برّان برس - ترجمة خاصة:
قال السيناتور الأمريكي البارز، نائب رئيس لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، ماركو روبيو، إن سياسة الرئيس جو بايدن التي وصفها بـ“المضللة” تجاه جماعة الحوثي المصنفة دوليًا في قوائم الإرهاب “تؤذي الأمريكيين”، بعد أن كانت سياسة سلفه “ترمب” قد أبقت الجماعة تحت السيطرة.
وأضاف “ماركو”، وهو عضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، في مقال نشره موقع “ناشيونال ريفيو”، نقله إلى العربية “برّان برس”، أنه وإلى أن “يصحح بايدن المسار ويفرض تكلفة حقيقية على الجماعة الإرهابية، نتوقع استمرار الأسعار في الارتفاع وتعرض المزيد من الأميركيين للخطر”.
وأردف: “خلال حملته الرئاسية لعام 2020، وعد جو بايدن بالعودة إلى الحياة الطبيعية، بعد ما زعم وجود فوضى وصعوبات اقتصادية في ظل إدارة ترامب. ولكن بعيدا عن الحياة الطبيعية، بدأ الرئيس بايدن ومستشاروه فترة غير مسبوقة من الاضطرابات العالمية، مما أدى إلى تقليص مصداقية أمريكا في الخارج وزيادة أسعار السلع المنزلية اليومية في الداخل”.
ولرؤية ذلك على أرض الواقع، يقول السيناتور الأمريكي إنه “ما عليك سوى النظر إلى سياسات إدارة بايدن تجاه الحوثيين، الجماعة الإرهابية المدعومة من إيران والتي تعيث فساداً في البحر الأحمر”.
وأشار إلى أن قيام الرئيس بايدن بإزالة الحوثيين من قائمة المنظمات الإرهابية الأجنبية، بعد أسبوعين من رئاسته، أدى هذا “الإجراء الفردي” إلى رفع معظم القيود الأمريكية التي تمنعهم من تلقي التمويل والأسلحة والدعم الدولي”.
كما أنهى الرئيس بايدن، وفق ماركو، الدعم لعملية مكافحة الإرهاب التي تقودها المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ضد الحوثيين بسبب مخاوف من أنها تسبب أزمة إنسانية للسكان المدنيين في اليمن.
وبحسب ما ورد كان الرئيس يأمل أن تؤدي هذه التنازلات إلى دفع الحوثيين إلى الدخول في مفاوضات وإلقاء أسلحتهم في نهاية المطاف، بحسب قول السيناتور الأمريكي، الذي استدرك حديثه بالقول: “وبدلاً من ذلك، سيطر الحوثيون على معظم المراكز السكانية الرئيسية في اليمن، وشنوا هجمات على أبو ظبي، واستمروا في ترويع المدنيين".
وأضاف: “قد يكون من الصعب أن نرى مدى أهمية هذا الأمر بالنسبة للأميركيين. بالنسبة للبعض، يبدو الانسحاب من الصراع في الشرق الأوسط بمثابة أخبار جيدة. ولكن كما هو الحال مع الانسحاب الفاشل من أفغانستان، فإن سياسات الرئيس بايدن تجاه الحوثيين جعلت حياة الأمريكيين أقل أمانًا وأقل ازدهارًا واستلزمت تدخلًا أمريكيًا أكبر، وليس أقل، في الخارج".
ولفت إلى أن الحوثيين شنوا أكثر من 50 هجومًا ضد السفن التجارية في البحر الأحمر وعشرات الهجمات ضد القوات الأمريكية، الأصول في المنطقة، كما تسببت الهجمات الصاروخية الحوثية هذا الشهر في إخلاء طاقم سفينتي حاويات من السفينة، بينما في وقت سابق من هذا العام، فقد اثنان من قوات البحرية الأمريكية حياتهما في عملية لمنع إيران من تزويد الحوثيين بمزيد من الأسلحة، حسب قوله.
