفعات الجوية على الأجواء فإن ذلك يسهم في جفاف الأجواء وارتفاع درجات الحرارة في اليمن”.
ولفت إلى أن “السحب الخفيفة والرقيقة والمرتفعة تسهم في رفع درجات الحرارة كونها تسمح بعبور أشعة الشمس وتحبس الحرارة تحتها وهي بمثابة استخدام الغطاء أو الدفاء في فصل الصيف أو الملابس الثقيلة”.
وفي وقت سابق، قال المركز الوطني للأرصاد الجوية والإنذار المبكر، إن التوقعات المناخية لشهر يونيو/حزيران، تشير إلى “ارتفاع في درجة الحرارة بشكل عام على مناطق الجمهورية وأيضا الحرارة العظمى”.
وقال المركز في بيان اذلع عليه “برّان برس”، إن درجة الحرارة العظمى في المرتفعات الشمالية والوسطى عن 30 درجة مئوية، وأيضاً تصل درجة الحرارة العظمى 37 درجة مئوية في المناطق الداخلية وجزيرة سقطرى، بينما في المناطق الشرقية والصحراوية ستكون أشد حرارة وتتجاوز الـ 40 درجة مئوية.