برّان برس:
توعد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي، الأربعاء 7 أغسطس/آب 2024، بالعثور على يحيى السنوار وتصفيته بعدما سُمّي رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس خلفًا لإسماعيل هنية الذي اغتيل في طهران الأسبوع الماضي.
جاء ذلك في كلمة أدلى بها هاليفي خلال زيارته لقاعدة عسكرية بمدينة رحوفوت (وسط)، بالتزامن مع تصاعد التحريض في الساعات الأخيرة على اغتيال السنوار من قبل مسؤولين إسرائيليين إثر تقلده المنصب الجديد، وفقا لوكالة الأناضول.
وقال هاليفي، في الكلمة التي بثها الجيش الإسرائيلي عبر حسابه بمنصة "إكس"، إن السنوار "حصل على لقب (منصب) جديد"، لكن ذلك لن يعفيه من كونه "مسؤولا" عن التخطيط لهجوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول وتنفيذه.
وأضاف: "بالتالي، فإن التغيير في مسمى السنوار الوظيفي يحفزنا على البحث عنه، وسنبذل قصارى جهدنا للعثور عليه ومهاجمته حتى يتم استبدال رئيس المكتب السياسي (لحماس) مرة أخرى".
ومساء الثلاثاء، أعلنت "حماس" اختيار زعيمها بقطاع غزة يحيى السنوار (61 عاما) رئيسا لمكتبها السياسي خلفا لإسماعيل هنية الذي تم اغتياله في طهران الأربعاء الماضي.
وأوضحت الحركة، في بيان، إنه تم اختيار السنوار لهذا المنصب جاء بعد "مشاورات ومداولات معمّقة وموسعة بمؤسسات الحركة القيادية".
وعبرت الحركة عن ثقتها بـ"السنوار قائدا لها في مرحلة حساسة وظرف محلي وإقليمي ودولي معقد".
وقبل اختياره لرئاسة المكتب السياسي لـ"حماس"، انتخب السنوار رئيسا للحركة في قطاع غزة عام 2017، ومرة أخرى عام 2021.
وتعتبر إسرائيل السنوار مهندس عملية "طوفان الأقصى" يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، التي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم؛ فأعلنت أن تصفيته أحد أهداف حربها الحالية على غزة التي أسمتها "السيوف الحديدية".
ما الذي يحمله السنوار
بدورها، اعتبرت صحيفة "واشنطن بوست"، الأمريكية، أن اختيار السنوار يعني “تعزيز صعود دوره كزعيم بارز لحماس، ويؤكد كيف عزز فصيلها الذي يتخذ من غزة مقرا له سيطرته على الحركة بعد أحداث أكتوبر”.
لكن الصحيفة الأميركية ذكرت أنه "لا يزال من غير الواضح كيف سينفذ السنوار، المختبئ داخل أنفاق غزة وعلى قائمة المطلوبين لإسرائيل، واجبات سلفه الدبلوماسية، بما في ذلك العمل كمفاوض رئيسي في محادثات وقف إطلاق النار، التي توقفت مرة أخرى في أعقاب الاغتيال".
وخلال أشهر من المفاوضات المتكررة، كان “هنية” يتنقل بين العواصم العربية وخاصة القاهرة والدوحة، ولكن مع ذلك كان للسنوار الكلمة الأخيرة بشأن أي اتفاق.
وهذا ما شدد عليه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، الذي أكد أن السنوار "كان ولا يزال صاحب القول الفصل في التوصل لوقف إطلاق النار".
وكان للسنوار دورًا بارزًا في تأسيس الجناح العسكري لحماس وقضى أكثر من 20 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث تعلم اللغة العبرية وصقل سمعته بين أنصار الحركة، قبل أن يتم اختياره ليحل محل هنية كرئيس لحماس في غزة عام 2017؛ "مما أدى إلى طمس الخطوط الفاصلة بين الجناحين السياسي والعسكري للحركة"، وفق "واشنطن بوست".
في السياق، اعتبر دبلوماسي إقليمي أن "تعيين السنوار يعني أن إسرائيل بحاجة إلى التعامل معه بشأن حل حرب غزة (...) إنها رسالة صلابة ولا هوادة فيها".
وأسندت للسنوار خلال مشواره مع حماس، عدة مسؤوليات أمنية، من بينها مشاركته في تأسيس جهاز الأمن الحركي، ثم تكليفه عام 1986 بتشكيل جهاز "مجد"، وهو الجهاز الأمني الداخلي لـ"حماس" المضطلع بأدوار حساسة أبرزها ملاحقة العملاء والمرتبطين بأجهزة الأمن الإسرائيلية، قبل أن يتولى مسؤولية الملف الأمني والعسكري في غزة منذ عام 2013.
ويعتبر مسؤولو الأمن الإسرائيليون، السنوار بأنه أحد الأعضاء الأكثر تشددا في حماس وحلقة وصل بين القيادة السياسية والجناح العسكري، المتمثل بكتائب عز الدين القسام، بقيادة محمد الضيف.
المصدر | الأناضول + واشنطن بوست