وقال “ماركو روبيو” إن “الهجوم المنسق للحوثيين على تجارة الحاويات العالمية، والتي يمر 30% منها عبر مناطق ضرباتهم، قد أثر بالفعل على الاقتصاد الأمريكي”، مشيرًا إلى ارتفاع تكاليف الشحن من الصين إلى الموانئ على الساحل الغربي الآن بنسبة 235 في المائة مقارنة بديسمبر 2023.
وذكر أن “هذه الزيادة أعلى بكثير بالنسبة للطرق التي كانت تمر سابقًا عبر البحر الأحمر، مثل الممرات البحرية من الصين إلى أوروبا”، مستدركًا بالقول: “ولكن بغض النظر، إن إعادة صياغة سلاسل التوريد العالمية بشكل جذري لها تأثير مباشر على الأمريكيين".
وتابع: “ووفقا لأحد الخبراء، يبدو أنه لا يوجد حل في الأفق، حيث لا تظهر حركة عبور السفن عبر قناة السويس أي انتعاش، ويمكننا أن نتوقع أن تزداد الأمور سوءًا، خاصة عندما يبدأ الحوثيون في فرض رسوم مقابل المرور الآمن".
واردف: “قد تعتقد أن الرئيس بايدن سيرد من خلال العودة إلى السياسات التي أثبتت جدواها والتي أبقت الحوثيين تحت السيطرة في عهد سلفه: مثل المساعدة في عمليات مكافحة الإرهاب التي يقوم بها الحلفاء، وأقصى قدر من الضغط على إيران، وخطوط حمراء واضحة تتعلق بوفاة الأمريكيين. لقد دأبت أنا وزملائي الجمهوريون على المطالبة بهذه السياسات في مجلس الشيوخ لسنوات".
ولسوء الحظ، يقول نائب رئيس لجنة الإستخبارات بمجلس الشيوخ: “اختار الرئيس بايدن طريقًا قليلًا جدًا، وبعد فوات الأوان. وبدلاً من إعادة تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، فقد صنفهم بتسمية أضعف بكثير: "منظمة إرهابية عالمية مصنفة خصيصًا". علاوة على ذلك، بدلاً من السماح بشن ضربات ضد قادة الحوثيين ومستودعات الأسلحة، وافق الرئيس فقط على الضربات على المستودعات الفارغة و"مواقع إطلاق الطائرات بدون طيار"، وهي في الأساس قطع أرض فارغة".
وأضاف: “كما يرفض البيت الأبيض أيضاً تسليح الحلفاء المتحمسين لمحاربة الحوثيين نيابة عنا، ويفضل نشر السفن البحرية الأمريكية في البحر الأحمر، على الرغم من أن هناك حاجة لتلك السفن في أماكن أخرى، ويقول الرئيس بايدن إن سياساته مصممة لتجنب "تصعيد" الصراع. لكن لديهم تأثير معاكس”.
وتابع: “وعندما يفلت أعداء بلادنا من العقاب بسبب مهاجمتهم الأميركيين وشل الاقتصاد العالمي، فإننا ندعوهم إلى مواصلة عدوانهم المتهور الذي لا رادع فيه ليروا ماذا يمكنهم أن يفلتوا من العقاب. وإلى أن يصحح الرئيس بايدن المسار ويفرض تكلفة كبيرة على الحوثيين، يجب أن نتوقع استمرار الأسعار في الارتفاع وتعريض حياة المزيد من الأمريكيين للخطر.
ومنذ نوفمبر/تشرين الأول الماضي، تشن جماعة الحوثي هجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة تجاه سفن الشحن التجارية في البحر الأحمر، أدت إلى زيادة تكاليف التأمين البحري، ودفعت العديد من شركات الشحن إلى تفضيل الممر الأطول بكثير حول الطرف الجنوبي للقارة الأفريقية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، شكلت الولايات المتحدة الأمريكية، الحليف الرئيس لإسرائيل، تحالفًا متعدد الجنسيات، لحماية حركة الملاحة البحرية من هجمات الجماعة المصنفة في قوائم الإرهاب، في حين تنفذ القوات الأمريكية، بين الحين والأخر ضربات ضد أهداف عسكرية تابعة للحوثيين.